ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية تفصح عن مخاوفها تجاه نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك"، الذي دفعها إلى دق ناقوس الخطر تخوفًا من سحب بساط هيمنتها الممتد منذ سنوات على هذا المجال الذي تعتبره من قضايا الأمن القومي من تحت أقدامها.
وتنبع تلك المخاوف الأمريكية من أشياء عديدة، لكن في الوقت الراهن يتم التركيز على كون "ديب سيك" تنص سياسة الخصوصية الخاصة به على أنه يخزن بيانات المستخدمين على خوادم في الصين، وأنه يدير تلك المعلومات بموجب القانون الصيني.
"ديب سيك" محظور
وفي إطار المخاوف الأمريكية من النموذج الصيني، تلقت مكاتب الكونجرس الأمريكي تعليمات بعدم استخدام "ديب سيك"، بحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
ووفقًا لـ"أكسيوس"، فإن إشعارًا ورد إلى الموظفين يفيد بأن "ديب سيك يخضع للمراجعة من قبل كبير المسؤولين الإداريين في مجلس النواب، وهو غير مصرح به حاليًا للاستخدام الرسمي في المجلس".
ولم يتوقف الأمر عند حدود "الكونجرس" الأمريكي، بل كذلك اتخذت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إجراءات ضد النموذج الصيني.
وأفاد موقع "بلومبرج" بأن وكالة أنظمة معلومات الدفاع المسؤولة عن شبكات تكنولوجيا المعلومات في "البنتاجون" تحركت لحجب الوصول إلى موقع الشركة الناشئة الصينية في وقت متأخر الثلاثاء الماضي.
وقد سبق ذلك إبلاغ البحرية الأمريكية أعضاءها بتجنب استخدام ذات تقنية الذكاء الاصطناعي جراء المخاوف الأمنية والأخلاقية المحتملة المرتبطة بأصل النموذج واستخدامه، وفقًا لتقرير نشره موقع "سي إن بي سي" الأمريكي.
وفي هذا الإطار، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، بأن نموذج "ديب سيك" هو بمثابة "جرس إنذار" للشركات الأمريكية، داعيًا الصناع إلى "التركيز الحاد على المنافسة للفوز".
ورأى "ترامب" أن هذه الصدمة قد تكون أيضًا "إيجابية" مع دفعها إلى الابتكار بتكلفة أقل، بدلًا من "إنفاق المليارات والمليارات".
وفور تنصيبه رئيسًا لبلاده للمرة الثانية، أعلن "ترامب"عن مشروع بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بقيادة مجموعة "سوفت بانك" اليابانية، وشركتي "أوبن إي آي" و"تشات جي بي تي" الأمريكيتين.
وتسبب نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني منخفض التكلفة، شكوكًا في هيمنة الشركات الغربية، لا سيما الأمريكية، على هذا القطاع رغم الإنفاق الكبير الذي تخصصه لهذا المجال.
وتشير الشركة الصينية إلى أن نموذجها للذكاء الاصطناعي بتكلفة تبلغ نحو 5.6 ملايين دولار، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بنفقات عملاق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة "إنفيديا"، التي تتراوح بين 100 مليون دولار إلى مليار دولار.
ونجح "ديب سيك" في التفوق على "تشات جي بي تي" القائم على رقائق أكثر تطورًا من "إنفيديا"، وذلك عبر استخدام طرقا مختلفة لتحقيق نتيجة تعادل أفضل النماذج الأميركية، ما يؤكد أن القيود المفروضة على الصين في هذا الشأن لم تؤتي ثمارها.