الخميس 30 يناير 2025

ثقافة

حكاية شارع| الزعيم غاندي.. «صاحب النفس العظيمة»

  • 30-1-2025 | 14:35

شارع الزعيم غاندي

طباعة
  • همت مصطفى

انطلاقاً من دور الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، بوزارة الثقافة  المصرية، في العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصري، انطلقت فكرة مشروع  «حكاية شارع »، الذي يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التي أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسمائهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصري.

ويتم تنفيذ المشروع من خلال لجنة علمية تضم خبراء في مجال التوثيق والتاريخ والتراث الثقافي، وقد وضعت اللجنة العلمية للمشروع إطار محدداً للتعريف بكل شخصية من خلال ضوابط محددة منها أن يتم التعريف بالشخصية في 25 كلمة فقط ،  تحديد تاريخ الميلاد والوفاة، أن تكون النصوص باللغتين العربية والإنجليزية.

 ومن بين فكرة «حكاية شارع »، شارع الزعيم غاندي، والذي يقع في حي جاردن سيتي، بالقاهرة، كما يوجد  شارع آخر  باسم الزعيم غاندي، بطريق جسر السويس بجوار  محطة مترو نادي الشمس 

المهاتما غاندي 

ولد موهنداس كرمشاند غاندي الملقب بالمهاتما  «أي صاحب النفس العظيمة أو القديس» الشهير باسم غاندي في 2 أكتوبر 1869 م في «بوربندر» بولاية «غوجارات» الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة،  وقضى طفولة عادية، ثم تزوج وهو في الثالثة عشر من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.

الدراسة والعمل 

سافر «غاندي» إلى بريطانيا عام 1882م لدراسة القانون، وعاش في الشهور الأولى من إقامته في لندن في حال من الضياع وعدم التوازن، والرغبة في أن يكون رجلًا إنجليزيا نبيلًا، لكنه أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد، خاصة أن وضعه المالي والاجتماعي لم يكونا يسمحان له باللهو وضياع الوقت، وعاد «غاندي» سريعا إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق، فأخذ يتعلم القانون ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه ويقبل ما يشبع العقل، ويوحد عقله مع دينه ويطابق ما يمليه عليه ضميره.

 

عاد «غاندي» إلى الهند في عام 1890م بعد حصوله على الإجازة الجامعية التي تخوله ممارسة مهنة المحاماة، إلا أنه واجه مصاعب كثيرة بدأت بفقدان والدته التي توفيت، واكتشافه أن المحاماة ليست طريقا مضمونة للنجاح، و أعاده الإخفاق من بومباي إلى راج كوت، فعمل فيها كاتبًا للعرائض خاضعا لصف المسئولين البريطانيين، ولهذا السبب لم يتردد في قبول التعاقد للعمل الذي قدمته له مؤسسة هندية في ناتال بجنوب إفريقيا، وبدأت مع سفره إلى جنوب إفريقيا مرحلة كفاحه السلمي في مواجهة تحديات التفرقة العنصرية.

غاندي في إفريقيا

سافر  «غاندي» وعائلته إلى جنوب إفريقيا في عام 1893م، وسكن ولاية ناتال الواقعة على المحيط الهندي مقيما في أهم مدنها «دوربا» وعمل مدافعا عن حقوق عمال الزراعة الهنود والبوير العاملين في مزارع قصب السكر، وكان مجتمع العمال في جنوب إفريقيا منقسما إلى جماعات مختلفة جماعة التجار المسلمين من العرب» وجماعة المستخدمين الهندوس، والجماعة المسيحية، وكانت بين هذه الجماعات الثلاث بعض الصلات الاجتماعية.

و دافع  «غاندي» عن العمال الهنود والمستضعفين من الجاليات الأخرى، واتخذ من الفقر خيارًا له، وتدرب على الإسعافات الأولية ليكون قادرًا على إسعاف البسطاء وهيأ منزله لاجتماعات رفاقه من أبناء المهنة ومن الساسة، حتى إنه كان ينفق من مدخرات أسرته على الأغراض الإنسانية العامة، استمر غاندي في أفريقيا يدافع عن الهنود وعقد المؤتمر الهندي في الناتال وأسس صحيفة «الرأي الهندية» واعتقل غاندي أكثر من مرة في إفريقيا.

و قضى «غاندي» في جنوب إفريقيا الفترة من «1893 – 1915م» يدافع عن حقوق العمال الهنود، أما الشركات البريطانية وكانت من أهم مراحل تطوره الفكري والسياسي.

عودة  «غاندي» إلى الهند

عاد «غاندي» إلى الهند من جنوب أفريقيا سنة 1915م وفي سنوات قليلة من العمل الوطني، أصبح الزعيم الأكثر شعبية وركز عمله العام على النضال ضد النظام الاجتماعي، من جهة وضد الاستعمار من جهة أخرى واهتم «غاندي» بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين.

مواقف «غاندي»من الاحتلال البريطاني

تميزت مواقف «غاندي» من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانا المرونة التكتيكية وتأرجح موقفه فهادن الاحتلال البريطاني بين عامي 1918 و 1922م، وفي عام 1922 قاد حركة عصيان مدني صعدت من الغضب الشعبي الذي وصل في بعض الأحيان إلى الصدام بين الجماهير وقوات الأمن والشرطة البريطانية مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة، ورغم ذلك حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات وأفرجت عنه في عام 1924م.

اغتيال «غاندي»

لم ترق دعوات «غاندي» للأغلبية الهندوسية باحترام الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، و في 30 يناير 1948م أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسي ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما «غاندي» صريعًا عن عمر يناهز 78 عاما وتعرض لست محاولات اغتيال ولقى مصرعه في المحاولة السادسة.

 ومن أشهر كتب الزعيم  المقدس «غاندي».. « تجاربي مع الحياة»، «رحلة البحث عن الحقيقة».

الاكثر قراءة