الإثنين 3 فبراير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب يحتفي بالنقاد الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024

  • 2-2-2025 | 21:53

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

شهدت «القاعة الدولية» أمسية خاصة ضمن محور «كتاب وجوائز» في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، احتفاءً بالنقاد الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2024.  

أدار الندوة الإعلامي محمد عبده بدوي، المعروف بأسلوبه الراقي في تناول القضايا الثقافية والإعلامية وحرصه على تقديم محتوى موضوعي هادف، مما جعله يحظى بتقدير واسع بين زملائه وجمهوره. 

واستهل بدوي الأمسية بالتعبير عن فخره كونه كان تلميذًا للدكتور سامي سليمان، كما نقل اعتذار الدكتور حسين حمودة عن الحضور، وحرص على تقديم نبذة عن الفائزين بالجائزة لهذا العام، وهمالدكتور حسين حمودة، ناقد أدبي وأستاذ الأدب العربي، يتميز برؤية تحليلية عميقة تجمع بين الدقة الأكاديمية والحس الإبداعي،  له بصمات واضحة في دراسة الرواية والقصة القصيرة، حيث يسهم في تسليط الضوء على التيارات الأدبية الحديثة، والدكتور سامي سليمان، والذي يُعد أحد أبرز الباحثين في مجال النقد الأدبي، إذ يمتلك قدرة متميزة على تحليل النصوص الأدبية واستكشاف أبعادها الجمالية والفكرية. 

إثراء الساحة الأدبية

ويرى الدكتور «سامي» أن جائزة الدولة التقديرية تُمنح بعد التأكد من أن الحاصل عليها قدم إسهامات حقيقية في إثراء الساحة الأدبية، معتبرًا أنها ليست مجرد تكريم، بل اعتراف بمسيرة طويلة من البحث والتأمل،  دفعه ذلك للتعمق في دراسة الأدب العربي القديم والإجابة عن أسئلة جوهرية، منها:  كيف تؤثر الثقافة العربية في الإنسان؟  وما موقع تراثنا الأدبي في الثقافة الحديثة والمعاصرة؟   وكيف تفاعلت الثقافة العربية مع الثقافة الأوروبية؟  وكيف تصبح الثقافة العربية معبرة عن الإنسان العربي وعن الإنسانية بشكل عام؟  

وأكد  «سامي»  أن الكتابة الصحيحة تحتاج إلى قراءة صحيحة، لأن اكتساب مهارات الكتابة بتقنياتها المختلفة يعتمد على القراءة العميقة. 

وذكر أنه في المرحلة الإعدادية كان يواجه صعوبة في إيجاد مرادفات لما يقرؤه، لكنه أصرّ على تطوير أدوات قراءته وكتابته حتى أصبح متخصصًا. 

وشدد  «سامي»  على أن اللغة العربية هي أقدم اللغات الإنسانية، وناشد بضرورة غرس أهمية هذه اللغة لدى الأطفال.  

 وتابع  «سامي»الدكتورة غراء مهنا، باحثة وأستاذة مرموقة في الدراسات الأدبية، تتميز بإسهاماتها الثرية والمميزة في مجال اللغة الفرنسية والأدب المقارن، على مدار مسيرتها الأكاديمية التي تمتد لأكثر من نصف قرن، قدمت أكثر من 100 كتاب باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى العديد من الدراسات والأبحاث التي نشرتها في أكثر من 12 دولة.  

وتتمتع الدكتورة غراء بسمعة أكاديمية مرموقة في مصر والعالم العربي، وتُعد من أبرز الشخصيات الأدبية التي عملت على تعزيز التواصل الثقافي بين الشرق والغرب، خاصة من خلال دراساتها المتعمقة في الأدب الشعبي وأدب المقاومة، وتخصصت في دراسات الأدب العربي والغربي، ولها رؤية ثقافية موسوعية تدمج بين الفكرين الشرقي والغربي. 

وأضاف: من خلال أعمالها الأكاديمية، قامت بترجمة العديد من الأعمال الأدبية بين اللغتين العربية والفرنسية، وركزت على إبراز العلاقات الثقافية والتاريخية بين مصر وفرنسا.  

والجوائز التي حصلت عليها.. وسام فارس الفرنسي: منحته لها الحكومة الفرنسية تقديرًا لإسهاماتها الأكاديمية والثقافية، خاصة في مجال الأدب المقارن والترجمة، وجائزة الدولة التقديرية المصرية: حصلت عليها تقديرًا لمسيرتها الحافلة بالعطاء في مجال الدراسات الأدبية، وتعتبرها الجائزة الأهم في مسيرتها لأنها جاءت من بلدها الأم، مما يعكس تقدير الدولة المصرية لجهودها الأكاديمية والثقافية.  

جوائز أكاديمية وتكريمات محلية وإقليمية
  
 وقي كلمتها أشارت الدكتورة غراء مهنا إلى أن جائزة الدولة التقديرية تُعد تتويجًا لمسيرة نصف قرن من العمل الأكاديمي، حيث قدمت أكثر من 100 كتاب في مجالات متعددة باللغتين الفرنسية والعربية. 

ورغم حصولها على عدة جوائز دولية، مثل وسام فارس من فرنسا، إلا أنها تعتبر هذه الجائزة من وطنها هي الأهم في مسيرتها المهنية، نظرًا لأنها تأتي من بلدها الأم. وقد تم ترشيحها للجائزة من جامعة القاهرة وجامعة قناة السويس.  

ردّا على سؤال: «كيف تفاعلت الثقافة العربية مع الأوروبية؟ أوضحت الدكتورة غراء أن رسالتها للماجستير كانت عن الأدب الشعبي الفرنسي، من خلال دراسة 15 حكاية فرنسية، وقدمت مادة الأدب الشعبي في أقسام اللغة الفرنسية كأدب مقارن. أما رسالتها للدكتوراه، فكانت عن أدب المقاومة، موضحة كيف أن فرنسا كانت مستعمَرة ثم تحولت إلى دولة مستعمِرة، مما انعكس على أدبها. كما قامت بترجمة 15 حكاية مصرية إلى الفرنسية، وبعد عشر سنوات ترجمت قصصًا فرنسية إلى العربية، مشيرة إلى التشابه الكبير بين الثقافتين المصرية والفرنسية والعلاقات الثقافية المستمرة بينهما.  

وردا على سؤال: «ماذا بعد الجائزة؟» أكدت الدكتورة غراء أنها ستستكمل مشروعها في الكتابة بالفصحى للأطفال.  

وأعرب الدكتور سامي سليمان عن أمله في أن يُمد الله في عمره ليتمكن من إنجاز عدة مشاريع أدبية مهمة، منها:  مشروع «دراسة ثقافة الانقطاع»، الذي يبحث في أسباب عدم اهتمام الجيل الجديد من النقاد والمثقفين بما كان موجودًا، وهي ظاهرة تتعلق ببنية المؤسسة الثقافية العربية، ومشروع أدبي عمل عليه لمدة 14 عامًا ويطمح لاستكماله، ومشروع عن العلاقة بين الشعر والسرد في الثقافة العربية المعاصرة، بدأه منذ عام 2005.  
  
واختتم الإعلامي محمد عبده بدوي الأمسية بالتعبير عن فخره بحضور هذه الكوكبة من النقاد والمفكرين الذين أثروا الحياة الأدبية والثقافية في مصر والعالم العربي. وشدد على أهمية جائزة الدولة التقديرية في تكريم المبدعين الذين كانت لهم بصمات واضحة في الحياة الثقافية، مؤكدًا أن هذه الجائزة تعد شرفًا وتقديرًا للجهود التي قدموها في خدمة الأدب والفكر.  

وأشار إلى أن هذه الأمسية لم تكن احتفاءً بالجوائز فقط، بل كانت أيضًا احتفاءً بالجهود المستمرة والتفاني في العمل الأكاديمي والنقدي، الذي يسهم في بناء وتطوير الوعي الثقافي العربي.  
  
اختتمت القاعة الدولية فعالياتها في هذا المحور، على أمل أن تظل هذه الجوائز والفعاليات حافزًا للمبدعين والمفكرين في المستقبل للمساهمة في إثراء الحياة الأدبية والثقافية في مصر والعالم العربي.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.


انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة