استمرارًا لدورها المحوري في إغاثة الشعب الفلسطيني، استقبلت مصر، منذ أمس السبت، عشرات المصابين الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك لتلقي العلاج داخل مستشفياتها، حيث يُعد الدعم الصحي أحد أهم ما يحتاجه الأشقاء، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا.
حيث غادر أمس السبت نحو 50 مريضًا ومصابًا من الأطفال مع مرافقيهم، في أول دفعة تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح منذ مايو الماضي، وذلك بغرض مواصلة تلقي العلاج في مصر.
وتأتي مغادرة الجرحى ضمن بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ بين حركة حماس وإسرائيل في الـ19 من يناير الجاري، حيث ينص على السماح لجميع المدنيين الفلسطينيين المرضى والجرحى بالعبور عبره.
ومن المقرر أن تتوالى مغادرة المرضى قطاع غزة عبر معبر رفح على نفس الوتيرة يوميًا، حيث قالت وزارة الصحة بغزة، إنها ستتواصل "مع المرضى والمرافقين لترتيب إجراءات السفر حسب الكشف الموافق عليه من أطراف العلاقة، وذلك هاتفيًا".
وتخضع عملية نقل المرضى والمصابين إلى مصر لترتيب محدد، حيث يتم البدء بإجلاء الأطفال والنساء، يليهم الرجال من كبار السن، إلى أن يتم نقل جميع الحالات التي تحتاج للعلاج خارج القطاع إلى المستشفيات المصرية، وذلك بموجب الاتفاق.
ويوجد في قطاع غزة حوالي 6 آلاف حالة جاهزة للسفر، بينما تحتاج نحو 12 ألف حالة مرضية لعلاج عاجل، وفق ما صرح بها محمد زقوت مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة بغزة، الذي أكد على ضرورة استيعاب المرضى في دول أخرى أيضًا إلى جانب مصر.
استعدادت مسبقة
كانت مصر قد أكدت على جاهزية مستشفيات محافظة شمال سيناء -وهي نقطة الالتقاء بالمرضى الفلسطينين- لتقديم الرعاية الصحية للأشقاء، حيث تم زيادة أعداد الفرق الطبية فى أقسام الرعاية العاجلة بمستشفيات العريش، بئر العبد، والشيخ زويد، لضمان تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية بكفاءة.
وفي ذات الإطار، تم التنوية إلى ضرورة الحفاظ على مخزون كاف من الأدوية والمستلزمات الطبية وفصائل الدم، مع ضمان استعداد المستشفيات لتقديم الدعم الإغاثى لقطاع غزة دون التأثير على جودة الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين.
وبموازة ذلك، تعمل غرفة الأزمة بوزارة الصحة المصرية بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية على تقديم كافة أشكال المساعدات، حيث إن لديها دراسة حول حجم الضرر الصحي بقطاع غزة، وأعداد المرضى والمصابين الذين يحتاجون رعاية صحية.
من جانبها، أعربت منظمة الصحة العالمية عن امتنانها للحكومة المصرية لدعمها المستمر وتقديمها الرعاية الطبية المتخصصة للمرضى من غزة، مشددة على ضرورة تسريع عمليات الإجلاء الطبي عبر جميع المسارات الممكنة لإنقاذ آلاف الأرواح.
وفي الـ19 من يناير الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في قطاع غزة، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.