استضافت «القاعة الدولية» اليوم في بلازا 2، ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «منجزات عمانية في فضاء الإنسانية» بحضور العديد من المفكرين المصريين ومن سلطنة عمان.
وجاءت الندوة بمشاركة الدكتور أحمد درويش، والدكتور خميس العدوي، وراشد الدغيدي، والدكتور عيسى الشبيبي، وأدار الندوة الشاعر والإعلامي أحمد الكلباني.
وقال الشاعر والقاص والإعلامي أحمد الكلباني في معرض إدارته للندوة: «سعيد أن أكون هنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب للحديث عن منجزات عمانية في فضاء الثقافة الإنسانية، ستتناول الندوة أربعة محاور أساسية وهي: الثقافة العمانية قبل الإسلام، موسوعة السلطان قابوس، جائزة السلطان قابوس، كراسي السلطان قابوس والإسهام في التقريب بين الثقافات».
الثقافة العمانية قبل الإسلام
من جهته، قال الدكتور خميس العدوي، مستشار الدراسات الحضارية بوزارة الثقافة العمانية: «إن الثقافة العمانية قبل الإسلام، تعد موضوعًا بكرًا في دراسته بالنسبة للعمانيين».
وتابع: «أقسم الثقافة العمانية إلى 7 أطوار: أولها طور ما قبل التاريخ، طور التأسيس، وطور الانقلاب الثقافي، وأضاف: «عندما نريد أن نقول الوضع الثقافي قبل الإسلام علينا أن نقول إن الحيرة هي المنطقة التي انقسمت إلى منطقتين، فارسية ورومانية. نحن قبل الإسلام متأثرون بالثقافة الفارسية، وهذا الأمر ليس دقيقًا، ولكننا تأثرنا باليمنيين الأزديين أبناء عمومتنا وهم عرب».
وتابع العدوي: «بدأت الثقافة اليمنية تظهر في المنطقة العربية وشكلت ثلاثة كيانات: كندة، والبترا، والمناذرة».
واستطرد قائلاً: «أن الانقلاب الثقافي صنع انتشار الخط المسند، وهو الآن خط لا يُقرأ ولا يُكتب، كذلك ظهرت الحركة الأدبية عبر شعراء تلك الفترة».
ولفت إلى أن هناك تحولًا دينيًا، فمعظم العمانيين في تلك الفترة كانوا ينتمون إلى المسيحية والديانات الأسطورية، وعندما جاء الإسلام دخل العمانيون الإسلام دون أي حروب.
واختتم العدوي بالحديث عن المدارس الفلسفية التي ظهرت في تلك الفترة، موضحًا أن معظم العمانيين كانوا ينتمون إلى مدرسة أهل الرأي، وتشكلت لهم مدرسة فيما بعد وهي المدرسة الإباضية.
موسوعة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب
من جهته، قال الدكتور أحمد درويش، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي: «سعيد بالحديث عن موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، وذلك كوني كنت شاهدًا على العمل عليها، فقد كنت واحدًا من القائمين على هذا العمل».
وأضاف: «وسعيد أن السلطان قابوس كان صاحب هذه الفكرة لتقديم قاموس معني بدلالات الأسماء ومعانيها».
وتابع درويش: «إن أحدهم سأل السلطان قابوس عن دلالة معنى اسم حمزة وهل هو أصله عربي أم لا؟، فبحث السلطان قابوس وسأل إن كانت هناك كتب تحدثت عن هذا الأمر، وعليه تم تقديم موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية».
وأكمل درويش حديثه قائلاً: «تم تدشين لجنة علمية من باحثين وإعلاميين في اللغة العربية من مصر والعالم العربي برئاسة علي الدين هلال، وكذلك الشاعر فاروق شوشة».
وأشار درويش إلى أنه بالتوازي مع هذه اللجنة، تم تشكيل لجنة وطنية عمانية من 11 عضوًا من كبار المثقفين والعلماء في عمان منهم: علي محسن حفيظ.
وأضاف: «وضعت اللجنة العلمية في مصر خطة علمية دقيقة، حيث تم جمع 10 ملايين اسم بطريقة علمية دقيقة، تم تحليل كل اسم بدءًا من التحليل اللغوي، ليس فقط لمعنى الاسم، بل كظاهرة اجتماعية، من حيث درجة شيوعه في الأجيال المختلفة، بالإضافة إلى تفسير درجات تردده في العصور المختلفة».
واختتم درويش قائلاً: «انتهى الأمر في نهاية المطاف إلى تقديم أول معجم للأسماء بعنوان «موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية»، أصبح هذا المعجم أفضل وأوفى معجم في تاريخ العربية وأصبح يشكل علمًا جديدًا في اللغة العربية، ولا يمكن لأي بيت عربي الاستغناء عنه»
جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. منارة عالمية للإبداع
قال راشد الدغيدي، مدير دائرة الشؤون الثقافية بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم: «أود الحديث عن جائزة السلطان قابوس للفنون والآداب، التي انطلقت في 2011، نتيجة اهتمامات السلطان قابوس بكل ما يتعلق بالحياة الفكرية والاجتماعية، وكان يهدف من إنشاء الجائزة تكريم من كرّس وقته لخدمة الفنون والآداب، وكذلك تشجيع العمانيين الذين يحذون حذو هؤلاء».
وتابع: «جاءت الجائزة لتحقيق أهدافها بتقديمها للمواطنين العمانيين والعرب، حيث يحصل الفائز في الدورة العربية على وسام السلطان قابوس في العلوم والفنون، ومبلغ مالي قدره 100 ألف ريال عماني. أما في الجائزة التشجيعية فيحصل الفائز على وسام الاستحقاق للثقافة والعلوم والفنون والآداب، ومبلغ 50 ألف ريال عماني»
كراسي السلطان قابوس: إسهام في التقريب بين الثقافات
من جهته، قال الدكتور عيسى الشبيبي: «الحراك البحثي والعلمي الذي بدأ منذ بداية الألفية الحديثة يشمل كراسي السلطان قابوس، وهي واحدة منها».
وأشار إلى أن منظومة الابتكار الوطنية تأتي عبر سياسات الابتكار، واستراتيجية وطنية، وبرامج التمويل المؤسسي. وأضاف: "تعد الكراسي البحثية مرحلة مهمة في إنتاج المعرفة».
وأوضح الشبيبي أن السلطان قابوس كان له نظرة عميقة في إنشاء الكراسي في جامعات العالم، حيث توجد 15 كرسيًا مقسمة على مستوى العالم، تغطي مجالات مثل الرياضيات، والحياة، والاستزراع، وتقنية المعلومات.
وتابع: «تهدف الكراسي في الجامعات العربية والعالمية المرموقة إلى توفير العديد من الامتيازات، أبرزها تبادل الخبرات وتوفير بيانات ومعلومات، بالإضافة إلى براءة الاختراعات».
أما عن الرؤية المستقبلية، أشار الشبيبي إلى أنه يتم العمل على إنشاء المزيد من الكراسي في الجامعات المعنية.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.