الأربعاء 5 فبراير 2025

ثقافة

ضمن "محور التراث الحضاري".. مناقشة «كتب الحيل الهندسية والتقنيات» بمعرض القاهرة للكتاب

  • 5-2-2025 | 20:52

جانب من الفعاليات

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، استضاف "جناح وزارة الثقافة المصرية"؛ ندوة ضمن محور "التراث الحضاري"؛ لمناقشة «كتب الحيل الهندسية والتقنيات» لابن الجزري- ابن موسى- ابن رضوان الساعاتي؛ الصادر عن "سلسلة التراث الحضاري"؛ بالهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى ناقشه كل من: المهندس أحمد قشطة، والدكتور حافظ شمس الدين، والدكتور مصطفى الخراط، والدكتور وليد محمود.

أدار الندوة الكاتبة سلوى بكر، رئيسة تحرير "سلسلة التراث الحضاري"؛ حيث قالت :"إن التقدم العلمي الهائل الذي يعيشه عالمنا المعاصر، قد وُضعت لبناته منذ فجر الحضارات الأولي في وادي النيل؛ وسهول العراق؛ وبلاد اليونان؛ والصين؛ والهند، وأن كتاب "كتب الحيل الهندسية والتقنيات"؛ لأبي العز بن إسماعيل الجزري؛ يعد أحد الشواهد على إسهامات الحضارة العربية الإسلامية في مجال الهندسة والتكنولوجيا، فقد وُضع الكتاب لأغراض علمية بحتة، وقدم إنجازات هائلة تتناول آلات وأدوات تُستخدم في الحياة اليومية""؛ وأشارت الى أن «كتب الحيل الهندسية والتقنيات»، للجزري؛ يقدم دراسه مخطوطه في 16 يناير 1206م؛ موثّقًا بذلك أهم كتاب قدّمه المسلمون فى الهندسة الميكانيكية فى كل من المجالين "النظري والعملي" اتساقاً مع فلسفته التى صاغها فى جملته المهمة" كل علم صناعى لايتحقق بالعمل فهو متردد بين الصحة والخلل؛ وأوضحت "بكر": أن تعدد العثور على مخطوط الجزري؛ يؤكد مدى أهمية الكتاب؛ والحرص على تداوله، حيث ظل متداولًا على مدى قرون؛ بسبب طابعة التطبيقي، وما به من رسوم توضيحية، وربما يكون قد وصل أوروبا خلال القرون الوسطى ضمن أعمال فكرية وعلمية عربية، فالعلاقة بين أوروبا والعالم الإسلامي لم تنقطع بسبب التجارة والمبادلات الاقتصادية.

ومن جانبه أكد الدكتور حافظ شمس الدين، أن «كتب الحيل الهندسية والتقنيات» مرجع مهم يوثق لمفهوم "التقنية" بوصفه لغة محدثة في اللغة العربية، جاءت بصيغة المصدر الصناعي لإفادة المعنى الذي يستفاد من المقابل الأجنبي تكنولوجيا"، وهما يلتقيان في الدلالة على "العلم التطبيقي"؛ ووسائله الفنية المستخدمة لتوفير كل ما هو ضروري لمعيشة الناس ورفاهيتهم وتطوير ظروف حياتهم؛ و أن البعض يعتقد خطأ أن "التقنية" هي المخترعات الحديثة الراقية التي غيرت معالم البشرية منذ العصر الحديث، لكن واقع الأمر يقضي بأن شيوع اللفظ ذاته هو الحديث، أما الظاهرة نفسها، ظاهرة استحداث المخترعات المناسبة وتطويرها، فهي قديمة منذ بدأ الإنسان يستعين بأدوات تساعده في عمله اليومي، وهي أدوات تستحق اسم "التقنية؛ وأوضح أن الكتاب يعمل من خلال ذلك على تهذيب قطعة من الحجر أو المعدن، وربطها بقطعة خشبية من جذع شجرة، واستخدامها فأسا لقطع الأشجار، أو لتقليب الأرض، هو نوع من التقنية واختراع العجلة لتيسير عملية نقل البضائع أو انتقال الأشخاص، كان في حينه ثورة تقنية لا تقل أهمية عن اختراع الطائرات في القرن العشرين، كل ما في الأمر هو أن التقنية ظهرت في حياة الإنسان ليستعين بها في تكملة ما ينقصه من القوى والقدرات، أو لتعزيز ما لديه من إمكانات.

وأكد الدكتور وليد محمود، أن الكتاب مهم ويناقش وثائق مهمة للباحثين؛ وخاصة إذا كانت أجيال التقنيات الحديثة والمعاصرة قد أحدثت أثرًا قويًا في بنية المجتمع البشري بأسره، فإن أجيال التقنيات القديمة قد أحدثت هي الأخرى في حينها ثورة هائلة وتغييرًا جوهريًا في مظاهر الحياة البشرية المختلفة.

وأوضح الدكتور مصطفى الخراط، إذا كانت الثقافة الغربية تروج لمقولة أن التقنية لا يمكن إلا أن تكون إبداعا غربيًا، فإن فقه مصطلح التقنية" يقتضي التأصيل لها بإظهار إسهامات علماء الحضارة الإسلامية في تطوير وإحداث تقنيات عديدة، شملت الآلات والتجهيزات الميكانيكية التي تعتمد على حركة الهواء، أو حركة السوائل واتزانها، والصمامات الآلية ذات التشغيل المتباطئ، والأنظمة التي تعمل عن بعد بطريقة التحكم الآلي، والأجهزة والأدوات العلمية، والجسور والقناطر المائية، والهندسات والزخارف المعمارية، وغيرها؛ وأشار إلى أنه الحق فيما نرى أن العلوم التقنية في العصر الزاهر للحضارة العربية الإسلامية لم تكن أقل تقدمًا من علوم الفلك والطب التي حظيت بالاهتمام الأكبر من جانب المؤرخين والمستشرقين، ولكنها تحتاج إلى من يتناولها بالتحليل الدقيق، والدراسة المتأنية للتعريف بها، وكشف أصولها في التراث الإسلامي على ضوء معطيات العلوم الحديثة والمعاصرة؛ وأوضح أن "الجزري"؛ استطاع أن يجمع بين العلم والعمل، وظهر هذا واضحًا في وصفه للآلات، حيث بدا مهندسًا مخترعًا عالمًا بالعلوم النظرية والعلمية.

ومن جانبه أكد المهندس أحمد قشطة، أهمية الكتاب تكمن فى تناوله تطورات هندسية مهمة؛ مثل: المضخة ذات الاسطوانتين المتقابلتين، وهي تقابل حاليًا المضخات الماصة والكابسة، نواعير المياه أو "دواليب المياه" التي تقوم برفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهار، وهناك مضخة "الزنجير والدلاء"، وهي نوع من آلات السقوط، وهذه الآلات تعطي مردودًا حركيًا بفضل سقوط الماء على المغارف، وهذه الفكرة تحتاج عادة لرفع منسوب الماء عن طريق سدود أو مصادر مائية أخرى، وصناعة آلات ذاتية الحركة عاملة بالماء وساعات مائية وآلات هيدروليكية ابتكرها علماء مسلمون؛ وطورها "الجزري".

 

 

 

 

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة