استضافت قاعة الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ اليوم؛ الجلسة الأولى من مؤتمر "مصطفى ناصف وأسئلة الثقافة العربية"، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، بإدارة المفكر اللبناني علي حرب.
وفي كلمته، عبر "حرب"؛ عن شكره؛ للدكتور أحمد بهي الدين؛ والهيئة العامة للكتاب؛ لدعوته لإدارة الجلسة، مؤكدًا أن الدكتور مصطفى ناصف يُعد من أبرز الناقدين العرب الذين ينتمون إلى جيل من المفكرين الذين كانت الفلسفة أساسًا لثقافتهم، رغم أن تخصصهم لم يكن الفلسفة، وأكد أن "ناصف" قدم في أعماله مفردات الوجود والحقيقة والحرية والهوية، مشيرًا إلى أن أكثر ما يشغل المثقفين هو إشكالية العلاقة بين العرب والغرب.
من جانبه، أعرب الدكتور عبد الرحيم دقون، الباحث في الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالمغرب، عن سعادته بالمشاركة في الاحتفالية، مشيرًا إلى أنه على الرغم من كونه باحثًا في الفلسفة وليس ناقدًا أدبيًا، فإن قراءة أعمال "مصطفى ناصف" جعلته يكتشف هواجس الفلسفة في نقده الأدبي؛ وأشار إلى أن "ناصف" كان يهتم باللغة وكان لديه قلق وجودي، كما كان له حِسَا اجتماعيًا في نقد الأدب، رغم تمسكه بمجاله الأساسي في الأدب النقدي.
وقال الدكتور سيد إبراهيم، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة بني سويف: "إنه شرف لي أن أكون قد تتلمذت على يد الدكتور مصطفى ناصف"؛ وأكد أن "ناصف" كان يرى أن القراءة هي فن كسر الحواجز، حيث يجب أن يدخل القارئ إلى النص وهو غير كاره له لكي يكشف أسراره؛ وأن "ناصف" كسر الحواجز في نقد الأدب الجاهلي، مشيرًا إلى أنه كان ناقدًا يرفض الأحكام الجاهزة؛ ويعزز التفسير والتأويل.
أما الدكتور سامي سليمان، أستاذ النقد العربي الحديث في كلية الآداب جامعة القاهرة، فقد تحدث عن ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمعات المعاصرة، مما يتيح للجمهور تلقي القراءات بشكل أسهل؛ متسائلًا عن كيفية تقديم "مصطفى ناصف" قراءاته لهذا النوع من القراء، مؤكدًا أن "ناصف" كان دائمًا قارئًا يقدم تفسيراته وتأويلاته للأدب والفلسفة.
وفي كلمة ألقاها الدكتور عبد الفتاح يوسف؛ عن الدكتور حميد لحمداني، تم تسليط الضوء على أهمية فلسفة التأويل الواعي لدى "مصطفى ناصف"، مشيرًا إلى أن مفهوم التأويل يتطور ويؤثر عليه الوعي والزمن، وأن التأويل بدأ في مكتبة الإسكندرية ثم انتشر في العالم.