دعا تشكيليون مصريون اليوم وزارة الثقافة المصرية لاستئناف تنظيم «بينالي القاهرة للفنون» مؤكدين قوة الحركة التشكيلية في مصر.
وجاء ذلك في إحدى ندوات مهرجان «فن القاهرة – آرت كايرو» اليوم في دورته السادسة التي تعقد حاليا بالمتحف المصري الكبير، دورة الفنان التشكيلي الكبير سامي رافع، والتي انطلقت يوم 8 وتستمر حتى يوم 11 فبراير الجاري.
وقال مشاركون في ندوة «دور جاليريهات الفن التشكيلي في دعم الفن المعاصر: « إن قاعات العرض الخاصة راغبة في دعم القطاع الحكومي وتشجيع فرص التعاون مع مؤسسات الدولة لاستئناف المسابقات والأحداث الفنية المؤثرة
شهدت الندوة حضور نخبة من المتخصصين في مجال الفنون التشكيلية، وتحدث كل من، محمد علام، مؤسس مدرار للفن المعاصر، محمد طلعت من «جاليري مصر»، سمر مارثا «جاليري وان»، سها لالاس «وادي فنان»، و أدارتها حنان ببلاوي.
فن بلا حدود.. رؤية نقدية لدور الجاليريهات
ناقش المتحدثون التحديات التي تواجه دور قاعات العرض الفنية في دعم الفنانين المعاصرين في ظل التأثير القوي للمدارس الغربية على الفن العربي.
وركّز محمد طلعت على قضية تسويق الفنانين المصريين عالميًا، مشيرًا إلى أن أسماءً مثل عمر الفيومي وعاطف أحمد بدأت تحقق أصداء كبيرة في الخارج.
وأضاف «طلعت»: «لا يوجد فن عربي بالمعنى الحقيقي، وقد فشلنا في تسويق فننا بالشكل المطلوب، كما أننا لا يجب أن ننساق خلف المشهد الغربي بهذا الشكل دون وعي»
وأوضح أن ارتفاع تكاليف المشاركة في المعارض الدولية، التي تتجاوز 30 ألف دولار أحيانًا، تجعل من الصعب على الكثيرين المواصلة، حيث لا تضمن لهم المشاركة بالضرورة تحقيق مكاسب.
محمد علام، مدير مؤسسة مدرار فقد سلط الضوء على مشكلة تعليم الفنون، موضحًا أن معظم المناهج المعتمدة ترتكز على المدارس الغربية، مما أدى إلى تأثر العديد من الفنانين العرب بها بشكل كبير، ودعا إلى ضرورة التركيز على الحلول بدلًا من المشكلات، من خلال زيادة التوعية، وإقامة ورش عمل متخصصة تهدف إلى دعم تجربة الفنانين وتنمية أساليبهم المستقلة.
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها المنطقة العربية تلقي بظلالها على المشهد الفني، ما يزيد من أعباء الجاليريهات، مؤكدًا ضرورة أن تكون دور العرض أكثر ابتكارًا في استراتيجياتها لدعم الفنانين وتشجيع المقتنين على الاستثمار في الفن المحلي.
- فن القاهرة: منصة الفن
يُعد مهرجان فن القاهرة – آرت كايرو واحدًا من أهم الفعاليات الفنية في المنطقة، إذ يضم أعمالًا لأكثر من 70 فنانًا مصريًا وعربيًا وأوروبيًا، بالإضافة إلى مشاركة فنانين من 10 دول، من بينها مصر، العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، الإمارات، البحرين، فرنسا، والدنمارك. وتكرّم الدورة الحالية اسم الفنان التشكيلي الراحل سمير رافع، أحد رواد الحركة السريالية في مصر، تقديرًا لإسهاماته في المشهد الفني العربي والدولي.
وأكدت الندوة على أهمية تعزيز التعاون بين الفنانين ودور العرض، ودعم هوية الفن العربي بعيدًا عن التقليد، مع ضرورة البحث عن حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تعيق ازدهار المشهد الفني.