الخميس 30 يناير 2025

ثقافة

أمسية لشعراء الهند بمعرض القاهرة للكتاب في دورته الـ 56

  • 28-1-2025 | 23:28

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

شهدت قاعة «ديوان الشعر» أمسية شعرية مميزة، جمعت عددًا من الشعراء الهنود، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، بمركز المعارض في التجمع الخامس، وأدار الأمسية الدكتورة والمترجمة سارة حامد حواس، بحضور الشاعرين الهنديين «شوديبتو شاترجي» و«باربال كومار باسو».

استهلت الدكتورة سارة الفعالية بالترحيب بالحضور، مشيدةً بالشعراء الهنود وقصائدهم التي تعكس عمق الثقافة الهندية، وقدمت تعريفًا موجزًا بالشاعر شوديبتو شاترجي، مشيرةً إلى أنه وُلد في كلكتا بالهند عام 1976، ويعمل طبيباً في معهدي راماكريشنا ميسيون سيفا براتيسان وفيفيكاناندا للعلوم الطبية. 
وأوضحت أن «شاترجي» يشارك في العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية التي تنظمها مؤسسة راماكريشنا.

ووصفت الدكتورة سارة الشاعر باربال كومار باسو، أنه مفكر هندي بارز ومحرر أدبي، يمتلك في رصيده واحدًا وعشرين كتاباً شعرياً، بالإضافة إلى العديد من المقالات والقصص. وأضافت أنه لعب دورًا مهمًا في تطوير الشعر البنغالي بعد استقلال الهند، ويشغل منصب محرر مجلة «يابانشيترا»، وهي منصة تتيح للشباب التعبير عن إبداعاتهم الأدبية.

ونوهت بحصوله على جائزة الأكاديمية الحكومية للشعر ومشاركته في العديد من المهرجانات الأدبية الوطنية والدولية، لافتة إلى أن أعماله تُرجمت إلى عدة لغات.

وخلال الأمسية، تحدث الشاعر «شوديبتو شاترجي» عن تأثير مهنته كطبيب على تجربته الشعرية، قائلاً إنها جعلته يُدرك قيمة الشعر بوصفه وسيلة للتأمل العميق وفهم التأثير الإنساني.

وأضاف أن الهندوسية والشعر يشتركان في كونهما أسلوب حياة ونافذة لفهم القضايا الاجتماعية. وأشار إلى أنه يكتب عن الحب والموت، حيث ألهمته مهنته الطبية توازنًا بين هاتين الحقيقتين، وألقى شاترجي أربع قصائد حملت عناوين: «لحن»، «أنتِ امرأة»، «نساء»، و«الثقة».

أما الشاعر «باربال كومار باسو»، فدعا في كلمته إلى التحرر من محدودية الحياة والانفتاح على الوجود اللامتناهي، مشددًا على أن الشعر ينبع من الروح، ويعبر بصدق عن تجارب الحياة المتنوعة، من حب واحتجاج وفرح ويأس وحزن.

وأكد أن الشعر يكشف عن حقائق تحتاج إلى اكتشاف، لكنه يترك أيضًا مساحات للغموض، مما يخلق أثرًا عميقًا في نفس القارئ.

وأشار باسو إلى أنه لا يقتصر على كتابة الشعر، بل يبدع أيضاً في كتابة النثر، مسلطاً الضوء على أهمية التفاعل بين التخصصات المختلفة لتنمية الفكر الإنساني، وأوضح أن هذا التنوع كان له أثر إيجابي كبير على تجربته الشعرية، وقال أن الشاعر يجد أعز أصدقائه في نفسه.

وفي ختام الأمسية، ألقى «باسو» مجموعة من قصائده التي تضمنت: «بعض ناس»، «المدينة التي أعيش»، «أشياء لم تُقل»، و«لا تصفيق».

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.

انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة