ما بين مرح وصخب الضحكات الرنانة، ومكان يجتمع به كافة الوسائل الترفيهية، دوت صرخات عنيفة لم تكن مضحكة بل مرعبة ومتألمة، فمثلما شهد السيرك وحدائق الحيوانات مناظر رائعة ومرحة، وعلاقات فكاهية بين الزوار والحيوانات، شهد كذلك مشاهد مروعة وحوادث افتراس في غاية الصعوبة، خاصة في تلك الأماكن التي جمعت بين الترفيه والخطورة.
فبينما يتمتع الزائر بالتحدي بين المدرب والحيوان المفترس القائم على تدريبه والعروض الترفيهية، إذ يفاجأ بمناظر مفجعة مثل هروب الحيوانات المفترسة أو هجومها على المدربين أو الزوار، ولعل أبرزها ما شهدته عائلة الحلو التي عرفت بتحديها وامتلاكها لموهبة وهواية فريدة وهي تربية الأسود والحيوانات المفترسة.
حادثة مدرب الأسود الشهير محمد الحلو وعائلته
في عرض يحمل المرح والفكاهة في السيرك القومي، فوجئ مدرب الأسود الشهير محمد الحلو بهجوم الأسد "سلطان"، عليه أثناء قيامه بتحية الجمهور بعد انتهاء العرض، حيث تلقى عضة قوية، نقل على إثرها إلى المستشفى في محاولة لإنقاذه دامت لأيام، ورغم العديد من المحاولات لم ينجو من الإصابات البالغة ورحل عن عالمنا تاركًا بصمته الفريدة في عالم السيرك.
كما لم يتحمل سلطان الأسد الذنب الذي نهشه وحزنه الشديد لوفاة مدربه وامتنع عن الطعام وظل ينهش في جسده، حتى مات بعد وفاة الحلو بأسبوع.
هجوم نمر على محاسن الحلو
لم تكن تلك الحادثة لعائلة الحلو هي الوحيدة، حيث تعرضت محاسن لهجوم من نمر أثناء البروفات في السيرك، وكادت أن تسقط على الأرض ويلتهمها النمر، لكنها استعادت توازنها فورًا وسيطرت عليه بضربات سوطها ليرتدع ويلتزم بتعليماتها.
ممدوح الحلو
كما تعرض ممدوح الحلو أحد أفراد العائلة لهجوم شرس من أسد أثناء تقديم عرض بمدينة العريش في أغسطس 2001 ونجا من الموت بعد أن تمكن من إطلاق النار على الأسد أثناء مهاجمته له.
مدحت كوتة
وتعرض مدحت كوتة أحد أبناء عائلة الحلو لموقف كاد يفقد فيه حياته أثناء تقديم فقرته بالسيرك عام 2014 إذ كان سبب الهجوم يرجع لغيرة أسد إفريقي من أسد روسي، أدى في النهاية لاشتباكهما، وحاول "كوتة" فض المشاجرة بينهما لكن الأسد الإفريقي هجم عليه بسبب خوفه، ففقد "كوتة" توازنه وسقط على الأرض وهجمت عليه الأسود بشكل جماعي، وتم نقل "كوتة" للمستشفى وشفي بعد ذلك.
افتراس الأسد لحارسه عم سعيد
وفي آخر حوادث الأسود مع البشر، شهدت أمس حديقة حيوان الفيوم حادثة مروعة، بعد التهام أسد رأس حارسه "عم سعيد" خلال محاولة إدخاله للقفص، حيث اختل توازن الحارس فما كان من الأسد إلا أنه انقض عليه ملتهمًا رأسه، وتم نقله للمستشفى وتوفي بعد 30 دقيقة.
ولم تكن واقعة الحارس هي الوحيدة، حيث التهم الأسد ابنة حارسه في واقعة مشابهة لعم سعيد جابر، إذ ترك الحارس الباب مفتوحًا أثناء وضع الطعام إلى الأسد، ما أدى إلى التهام الأسد للطفلة.