الخميس 30 يناير 2025

عرب وعالم

خبراء: من الضروري بناء محطات ومدرجات هبوط جديدة في أوروبا لاستيعاب النمو المتوقع بحركة النقل الجوي

  • 29-1-2025 | 13:54

إقلاع طائرة

طباعة
  • دار الهلال

يرى خبراء في مجال الطيران أنه سيكون من الضروري بناء محطات ومدرجات هبوط جديدة في أوروبا لاستيعاب النمو المتوقع في حركة النقل الجوي، حتى وإن كانت آسيا تتوقع نموا أكبر من ذلك، وذلك على الرغم من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وذكرت قناة "فرانس 24" الاخبارية اليوم الأربعاء، أن الحكومة البريطانية قد تعطي الضوء الأخضر في وقت لاحق اليوم /الأربعاء/ لبناء مدرج ثالث في مطار /هيثرو/ بلندن، الأكثر ازدحاما في القارة الأوروبية .
وأضافت القناة أن هذا القرار من شأنه أن يكون نادرا بالنسبة لمنصة المراسلات (هاب) في أوروبا التي تعاني من التمزق بين أهدافها المتمثلة في خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري واحتياجات قطاع استراتيجي لا يشهد ضعفا في الطلب.
ولا تزال رابطة النقل الجوي الدولي (إياتا) صوت شركات الطيران وثنائي الطائرات بوينج وإيرباص، تتوقع مضاعفة عدد الرحلات الجوية في السنوات الخمس والعشرين المقبلة، من 5 إلى 10 مليارات رحلة سنويا في العالم.
وسوف تتغذى هذه الديناميكية في المقام الأول من آسيا، وفقا لاتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، الذي يعد مع ذلك بنمو سنوي لأوروبا بنسبة 3ر2% على مدى السنوات العشرين المقبلة أو 656 مليون مسافر جوي إضافي في عام 2043 .
وحذر خبراء البيئة ومنظمات غير حكومية أخرى من أن الاعتدال فقط هو الذي سيجعل من الممكن تحقيق "انبعاثات صافية صفرية" بحلول عام 2050 .
ومن المرجح أن تؤدي الزيادة المتوقعة في حركة النقل الجوي في أوروبا إلى إلغاء فوائد الحاجة إلى زيادة استخدام الوقود غير الأحفوري، وفقا لدراسة حديثة أجرتها مؤسسة النقل والبيئة (تي & إي). ومن المتوقع أن ينبعث من القطاع في عام 2049 ما يقرب من كمية ثاني أكسيد الكربون التي ينبعث منها في عام 2019 .
من جانبه، قال "جيروم دو بوشيه" من وكالة النقل والبيئة الفرنسية إن "خطط نمو صناعة الطيران تتناقض تماما مع أهداف المناخ الأوروبية ولا تستجيب لحجم أزمة المناخ".
وفي أوروبا الغربية، أعلنت عدد قليل من المنصات عن التوسع في حين تتزايد التدابير السياسية التي تشجع المواطنين على السفر أقل.
وتخلت الحكومة الفرنسية عن خطط توسيع مطار باريس شارل ديجول في عام 2021، وتستعد لزيادة الضرائب على تذاكر الطيران بعد حظر الرحلات الداخلية التي يمكن استبدالها برحلات قطار تقل مدتها عن ساعتين ونصف.
وفي أقصى الشمال، ترغب السلطات الهولندية تحديد عدد الرحلات السنوية في مطار /سخيبول/ بأمستردام من اجل مكافحة التلوث الضوضائي، في حين من المقرر اتخاذ إجراء مماثل في بروكسل بحلول عام 2032.
وفي مطار باريس-أورلي، حيث تم بالفعل تحديد سقف للرحلات الجوية، تتوقع شركة "إيه دي بي" (مشغل دولي للمطارات في باريس) أن يزيد عدد الركاب بنسبة 16% بين عامي 2023 و2035، لكنها تعتقد أن حجم الرحلات الجوية سيظل مستقرا، بفضل الطائرات الأكبر حجما والأفضل امتلاء.
وهذا لا يمنع من تنفيذ أعمال كبرى في أماكن أخرى، في وجهات مشمسة تحظى بشعبية لدى الشركات منخفضة التكلفة، مثل مدينة /هيراكليون/ في جزيرة كريت وتخطط لشبونة أيضا لبناء مطار عملاق جديد بحلول عام 2034.
وشعر المتخصصون في الصناعة، الذين يعانون بالفعل من تشبع مراقبة الحركة الجوية الأوروبية، بالقلق إزاء احتمالية أن تصبح المطارات مكتظة للغاية.
وتقدر هيئة مراقبة الحركة الجوية الأوروبية (اليروكنترول ) أنه بحلول عام 2030، لن يكون من الممكن تلبية 1% من الطلب على السفر بسبب البنية التحتية الأرضية غير الكافية.
وقال "ويلي والش" المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي إنه "من الواضح أن البنية التحتية للمطارات، وخاصة في أوروبا، لا تواكب النمو المتوقع، وهذا يتناقض مع ما نشهده في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وقد تم افتتاح أو التخطيط لإنشاء منصات ضخمة قادرة على التعامل مع أكثر من 100 أو حتى 200 مليون مسافر سنويا، ولا سيما في إسطنبول والرياض ودبي. 
وفي الهند، تضاعف عدد المطارات خلال عشر سنوات ليصل إلى 157، وتسعى السلطات إلى الوصول إلى 400 مطار بحلول عام 2047.
وأشار "أوليفييه يانكوفيتش" المدير العام لاتحاد مطارات أوروبا الذي يضم أكثر من 500 مطار في القارة إلى أنه "ليس هناك شك في أننا نواجه خطر نقص القدرة في العقود المقبلة " .
واكد أن الفشل في تلبية هذه الاحتياجات المستقبلية "سيكون مكلفا للغاية للاقتصاد الأوروبي والقدرة التنافسية". وأعرب عن أسفه لأن توسيع المطارات أصبح "صعبا بشكل متزايد، بسبب الافتقار إلى الدعم السياسي". ويعكس هذا "زيادة الضغوط البيئية"، ولكن أيضا "الافتقار إلى الرؤية الاستراتيجية طويلة الأجل بشكل عام"، وفقا لـ"يانكوفيتش".

الاكثر قراءة