ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن رفض المصريين لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة؛ هو رفض قاطع.
وأشارت المجلة - في تحليل - إلى أن المصريين قد يكون لديهم أسباب مختلفة لهذا الموقف؛ لكنهم جميعًا غاضبون من الخطة المقترحة بل من مجرد الجرأة على الجهر بها "علنًا".
وذكرت أن معظم العائلات المصرية لديها أفراد حاربوا ضد إسرائيل في حروب 1956 و1967 و1973، ولا تزال الأجيال الشابة تتذكر ما ناضل من أجله أجدادهم.
ومنذ أكتوبر 2023، تابع المصريون - بقلق - الأثر الإنساني الكارثي للحرب الإسرائيلية على غزة، وأطلقوا حملة مقاطعة ضد الشركات التي يعتبرونها مؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك العديد من العلامات التجارية الأمريكية، وتعكس مشاعرهم المتضامنة مع الفلسطينيين تلك اللحظة المؤثرة التي ألقى فيها بائع متجول مصري فاكهته على شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة؛ وهو مشهد ينتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت ووسائل الإعلام العالمية والتواصل الاجتماعي منذ العام الماضي.
وأكدت "فورين بوليسي" أن الغضب المصري الحالي لا ينبع فقط من دعم القضية الفلسطينية؛ فالكثيرون يرون في تصريحات واشنطن؛ اعتداءً على سيادة بلادهم.
وحتى قبل الإعلان الصادم يوم الثلاثاء الماضي في ختام القمة الأمريكية الإسرائيلية؛ كانت وزارة الخارجية المصرية قد رفضت بشكل قاطع، في 26 يناير، أي تهجير للفلسطينيين، سواء كان مؤقتًا أو دائمًا.
ويوم الخميس، أكدت القاهرة - مجددًا - "رفضها التام لأي مقترح أو مفهوم يهدف إلى اقتلاع أو تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي والاستيلاء عليه؛ سواء على أساس مؤقت أو دائم إما بالنسبة للدولة المصرية؛ فإن هذا الأمر هو قضية تمس صميم الأمن القومي لأكبر بلد عربي".