الأحد 2 فبراير 2025

ثقافة

نجوم المسرح المصري| بديع خيري «كشكول المواهب»

  • 2-2-2025 | 20:53

بديع خيري

طباعة
  • همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم و مواهبهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، و أسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموه  بعروض مسرحنا المصري.


 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار، ومن المؤلفين والمخرجين، والمشاركين في خلق العرض، و لنسافر معه من خلال سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

ونلتقي اليوم مع  بديع خيري..«كشكول المواهب»

اشتهر بتقديم الكثير من الأعمال المسرحية مع نجيب الريحاني في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، وهو أحد أبرز كتاب المسرح المصري في القرن العشرين، وأول من كتب للسينما المصرية، وكان فنانًا متعدد المواهب، فكتب الزجل والمسرح، وشارك في مسيرة الفن المصري ممثلًا وملحنًا، وشكل  مع صديقه الفني نجيب الريحاني أهم ثنائي مسرحي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين إنه «البديع» و«كشكول المواهب»  بديع خيري.

بداية الرحلة.. ابن النيل

ولد بديع خيري بتاريخ 17 أغسطس 1893 م في حي المغربلين أحد أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة، ودخل الكتاب وحفظ القرآن  الكريم وكتب الزجل في سن مبكر من عمره ثم أنهى دراسته بإحدى المدارس الأميرية بالحي، عندما تخرج «بديع» عام 1905م في معهد المعلمين، عُيّن مدرسًا لمادتي جغرافيا واللغة الإنجليزية.

كتب «خيري» أول قصيدة له في عمر الثالثة عشرة، وكانت باللغة العامية، وكتبها تحت اسم مستعار اختاره لنفسه هو «ابن النيل»، واستمر «خيري» في كتابة القصائد بعدها في صحف «الأفكار» و«المؤيد» و«الوطن» و«مصر»، و عمل في أول حياته بهيئة التليفونات المصرية، لإجادته العربية والإنجليزية، وذلك بعد تخرجه من «مدرسة المعلمين العليا»، كان «خيري» يريد أن يكون ممثلًا ولكنه لم ينجح في اختبارات الأداء، فأسس فرقة اسمها «المصري للتمثيل العصري».

البداية مؤلفًا لفن المونولوج

بدأ بديع خيري، رحلته  الفنية في كتابة المونولوج، ثم أخذته نداهة المسرح، فقرر البدء بكتابة المسرحيات، وقدم أولى مسرحياته تحت عنوان «أما حتة ورطة»، وبعدها انضم خيري إلى جمعية التمثيل العصري، التي كانت تقام فيها الندوات حول المسرح الفرنسي، وفى عام 1912م تعرف «بديع» على سيد درويش، ثم بدأ في تأسيس فن الأوبريت الراقص في مصر، وكان أول عمل من هذا النوع يحمل اسم «الجنيه المصري».

وفي عام 1917، قام بديع خيري بتأسيس المسرح الأدبي، بالإضافة لتأليف بعض المسرحيات لفرقة عكاشة، ثم بدأ في الكتابة للسينما المصرية، فكان أول من كتب لها، سواء في السينما الصامتة أو الناطقة، من خلال تأليفه للحوار والقصة والأغاني، وكان أول أفلامه الصامتة هو «المندوبان»، بينما كانت أبرز بداياته في السينما الناطقة في أفلام «العزيمة» و«انتصار الشباب».

لقاء صديقي الرحلة.. الثنائي الأشهر

 التقى بديع خيري، في عام 1918م، قبل شهور من قيام ثورة 1919، لأول مرة مع صديقه الفني وصديق رحلته بالحياة نجيب الريحاني، حيث كانت أول تجربة فنية جمعتهما في رواية «على كيفك»، وكتب خيري للسينما الصامتة فيلمه الأول بعنوان «المانجبان» ثم الفيلم الناطق «العزيمة».

كوَن بديع خيري فرقة مسرحية مع سيد درويش في عام 1922م، وأنتجت الفرقة بمسرحية تحت عنوان «الطاحونة الحمراء» من تأليفه، لكنه اضطر إلى العودة لمواصلة مسيرته مع رفيقه نجيب الريحاني، و بعد عودته من رحلة إلى الشام، قدما معًا أوبريت «الليالي الملاح» في مارس عام 1923م، وأوبريت «الشاطر حسن»، وبعد عودة سعد زغلول وإفراج البريطانيين عنه، قدّم بديع خيري أوبريت «البرنسيس».

 عرضت «فرقة الريحاني»  في عام 1924م،  من تأليف بديع خيري أوبريت «أيام العز» و«الفلوس» و«مجلس الأنس» و«لو كنت ملك»، وفي العام نفسه كتب بديع خيري مسرحيته التاريخية «محمد علي وفتح السودان»، وحصل بها على الجائزة الثانية من وزارة الأشغال.

مع علي الكسار ومنيرة المهدية

سافر نجيب الريحاني وفرقته في جولة فنية إلى البرازيل عام 1924م، فاتجه «خيري» إلى كتابة المسرحيات للفنان علي الكسار، حيث كتب له مسرحية «الغول»، وبعد إعادة منيرة المهدية تكوين فرقتها، كتب لها بديع خيري أوبريت «الغندورة» الذي عرض في بدايات عام 1925م. أدى نجاح الأوبريت إلى استمرار خيري في الكتابة لها، فكتب لها أوبريت «قمر الزمان»، ثم أوبريتات «حورية هانم» و«الحيلة».

أسلوب « البديع»

وُصف خيري بأنه «صانع ثورة في عالم الزجل»، حيث كتب في القصيدة الواحدة عدة بحور شعرية بدلًا من النظام التقليدي الذي كان سائدًا وهو نظم الرجل على بحر شعري واحد،  ويرى حسن درويش في كتابه «بديع خيري، الأزجال البديعية والألحان الريحانية: دراسة فنية سياسية اجتماعية» أن أزجال بديع خيري كانت «تأريخا واقعيا دون تزييف للحقبة الزمنية التي عاصرها بما تخللها من أحداث»، كما قال خيري شلبي أن «بديع خيري هو الند الوحيد لبيرم التونسي في كتابة الزجل بنكهة مصرية أصيلة حريقة».

مؤلفا في السينما 

و قام بديع خيري بكتابة الحوار، للعد من الأفلام للسينما منها: «امتثال»،« بحبح باشا»،« سلامة في خير»،« دلع البنات»، «30 يوم في السجن»، «العائلة الكريمة»،« مليش غيرك»، «الحب كده»، «هدى»، «التضحية الكبرى»، «ياقوت»، «سي عمر»، «أبو حلموس»، «ليلة الجمعة»، «العزيمة»، «الباشمقاول، «أنشودة الراديو»، «انتصار الشباب»، «جمال ودلال»، «ما أقدرش»،«ورد الغرام»،«لهاليبو»، « أحمر شفايف».

مؤلفات بديع خيري مسرح

ألف بديع خيري للمسرح المصري العديد من المسرحيات الخالدة منها : «الدنيا لما تضحك»، «الدلوعة، «السكرتير الفني»، «إلا خمسة»، «حكاية كل يوم»، «الشايب لما يدلع»، «لو كنت حليوة»، «الستات ميعرفوش يكدبوا».

الحياة الشخصية

تزوج بديع خيري من سيدة من خارج الوسط الفني توفيت قبله وأنجب منها أبنائه الثلاثة الأكبر «مبدع» وهو محامي، «نبيل» الأصغر تخرج في معهد السينما، وابنه الثالث «عادل خيري» أصبح ممثلًا.

ورحل البديع ومتعدد المواهب الفنان بديع خيري عن عالمنا في 3 فبراير 1966م، لكنه سيظل باقيا في عقول ووجدان الجماهير المصرية والعربية التي تعلقت بكلماته أمام الشاشات ولا تزال تشاهد أعماله الفنية  بمحبة كبيرة  وتستمتع بها.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة