علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على ترحيل مهاجرين من الولايات المتحدة إلى فنزويلا على تمن طائرتين فنزويليتين، معتبرة أن هذا الأمر بمثابة "انتصار كبير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تعهد بتنفيذ عمليات ترحيل شاملة".
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء - أن الطائرتين التابعتين لشركة الطيران الفنزويلية "كونفياسا" غادرتا قاعدة فورت بليس العسكرية في تكساس وعلى متنهما ما يقرب من 200 فنزويلي كانوا في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الرحلات الجوية تمثل انتصارا كبيرا لإدارة ترامب، التي قدمت وعدا انتخابيا بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين.
ولتحقيق هذا الهدف؛ يحتاج ترامب إلى نيكولاس مادورو، الرئيس الفنزويلي الذي وجد نفسه معزولا بشكل متزايد من زعماء العالم، للموافقة على قبول بعض هؤلاء الأشخاص.
وبحسب الصحيفة، أكد البيت الأبيض - على منصة "إكس" - مغادرة الطائرتين الفنزويليتين من تكساس. وجاء في المنشور: "استؤنفت رحلات العودة إلى فنزويلا.
اجعلوا أمريكا آمنة مرة أخرى".
وأوضحت الصحيفة أنه بعد حدوث انقطاع في العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا عام 2019، رفضت حكومة مادورو قبول المواطنين المرحلين، باستثناء خلال فترة وجيزة في إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.
يأتي الإعلان عن الرحلات الجوية في أعقاب زيارة قام بها مستشار ترامب، ريتشارد جرينيل، إلى فنزويلا مؤخرا. وقد عاد جرينيل إلى الولايات المتحدة مع ستة أمريكيين احتجزتهم حكومة مادورو.
وفي بيان لوسائل الإعلام، قالت حكومة مادورو إن السلطات الأمريكية أبلغتها أن العديد من المرحلين كانوا جزءا من جماعة إجرامية تسمى ترين دي أراجوا. ولم تقدم الولايات المتحدة ولا فنزويلا دليلا على ذلك، وفقا للصحيفة.
لكن حكومة مادورو أكدت - للجمهور - أن الفنزويليين العائدين المتهمين بالانتماء إلى العصابة "سيخضعون لتحقيق صارم بمجرد أن يصلوا الأراضي الفنزويلية وسيخضعون للإجراءات المنصوص عليها في نظامنا القضائي".
وقالت "نيويورك تايمز" إنه في ولايته الأولى، اتخذ ترامب موقفا صارما ضد مادورو، ففرض عقوبات اقتصادية ودعم زعيم المعارضة خوان جوايدو، في محاولة للإطاحة بالزعيم الفنزويلي. وفي عام 2020، اتهم مدعون فيدراليون في الولايات المتحدة مادورو بالتورط في مؤامرة لتهريب المخدرات، وعرضت وزارة الخارجية 15 مليون دولار للمساعدة في اعتقاله.
لكن الأسابيع الأولى من ولاية ترامب الثانية تميزت بنهج أكثر ودية تجاه مادورو. وكانت زيارة السيد جرينيل إلى كاراكاس الشهر الماضي فوزا مهما لمادورو، المتهم بسرقة الانتخابات الأخيرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه كانت أول زيارة علنية لمسئول أمريكي إلى كاراكاس منذ سنوات، مما أضفى هالة من الشرعية على زعيم استخدم القوة والقمع للبقاء في السلطة.
وفي البيان الذي أصدرته الحكومة الفنزويلية لوسائل الإعلام، قالت إنها توصلت إلى اتفاق مع إدارة ترامب من أجل إعادة طائرات فنزويلية لمواطني فنزويلا إلى وطنهم بحيث يمكن إجراء النقل "باحترام مطلق لكرامتهم وحقوقهم الإنسانية".
ودعت الحكومة الفنزويلية - أيضا - إلى "بداية جديدة للعلاقات بين البلدين" حيث يمكنهما "إنشاء آليات للتعاون المباشر" لمكافحة الجريمة المنظمة وشبكات التهريب "التي أضرت وخدعت الآلاف من مواطنينا من خلال إحضارهم إلى الولايات المتحدة".