يواصل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56، برنامج الفعاليات الثقافية، حيث استضافت قاعة «الصالون الثقافي»، اليوم، ضمن محور «شخصيات مصرية»، ندوة للاحتفاء بمئوية ميلاد الكاتب الصحفي موسى صبري، في إطار حرص المعرض على تكريم الرموز الصحفية والأدبية، وأدارت الندوة الإعلامية هبة حمزة.
وفي البداية، أكد المشاركون بالندوة أن الثقافة كان لها دورا بارزا في شخصية الكاتب الصحفي موسى صبري، ويعتبر أقوى جزء في شخصيته، وهو ما ساعد في صناعة وتكوين شخصية الصحفية، وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي أسامة السعيد: رئيس تحرير جريدة الأخبار: «إن الكاتب الصحفي موسى صبري، له تكوين شخصي مختلف، وأبرز ملامح هذا التكوين هو التسامح الديني، بخلاف تعاطفه الكبير مع شخصية الأب، وموسي صبرى، اسم بارز وعريق في مؤسسة أخبار اليوم، وكم أتشرف بأن أجلس اليوم على كرسي جلس عليه موسى صبري، رئيس تحرير لصحيفة الأخبار».
وأضاف «السعيد»: «إن أول عنصر من عناصر تكوين هذا الرجل هو التسامح الديني، بحسب ما ورد فى مذكراته، كما أن تكوينه الإنساني من أبرز ملامح شخصيته»، لافتًا إلى أن العنصر السياسي الذى عاصره موسى صبرى من الحرب العالمية الثانية، وغيرها، من الأحداث الكبري ساعدت في تكوينه المسكون بالوطنية المصرية.
وبدوره؛ أكد الكاتب الصحفي محمد بركات، أن موسى صبري كان شديد التواضع، وأن من الكلمات اللافتة التى صدر بها كتابه «خمسون عامًا في قطار الصحافة»؛ حيث كتب عدة كلمات مفادها أنه إنسان أتاحت له الظروف لأن يصبح صحفيًا، وهى كلمات كتبها وقت أن كان رئيسًا لمجلس إدارة دار اخبار اليوم، ورئيسًا لتحرير جريدة الأخبار لمدة طويلة، وذكر بركات، أن الكاتب الصحفي موسى صبري، كان لا يترك شاردة أو واردة إلا وكتبها على صفحات جريدة الأخبار، وبدأ مسيرته من تحت السلم، وكان يتميز بشخصية رومانسية.
وأوضح «بركات»، أن تركيبة موسى صبرى، هي التي صنعت تجربته الصحفية وسط عمالقة في الأهرام، وروز اليوسف، والأخبار، ودار الهلال، وهم نجوم فى الصحافة والسياسة والمجتمع، وهو عصر كان يخلق العمالقة، مثل، فتحى غانم، صلاح عبد الصبور، كامل الشناوى، وغيرهم، ممن عاصروا الأديب طه حسين، وعباس العقاد، مشيرًا إلى أن تلك الفترة كانت مليئة بالحيوية السياسية، وأكد بأن المنحى القانوني ترك في موسى صبري الصراحة والدقة، ومن ثم انتقاله للعمل الصحفى، والكتابة الأدبية، كما أنه هوى التمثيل بل مارسه مع عبد الرحمن الشرقاوي، صديق عمره.
وفي السياق ذاته؛ قال الكاتب الصحفى طارق الطاهر: «إن أهم ما يميز الكاتب الراحل موسي صبري، هو دوره في تكوين الصحفيين بالأخبار، لافتًا إلى أنه من سماته، أنه حدد لنفسه هدفا بعيدًا عن الذاتيه ولصالح الوطن».
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.