دعا السفير إلياس شيخ عمر أبو بكر وزيرالدولة للعدل والشئون الدستورية الصومالي، إلى تضافر الجهود وتعزيز دورالقادة المجتمعيين في منع التطرف المؤدي إلى الإرهاب، مؤكدا أن هذا التحدي ليس مسؤولية فرد أو جهة واحدة، بل هو معركة فكرية، واقتصادية، وثقافية تحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون المشترك لحماية مجتمعاتنا وبناء مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
جاء ذلك في كلمة الوزير إلياس خلال افتتاح أعمال الدورة التدريبية التي ينظمها مركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام، بالشراكة مع مركز توبسن الوطني لمنع ومكافحة التطرف العنيف، وذلك لبناء القدرات حول تعزيز دور قادة المجتمع في منع التطرف والتطرف المؤدي إلى الإرهاب في الصومال من 8 إلى 11 فبراير الجاري ، في العاصمة الصومالية مقديشو، - حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصومالية.
وقال ، إن انعقاد هذه الدورة الأولى من نوعها في الصومال ، يؤكد على أهمية العمل المشترك في بناء مجتمعات أكثر قدرة على مواجهة التحديات، وأكثر صمودًا أمام خطاب الكراهية والتطرف، ونحن فخورون بهذه الشراكة البناءة، ونتطلع إلى مزيد من التعاون مع مركز القاهرة لتحقيق أهدافنا المشتركة في نشر ثقافة السلام، وتعزيز الأمن الفكري، وحماية مجتمعاتنا من مخاطر التطرف، مرحبا بالوفد المصري، ومعربا عن تطلعه إلى تعاون مثمر وبنّاء يعزز من جهودنا المشتركة في مواجهة التحديات الراهنة.
ووجه الوزير إلياس ، الشكر والامتنان لجمهورية مصر العربية، قيادةً وحكومةً وشعبًا، على دعمها المستمر والراسخ للصومال، مؤكداً أن مصر كانت وستظل شريكًا أساسيًا في تعزيز الأمن والاستقرار من خلال دعم التعليم، وتعزيز الخدمات الصحية، وتطوير النظام القضائي، والمساهمة في مختلف المجالات التنموية التي تسهم في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا للصومال.
وأضاف إن هذا التعاون يعكس إيمان مصر العميق بوحدة المصير، وأهمية التضامن العربي والإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة، كما أن هذا الدعم المستمر يؤكد أن الأمن والتنمية وجهان لعملة واحدة، وأن استقرار الصومال هو جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة بأسرها.
كما تقدم الوزير الياس، بخالص الشكر والتقدير لمركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام (CCCPA) على جهوده الرائدة والتزامه المستمر في دعم بناء السلام وتعزيز قدرات القادة المجتمعيين، مؤكدا أنه ليس مجرد مؤسسة تدريبية، بل شريك استراتيجي في تحقيق الأمن والاستقرار، من خلال برامجه النوعية التي تركز على الوقاية من التطرف، وتعزيز الحوار، وتسوية النزاعات بطرق مستدامة.
ويأتي هذا البرنامج التدريبي استمرارًا للتعاون المثمر بين الصومال والمركز، حيث شهدت شراكتنا نجاحًا كبيرًا في تمكين القادة المحليين، وتعزيز قدراتهم في بناء خطاب بديل قائم على التسامح والاعتدال.
وشدد وزير الدولة للعدل على ان مواجهة الإرهاب لا يقتصر على الحلول الأمنية وحدها، بل هي معركة فكرية واقتصادية وثقافية تحتاج إلى تضافر الجهود على جميع المستويات، فالجماعات المتطرفة لا تعتمد فقط على السلاح، بل تستغل الجهل والتهميش والفقر لنشر أفكارها الهدامة، مستهدفةً الشباب، الذين يمثلون المستقبل والطاقة الكامنة لبناء المجتمعات، وهنا، يبرز دور القادة المجتمعيين، والعلماء، والمعلمين، والإعلاميين، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، فجميعهم شركاء في نشر الوعي، وتعزيز ثقافة الحوار، ومواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير .