الأحد 9 فبراير 2025

مقالات

البقرات الحُمر.. والعُلُو الأخير

  • 8-2-2025 | 22:03
طباعة

المعتقد اليهودي بشأن تنفيذ مخططهم الأخير يتضمن ذبح بقرة حمراء فاقع لونها تسر الناظرين، وبالتحديد ذبح البقرة العاشرة، ولنفهم ما ينوي اليهود فعله، يجب أن نتعرف على معتقداتهم، فذبح البقرة الحمراء العاشرة هو طقس ديني للتطهر من نجاسات الموتى كما يزعمون، حيث يتم رش المتنجس بالماء المخلوط برماد البقرة الحمراء بعد ذبحها وحرقها، وبهذا يتطهر ليتمكن من الصعود إلى "جبل الهيكل" (أي دخول المسجد الأقصى) الذي حرم عليهم دخوله، ثم هدمه وبناء الهيكل تمهيدًا لظهور المسيح المخلص.

ولنكون أكثر دقة، هناك مواصفات محددة للبقرة الحمراء الذبيحة، والتي كان آخر ذبح لها منذ حوالي 2000 عام، ومن المواصفات أن يكون شعرها أحمر خالص، لا يشوبه أي لون آخر حتى لو كان شعرتين، وأن تكون قرونها وحوافرها ورموشها حمراء أيضًا، كما يجب ألا تكون قد سُخرت لأي نوع من الأعمال، ولم يُوضع في رقبتها حبل، ولم يمتطِ ظهرها أو يتكئ عليها أحد، وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون خالية من العيوب أو الأمراض أو التشوهات، وألا تكون قد خضعت للتزاوج قط، وأن تكون قد دخلت في عامها الثالث عند ذبحها، فهذه الشروط تتطابق إلى حد كبير مع ما ذكره القرآن الكريم في سورة البقرة، علماً بأن اليهود كانوا يعتبرون اللون الأحمر هو ذاته اللون الأصفر.

السؤال هنا: هل يمتلك أحدهم هذه البقرة؟، فالإجابة تعود إلى عام 2022، حيث حصل الكهنة في دولة الاحتلال على خمس بقرات حمراء، أعلنوا أنها تتمتع بالشروط التي تؤهلها لطقوس "البقرة العاشرة"، ومع دخول البقرات عامها الثالث، سيتم الذبح في اليوم الثاني من شهر نيسان "أبريل" وفقًا للتقويم العبري، ولهم طقوس خاصة في ذبح البقرة وحرقها من على جبل الزيتون لدخول المسجد الأقصى، تمهيدًا لهدمه وبناء الهيكل.

وللمتتبع لتاريخ اليهود ومعتقداتهم يجد أنهم ذبحوا تسع بقرات على مدى تاريخهم، بدأت في عهد نبي الله موسى عليه السلام، والأخيرة في عهد إسماعيل بن فابوس أي قبل 2000 سنة.

وفي ظل ما يقوم به الكيان المحتل الآن من ممارسات ومحاولات لتهجير أهل غزة، وبعد تصريحات ترامب الأخيرة ورفض مصر القاطع للتهجير والعالم العربي كله شعوبًا وحكومات، يظهر جليًا شكل المخطط القادم للكيان من محاولات هدم للمسجد الأقصى، وإقامة هيكلهم المزعوم لنزول المسيح المخلص من وجهة نظرهم، لتبدأ الملحمة الكبري أو حرب هرمجدون.

فالمشهد الآن اكتمل أركانه بالنسبة للكيان المتغطرس، فهم يسعون للاستيلاء على فلسطين كاملة بإبادة أهلها أو التهجير القسري، وبالتزامن مع ذلك، يتم ذبح البقرة الحمراء، وللعلم، هناك خمس بقرات لديهم الآن في مكان لا يعلمه إلا الصفوة من حاخاماتهم، تمهيدًا لدخول بيت المقدس وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم، ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق الدولية، ومتجهين نحو فرض الأمر الواقع على الجميع، وهو ما قوبل برفض العالم العربي، بقيادة مصر التي أعلنتها منذ طوفان الأقصى، أنها رافضة للتهجير مؤكدة على السلام العادل والشامل بإقامة دولتين.

وإن كانت هذه قناعاتهم أو معتقداتهم فلنا معتقداتنا التي تؤكد زوال دولة الكيان، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود".

أخبار الساعة