شهدت "قاعة العرض"؛ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ في دورته الـ56، ضمن محور "الترجمة إلى العربية"؛ إقامة ندوة لمناقشة كتاب بعنوان "مدريد الإسلامية: الأصول الخفية لعاصمة مسيحية"؛ من إعداد المترجم الدكتور؛ خالد سالم، أستاذ الترجمة بأكاديمية الفنون.
شارك في الندوة كل من: الدكتور أحمد عفيفي؛ رئيس قسم النحو والصرف بكلية دار العلوم، والدكتور أحمد بلبول؛ عميد كلية دار العلوم، وأدارها الدكتور حسام جايل؛ أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الألسن بجامعة الأقصر.
في البداية، أكد الدكتور حسام جايل؛ أن الكتاب يتميز بلغة جميلة، حيث حرص المترجم على تقديم لغة سليمة ودقيقة في المصطلحات.
وأوضح أن الكتاب يتناول كل ما يتعلق بمدينة "مدريد" قبل الفتح الإسلامي وبعده، ويُبرز الفخر بالإنتاج العلمي والأدبي المُميز، حيث كانت "الأندلس" بمثابة جسر بين الحضارتين الإسلامية والأوروبية.
من جانبه؛ قال الدكتور خالد سالم: "إن هذا الكتاب يُعد مُهمًا بالنسبة لمؤلفه، حيث يناقش حياة العرب في إسبانيا بعد طردهم منها".
وأضاف: "إن إسبانيا، بعد خروج العرب منها، اختارت "بلد الوليد" عاصمة لها، وهي بلدة ذات جذور عربية، ثم تحولت العاصمة إلى "مدريد" في القرن السابع عشر، وفي البداية، كانت "مدريد" مدينة عسكرية أنشأها العرب، لكنها تحولت لاحقًا إلى عاصمة إسبانيا".
وأشار إلى أن مدينة "مدريد" ظلت مُهملة حتى القرن العشرين، حتى تم اكتشاف السور المتبقي من المدينة التي أسسها العرب المسلمون، وكانت المدينة تتحدث العربية، وتُعد الحضارة الأندلسية نموذجًا مُلهمًا قدمه العرب، رغم هزيمة العرب؛ وخروجهم من "غرناطة"، إلا أن حضورهم في إسبانيا لم ينتهِ بعد.
ولفت إلى أن هذا الكتاب يُعد من أهم الكتب التي كُتبت عن الحضور العربي في الأندلس وإسبانيا، وقد حقق هذا الكتاب مبيعات كبيرة في معارض دول الخليج، ويظل أحد الكتب الأكثر مبيعًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وبدوره، أكد الدكتور أحمد عفيفي؛ أن الكتاب شهد جهدًا كبيرًا من المترجم، خصوصًا أنه يحتوي على العديد من الإشارات والأحداث الغامضة التي حرص المترجم على توضيحها وشرحها في هوامش الكتاب.
وأضاف: "إن مقدمة المترجم كانت أكثر أهمية وقيمة من مقدمة المؤلف، حيث كانت بمثابة مرآة تشرح تفصيلًا ما ورد في الكتاب؛ كما أشار المترجم في مقدمة الكتاب إلى العديد من النقاط المهمة، مثل لعنة الفراعنة؛ ولعنة الإسبان"
وأشار إلى أن الكتاب تناول نقطة مُهمة تتعلق بإشكالية وصف الفتح الإسلامي لإسبانيا، وهل كان فتحًا أم غزوًا؟ في الوقت الذي يرى فيه المسلمون والعرب أنه كان فتحًا؛ يرى الإسبان أنه كان غزوًا، على الرغم من أنهم يصفون الفتح الروماني لإسبانيا؛ بأنه فتح، وتعد هذه الإشكالية نقطة مُهمة يجب النظر بشأنها.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد بلبول؛ أن الكتاب يُعد مرجعًا جديدًا للثقافة العربية، حيث يسد الفجوات التي تركها المؤرخون.
وأضاف: "إن الأندلس ما زالت تشكل حيرة لدى المثقف العربي، سواء في الماضي أو في الحاضر، حيث يرى الكثيرون في الأندلس أنها الفردوس المفقود"، مشيرًا إلى أن الفتح الإسلامي للأندلس، رغم أن الإسبان يحسبونه غزوًا، إلا أنه قد قدم نموذجًا للتسامح في الأندلس، عكس ما قدَّمه الغرب في ذلك الوقت.