استضافت قاعة «فكر وإبداع»؛ ندوة بعنوان «من الماء إلى عنان السماء: السباحة العالمية نجوى غراب» ضمن محور «كاتب وكتاب»، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وأدار الندوة؛ السفير عمرو الجويلي.
في بداية الندوة، رحب الجويلي؛ بالحضور وضيوف المنصة، وقال: «إن عنوان ندوة اليوم هو «من الماء إلى عنان السماء»، وهو اسم الكتاب عن السباحة العالمية نجوى غراب، والذي صدر في هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما أشكر الدكتور أحمد بهي الدين لإصداره هذا الكتاب عن واحدة من أهم السيدات المصريات الملهمات».
وتابع قائلًا: «يجب أن نفخر بهذا المعرض، فهو أكبر معرض في العالم من حيث عدد الزوار، وهذا يثبت أن هذا الشعب لديه حب كبير للمعرفة؛ وهذا الكتاب هو الصلة الأساسية ما بين الجمهور والكاتب، وهذا الكتاب ليس عن السباحة في حمامات السباحة فقط، بل هو سباحة في بحر الحياة والعلم، وينقل العزيمة من الكاتبة إلى القارئ، إنه ليس سيرة ذاتية بل رافد من روافد الذكرى الوطنية، لتوثيق أحداث سياسية وتغيرات اجتماعية واقتصادية لهذا الوطن».
عالم البطولات العالمية
وشكرت السباحة العالمية نجوى غراب؛ المنصة والحضور، وقالت: «مصر لها دين عليّ وأنا أحاول أن أسدد لوطني»؛ وأضافت: «دخلت عالم البطولات العالمية لإثبات دور المرأة المصرية والعربية، وأنها قادرة على تحقيق النجاح، ورغم أنني بدأت في الدخول إلى البطولات العالمية في سن الـ67، إلا أنني استطعت تحقيق ذلك؛ وأنا الآن في سن الـ82، وأستعد لدخول بطولة العالم 2025».
وفي كلمته قال السفير معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة العربية: «أنا سعيد أن أكون مشاركًا في احتفالية بسيدة مصرية عظيمة وملهمة، والكتاب هو تجميع لتجاربها وإنجازاتها مما يزيد من تمتعنا»؛ وأشار إلى أن هناك صورة رئيسة للسيدة نجوى غراب؛ في المكتب الإقليمي للأمم المتحدة في القاهرة، تقديرًا لدورها.
وتابع قائلًا: «بالنسبة للكتاب، فهو ملهم، ولكنني اقترح تغيير عنوانه ليصبح الحياة شغف»؛ وأضاف: «في أحد الفصول، أكدت غراب أن هناك ثلاثية هي محل شغف لها؛ حيث: الرسم، الأدب، والموسيقى؛ وأعتقد أنها خماسية، فقد أضفت إليها تعليم الأجيال؛ والسباحة».
وتابع: «نجوى غراب؛ ليست أنموذجًا في التحدي فقط، بل هي أيضًا أنموذج في قدرة المرأة العربية على التمكين من خلال الرياضة، وهي قضية محورية لهيئة الأمم المتحدة لشؤون المرأة العربية؛ والتي حرصت على المساواة بين عدد المشاركين من الرجال والنساء في أولمبياد باريس».
تحويل الإرادة إلى واقع
وفي مداخلتها، قالت الدكتورة ديما شعيب الحسيني، أستاذة الترجمة التخصصية بالجامعة الفرنسية في مصر: «يشرفني الاحتفال بهذه السيدة التي أعرفها على المستوى الشخصي منذ سنوات، وتربطنا علاقات عائلية، وهي مثال على تحويل الإرادة إلى واقع».
وأضافت: «نجوى غراب؛ قارئة غير عادية، وقد تعلمت من اللغة كيف تستخدمها كأداة خاصة، والكتاب له قيمة كبيرة لأنه يقدم أنموذجًا فريدًا للمرأة المصرية ولكل التحولات التي مرت بها مصر، من خلال شخصية الكاتبة، كما إنه دعوة للإصرار والمثابرة».
أما عن فنيات الكتاب، قالت الحسيني: «بعض العناوين تعكس المحتوى بينما يحمل بعضها بعدًا عاطفيًا، ولغة الكتاب سلسة وواضحة ورشيقة، وفي مجملها يعرض منظومة أخلاقية لا نجدها فقط في إصرارها وقدراتها، بل هو أسلوب حياة يؤكد على أهمية الحفاظ على نمط الحياة والغذاء الصحي».
نجوي غراب بطلة في الحياة
وفي نهاية مداخلتها، قالت: «نجوى غراب هي مثال على أنه لا مستحيل مع الإرادة، وهي ليست بطلة فقط في الماء، بل بطلة في الحياة».
و أكدت الكاتبة الصحفية ريهام يعقوب، صاحبة كتاب «من الماء إلى عنان السماء.. مذكرات سباحة مصرية»، أن تجربة السباحة العالمية نجوى غراب تعد تجربة ملهمة وشخصية استثنائية؛ وأشارت إلى أن العمل على هذا الكتاب كان بمثابة رحلة خاصة في حياة البطلة المصرية، امتدت إلى استكشاف أعمق للمجتمع المصري في الماضي؛ وأنه خلال هذه الندوة؛ -والتي شهدت حضور الدكتورة هالة السعيد؛ مستشارة رئيس الجمهورية-، أنها استمتعت بتفاصيل حياة نجوى غراب؛ أثناء الكتابة، حيث كشفت عن الجوانب الإنسانية العميقة في شخصيتها، والتي أثرت فيها بشدة.
نجوى غراب الرائعة
وأوضحت يعقوب؛ أن الكتاب، رغم كونه سيرة ذاتية، إلا أنه تجاوز الإطار الشخصي ليقدم رؤية أوسع عن المجتمع المصري، مؤكدة أنها تشعر بامتنان كبير لكونها جزءًا من هذه الرحلة الأدبية، ولأنها حظيت بشرف توثيق سيرة نجوى غراب؛ والتي وصفتها بـ«الرائعة».
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.