نظمت دار الإفتاء المصرية في اليوم الرابع من فعاليات المعرض الدولي للكتاب بدورته السادسة والخمسين ندوة مميزة بعنوان: "الفتوى والدراما"، تناقش العلاقة بين الدين والفن وأثر الدراما في تشكيل وعي المجتمع ونقل القيم الدينية بصورة صحيحة.
وحضر الندوة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، والفنان القدير محمد صبحي، الذي لطالما اشتهرت أعماله بتقديم قضايا اجتماعية وإنسانية عميقة.
وتناولت الندوة قضايا مهمة أبرزها دور الدراما كوسيط لنقل القيم، حيث أكد الدكتور علي جمعة أن الدراما من أقدم الفنون التي تطورت عبر التاريخ، مشيرًا إلى أهميتها كأداة لتعزيز الوعي المجتمعي إذا تم استخدامها بصورة صحيحة وداعيًا إلى تعاون الفنانين مع رجال الدين لضمان تأثير إيجابي يخدم المجتمع.
وناقشت الندوة كذلك صورة رجل الدين في الدراما، حيث أشار الدكتور علي جمعة إلى أن بعض الأعمال الفنية تقدم صورة نمطية سلبية لرجل الدين، ما يسيء إلى مكانته في المجتمع، ومؤكدا على أهمية تصحيح تلك الصور بالتعاون بين المؤسسات الدينية وصناع الفن.
كما طُرح خلال النقاش أهمية تصحيح الأخطاء الشائعة في الدراما التي قد تُضلل الجمهور بشأن المفاهيم الدينية، مع التأكيد على أن الفتوى لها ضوابط وقواعد دقيقة تستند إلى مقاصد الشريعة الإسلامية. وشدد العلماء على أن أي تعاون بين رجال الدين وصناع الفن يجب أن يكون مبنيًا على الحوار المتبادل لتحقيق الفائدة المرجوة.
واختتم نظير عياد الندوة بالتأكيد على سعي دار الإفتاء المصرية الدائم لتعزيز التعاون بين المؤسسات الدينية والثقافية والفنية لنشر الوعي الصحيح وقطع الطريق أمام الأفكار المغلوطة، مشددًا على أهمية الرجوع إلى العلماء المتخصصين لضمان تقديم الفتاوى بشكل دقيق يخدم المجتمع ويعزز القيم النبيلة.
وشهدت الندوة مداخلات من الحضور، حيث أشاد البعض بالأعمال الفنية الإيجابية التي تدعم القيم الأخلاقية، وطرحوا تساؤلات حول إلزامية الفتوى، وقد أوضح العلماء أن الفتاوى تختلف باختلاف المذاهب والمقاصد، وأن إلزاميتها ترتبط بطبيعتها وظروفها.
تأتي هذه الندوة في إطار حرص دار الإفتاء على تحقيق التوازن بين الدين والفن بما يعزز القيم المجتمعية ويخدم أهداف التنمية الثقافية.