احتفت قاعة «الصالون الثقافي»؛ بذكرى مرور مئة عام؛ على ميلاد الفنان الكبير شكري سرحان، وذلك ضمن محور «شخصيات مصرية»، وذلك في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.
أدار الندوة الإعلامي وائل شهبندر، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن الاحتفاء بشكري سرحان هو تكريم لممثل استثنائي ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية، مشيرًا إلى تعدد أدواره وتنوعها، مما يعكس تفرده وموهبته الإبداعية.
من جانبه، تحدث الناقد السينمائي؛ عصام زكريا؛ عن المسيرة الفنية للنجم الراحل، موضحًا أنه ينتمي إلى الجيل الثاني أو الثالث من السينما المصرية، وكان من أوائل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تعلم على يد كبار الفنانين، مثل زكي طليمات؛ وأوضح أن انطلاقة شكري سرحان الحقيقية كانت مع فيلم «ابن النيل» للمخرج الكبير يوسف شاهين، ما جعله واحدًا من أهم ممثلي السينما المصرية؛ كما أشار إلى أن السينما في فترة الثمانينيات؛ لم تستغل قدراته بشكل صحيح؛ رغم استمراره في العمل حتى وفاته.
وفيما يتعلق بما أثير مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي حول مشواره الفني، أكد زكريا احترامه جميع الآراء، لكنه شدد على أن الحقائق تظل ثابتة ولا تتغير.
أما محسن سرحان، أحد أفراد الأسرة، فتحدث عن التحديات التي واجهت الفنان الراحل في بداياته، حيث وُلد في قرية صغيرة بمحافظة الشرقية، ولم تكن الظروف مهيأة لظهور ممثل بحجم موهبته، إلا أن انتقاله مع أسرته إلى حي السيدة زينب في القاهرة جعله يقترب من عالم السينما، حيث كان يشاهد الأفلام من فوق أسطح العمارات دون علم والده، وكان يشاركه هذا الشغف شقيقه الأكبر صلاح سرحان؛ وأشار إلى أن شكري سرحان التحق بمسرح المدرسة؛ وفاز بجوائز عديدة؛ قبل أن يقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، رغم رفض والده الذي خيره بين التخلي عن حلمه أو مغادرة المنزل، فاختار الطريق الصعب، وكان من بين دفعته في المعهد فنانون كبار، أمثال: فاتن حمامة، سميحة أيوب، فريد شوقي، وشقيقه صلاح سرحان.
وأضاف أن أول أدوار شكري سرحان؛ السينمائية؛ كان عام 1947 في فيلم «الدولة الأخيرة»، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، مما أصابه بالإحباط؛ إلا أن الصحفي الفني صلاح زهني؛ التقط له صورة على غلاف مجلته بعنوان «فتى أول يبحث عن دور»، مما لفت الأنظار إليه، ليحصل لاحقًا على دور في فيلم «لهاليبو» عام 1949 مع الفنانة نعيمة عاكف، قبل أن تنطلق مسيرته الحقيقية بفيلم "ابن النيل» عام 1950، والذي يُعد واحدًا من أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
كما أوضح محسن سرحان؛ أن شكري سرحان كان فنانًا صاحب مبادئ، ورفض تقديم أدوار تخالف قناعاته، ما دفعه إلى الابتعاد عن التمثيل في الثمانينيات، قبل أن يعود لاحقًا بسبب التزامات مالية.
وفي ختام الندوة، كشف محسن سرحان؛ عن مشروع إنتاج مسلسل يحكي قصة حياة الفنان الكبير، ليسلط الضوء على الجوانب التي لا يعرفها الجمهور عن شخصيته ومسيرته الفنية.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.