الثلاثاء 4 فبراير 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب يسلط الضوء على الجوانب الإنسانية والعلمية في شخصية أحمد مستجير

  • 4-2-2025 | 21:41

جانب من الندوة

طباعة

استضافت القاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة عن الدكتور أحمد مستجير، شخصية المعرض، تحدث فيها كل من الأديب طارق الطيب، والدكتور عوض عباس رجب، أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، والأديب محمد محمد مستجاب، ويارا عوض، وعلي فرغلي عمر، مدير مكتب أحمد مستجير، وأدارت الندوة الإعلامية مروة مرسي.

في البداية، أشادت الإعلامية مروة مرسي بمعرض الكتاب وتوجهت بالشكر للقائمين على المعرض، على رأسهم الدكتور أحمد بهي، رئيس هيئة الكتاب، وأضافت أنها وقعت في غرام شخصية أحمد مستجير من خلال القراءة عنه، وشعرت بأنها أمام أستاذ عظيم، يحبه تلاميذه وأصدقاؤه، فتأثروا به. 

وأوضحت أن موضوع الندوة اليوم يتناول الأثر الطيب للدكتور أحمد مستجير، مع التركيز على الجوانب الإنسانية في شخصيته.

و تحدث الأديب الدكتور طارق الطيب عن علاقته بالدكتور أحمد مستجير من خلال فاطمة نصر، أستاذة اللغة الإنجليزية، التي اعتاد على زيارتها. 

وأوضح أنه تعرف على الدكتور مستجير عندما كان في النمسا، حيث التقى به في مقهى شهير في فيينا، وتحدثا طويلًا عن عدة موضوعات مثل السودان والأمن الغذائي ومصر، وكذلك الشعر. 

وأضاف أنه التقى به لاحقًا في مصر،  وأشار إلى أن علاقته بأسرة أحمد مستجير قوية، حيث أن زوجته صديقة زوجته، وأنهم في تواصل دائم مع أسرة مستجير في فيينا، حيث يعيشون بالقرب منهم. 

واختتم حديثه قائلًا: «نستطيع أن نقول إن الدكتور أحمد مستجير اخترع الزراعة للفقراء كما اخترع المهندس حسن فتحي عمارة الفقراء».

وأكد الدكتور عوض عباس رجب، أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أن الدكتور أحمد مستجير كان أبا وصديقا وأخًا وأستاذًا،  وأضاف أنه عندما التحق بكلية الزراعة في السنة الرابعة، سمع عن الدكتور مستجير، وعندما كان في مرحلة الدكتوراه، كان مستجير يدرس لهم مادة الكمبيوتر، وكان الطلاب يجدونها صعبة. 

وتابع قائلًا: «عندما عدت من منحة في إنجلترا، جعلني الدكتور مستجير أتولى اللجنة الاجتماعية، وهي المسؤولة عن الطلاب غير القادرين، وفي تلك الفترة قمت بتنظيم أول معرض للملابس المستعملة في جامعة القاهرة، الذي حقق نجاحًا كبيرًا».

 حدث غير مسبوق في جامعة القاهرة

وأضاف: «في اللقاء الأخير قال لي: «خد بالك من العيال اللي بتراعيهم»، أما جنازته فكانت حدثًا غير مسبوق في تاريخ جامعة القاهرة، حيث حضرها جميع وزراء التعليم العالي والعديد من المسؤولين».

أما يارا عوض، فقد تحدثت عن علاقتها بالدكتور أحمد مستجير، مؤكدة أنها كانت ترى الدكتور مستجير مع والدها الدكتور عوض، وأضافت أنه عندما كانت طفلة، أجرت معه حوارًا لنشره في باب «صبيان وبنات» في جريدة «الأخبار»، حيث تحدث عن علم الوراثة وشرح لها هذا العلم. وتذكرت عندما سألته عن لون شعره الأبيض، فأجاب قائلاً إنه وراثة وأن شعره كان أبيض منذ شبابه.

وتحدث الكاتب محمد محمد مستجاب عن آخر لقاء له مع الدكتور مستجير في «جائزة ساويرس» في أول دورة لها، التي كانت في قصر المانسترلي. وقال الدكتور مستجير في ذلك اللقاء: «نحن في هذا الوطن نعيش في الجنة ولا نعلم».

واسترجع «مستجاب» ذكرياته مع الدكتور مستجير في التسعينيات، حين عاد من الكلية ليجد الدكتور مستجير في منزلهم، وكان هناك علاقة صداقة بينه وبين والده. 

وأضاف «مستجاب»: «كان الأمر مفاجأة لي، حيث كان الدكتور مستجير شخصًا بسيطًا للغاية، وفي مرة ذهبت إلى منزله، فوجدته جالسًا مع والدي على الرصيف، وعندما رآهم سائق التاكسي، قال لي: «من يعرف هؤلاء الاثنين يضرب لهم تعظيم سلام».

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ 600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 م اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

 

الاكثر قراءة