كشفت عمليات فرز الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في الإكوادور، التي تعاني من أعمال عنف تهريب المخدرات تقارب الأصوات التي حصل عليها الرئيس المنتهية ولايته دانييل نوبوا ومنافسته اليسارية لويزا جونزاليس.
وبعد خمس ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع، أعطت النتائج الجزئية لهذا السباق الذي شارك فيه 16 مرشحا تقدما طفيفا لدانييل نوبوا، لكنه غير كاف لتجنب إجراء جولة ثانية في 13 أبريل.
وبعد فرز ما يقرب من 51% من الأصوات، حصل نوبوا على 45.21% من الأصوات مقابل 43.41% لمنافسته الرئيسية جونزاليس. وقالت رئيسة المجلس الانتخابي الوطني ديانا أتامينت، إن اليوم "مر بشكل طبيعي تماما" بمشاركة 83.38% من بين 14 مليون إكوادوري دعوا إلى صناديق الاقتراع، حسبما أوردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
ويأمل الإكوادوريون أن تتمكن الحكومة المقبلة من إعادة بناء بلد يعاني من أزمة اقتصادية، مقسم ومثقل بالعنف المرتبط بتجارة المخدرات. يحتدم صراعا شرسا بين عدد لا يحصى من الجماعات الإجرامية التي تتنافس من أجل السيطرة على الطرق المربحة التي تربط مزارع الكوكا في كولومبيا وبيرو عبر الموانئ الإكوادورية بأوروبا أو الولايات المتحدة.
"هذه أسوأ أزمة منذ عودتنا إلى الديمقراطية" منذ ما يقرب من نصف قرن، كما قال المحلل السياسي المحلي ليوناردو لاسو. ويعد الرئيس المنتهية ولايته دانييل نوبوا، البالغ من العمر 37 عامًا، نجل ملياردير شهير وصاحب نهج متشدد ضد العصابات، أحد أصغر القادة في العالم. وقال الرئيس المنتمي ليسار الوسط "لقد تغيرت الإكوادور بالفعل وتريد مواصلة التغيير، ويجب تعزيز انتصارها" وقد أحدث نوبوا مفاجأة في عام 2023 بانتخابه، بعد حملة شهدت اغتيال أحد المرشحين.
على الرغم من التدابير الصارمة، وخاصة فرض حالة الطوارئ التي سمحت للجيش بتسيير دوريات في الشوارع، ظل معدل جرائم القتل مرتفعا، حيث بلغ 38 لكل 100 ألف نسمة في عام 2024، بعد أن سجل رقما قياسيا بلغ 47 في عام 2023. في عام 2018، قبل انتشار موجة جرائم المخدرات التي دفعت عشرات الآلاف من الإكوادوريين إلى الفرار من بلادهم وأخافت المستثمرين والسياح، كان معدل جرائم القتل 6 لكل 100 ألف نسمة.
وتركز الدولة على تمويل الحرب المكلفة ضد تهريب المخدرات، ويبلغ الدين العام للدولة نحو 57% من إجمالي الناتج المحلي. ويبلغ معدل الفقر في البلاد 28%. وتأمل لويزا جونزاليس، النائبة السابقة البالغة من العمر 47 عامًا، في تحقيق الفوز بعد خسارتها أمام نوبوا في عام 2023. إن الدعم الذي قدمه لها الرئيس الاشتراكي السابق في المنفى رافائيل كوريا (2007-2017)، الذي حكم عليه غيابيًا بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة الفساد، يقسم الناخبين.
وهي محامية إنجيلية، وتطمح إلى أن تكون أول رئيسة منتخبة للإكوادور ببرنامج يعد بمزيد من الأمن وضمان احترام حقوق الإنسان. وانتشرت قوات الأمن على نطاق واسع خلال الجولة الأولى. وظلت الحدود مغلقة حتى اليوم الاثنين، فيما يراقب نحو 100 ألف من أفراد القوات العامة الانتخابات.
وقالت الشرطة إنه في يوم الانتخابات، قُتل ضابط شرطة وأصيب آخر في "هجوم مسلح" في مدينة جواياكيل الساحلية. بدورها.. قالت لويزا جونزاليس- في مقابلة صحفية عشية الانتخابات- "هناك تقارير استخباراتية تقول إن هناك مخاطر وأنهم يريدون قتلي، ولكن هناك تحديا أكبر هنا وهو المتمثل في تغيير البلاد".