الخميس 30 يناير 2025

ثقافة

"التأويل في النقد والفلسفة".. تجليات تجربة مصطفى ناصف في معرض الكتاب

  • 29-1-2025 | 18:26

جانب من الندوة

طباعة
  • بيمن خليل

شهدت قاعة "الصالون الثقافي"؛ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم؛ انعقاد الجلسة الثانية ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، والتي جاءت تحت عنوان "تجليات التأويل ودلالاته في تجربة مصطفى ناصف"، وأدارها الدكتور سيد إبراهيم، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة بني سويف.

وفي مستهل الجلسة، أكد الدكتور سيد إبراهيم؛ أن الاحتفاء الحقيقي بالثقافة يكمن في قدرتها على التغلغل في العقول والقلوب، لتشكل أساسًا معرفيًا يبني الأجيال القادمة نحو مجتمع أكثر وعيًا وإدراكًا.

وخلال مداخلته، أوضح الدكتور المهدي مستقيم، الباحث في علم الاجتماع وأستاذ الفلسفة بالمغرب، أن نظرية التأويل تمثل جوهر علم التفسير، وهي مفهوم واسع يشمل عمليات متعددة مثل الترجمة والشرح وإعادة القراءة؛ وأن النصوص انتقلت عبر العصور من التأويل الديني إلى التأويل الفلسفي، مستشهدًا بتطور الفكر التأويلي منذ مكتبة الإسكندرية قبل الميلاد.

وفي سياق المقارنة، تناول المهدي مستقيم؛ الفروق بين تجربة الدكتور "حامد أبو زيد" في الفلسفة وتجربة الدكتور "مصطفى ناصف" في النقد الأدبي، مشيرًا إلى أن كليهما قدّم رؤى حداثية وتجديدية؛ وأوضح أن "مصطفى ناصف" سعى دائمًا للوصول إلى جوهر النص عبر الأدلة اللغوية، لكنه كان ينطلق في تأويله من الواقع المعاصر، وليس من خلفية تاريخية بحتة، بل ربما من زاوية اجتماعية أكثر عمقًا.

من جانبه، قدم الدكتور عبد الفتاح يوسف، أستاذ النقد بجامعة المنصورة، شرحًا لمفهوم التأويل من خلال ثلاثة محاور أساسية: أهمية المؤوِّل كوسيط في العملية التأويلية، والتفاعل بين النص والمثيرات التأويلية، وتأويل ما بعد الخطاب وأثره في تشكيل المعنى؛ وأشار إلى أن جذور التأويل تعود إلى مصر، وتحديدًا إلى مكتبة الإسكندرية، حيث نشأت بدايات التأويل من خلال الانفتاح على الفلسفات المختلفة، وتأويل الكتاب المقدس والنصوص اليونانية القديمة؛ كما أوضح أن "مصطفى ناصف" يميل إلى التأويل الخطابي، حيث يتجاوز المعنى الحرفي للنص ليخلق هوية إبداعية تتكامل مع هويته الأدبية، مشددًا على أن الخطاب الإبداعي في كل العصور هو شكل من أشكال محاورة المعرفة الإنسانية.

جدير بالذكر، أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يُقام في الفترة من 23 يناير حتى 5 فبراير تحت شعار "اقرأ.. في البدء كانت الكلمة"، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، وأكثر من 600 فعالية ثقافية وفكرية.

الاكثر قراءة