تغطية : سمر الدسوقي

على مدى أسبوع كامل احتضنت مدينة أسوانأو "سونو" كما أطلق عليها فى العصور القديمة نخبة كبيرة من مبدعي السينما والفنون المعنية بقضايا المرأة

من مختلف أرجاء العالم من خلال فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، والذي شهد مشاركة عربية ودولية واسعة سواء من خلال عروضه الفنية السينمائية أو ما أقيم على هامشه من ندوات وورش فنية تعنى بقضايا المرأة وطريقة معالجة الفن لها، بجانب أنشطة منتدى "نوت" الذى واكبته بهدف مناهضة العنف ضد المرأة من خلال الفن .

"حواء" تجولت بين أروقة أول مهرجان دولى يعني بسينما المرأة لترصد لحظة بلحظة أهم فعالياته .

البداية مما أعلنه حسن أبو العلا مدير المهرجان، من أنه منذ أن كان فكرة وحلما من أربع سنوات، وحتى بدأ يدخل في حيز التنفيذ، وهو يحظى بدعم وتأييد كبير من جميع صناع الفن، مشيرا إلى أنه كان هناك حرص كبير فى اختيار الأفلام المشاركة فيه حيث تم التركيز على الأعمال التى تناقش قضايا ومشكلات المرأة بصورة تتناسب ومكانتها ومشاركتها في المجتمع، بل وتتطرق لحلول إيجابية لبعض هذه المشكلات.

وهو ما لمسه المشاركون فعليا من خلال العديد من الأفلام التي شاركت في مسابقات المهرجان للأفلام الطويلة والقصيرة وغيرها، هذا بجانب ما عرض على هامشه من أفلام توثيقية ترصد لقضايا ومشكلات المرأة وبالأخص المرأة المصرية، وهو ما تقول عنه الكاتبة الصحفية نوال مصطفى: شاركت بالمهرجان من خلال فيلمي "سجن الوصمة" وهو عمل توثيقي لمدة 22 دقيقة يتطرق لواقع المرأة التي تقبع خلف جدران السجون ربما لحدث خارج عن إرادتها كما هو الحال في مشكلة الغارمات، وكيف تظل وصمة هذا السجن الذي قد تدخله دون ذنب حقيقي ترتكبه بل نتيجة لضغوط مجتمعية عديدة من قبل الظروف، وصمة تلاحقها وتلاحق أبناءها مجتمعيا لفترة زمنية طويلة.

وفي رأيي أن هذه النوعية من الأفلام التوثيقية التي ترصد لمثل هذه القضايا ونظيرتها تعد البداية لخروج مجموعة من الأعمال الفنية الروائية الطويلة والتي تعالج القضايا الحقيقية للمرأة.

 ليلة سائق تاكسى

وأشارت المخرجة الإماراتية نجوم الغانم والتي شاركت بالمهرجان كعضوة بلجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فأشارت إلى أنه قد لفت نظرها في هذه المسابقة العديد من الأفلام القصيرة التي نجحت في معالجة قضايا ومشكلات المرأة عربيا ودوليا، كان منها أعمال من مصر وكرواتيا وإيطاليا والمغرب استطاعت النجاح في هذا بصورة كبيرة، ومنها الفيلم الإماراتي "ليلة في تاكسي" والذي يرصد رحلة سائق تاكسي باكستاني اضطرته الظروف للعمل خلال إحدى ورديات الليل حيث يستمع خلالها للعديد من مشكلات النساء والرجال الذين يشاركونه هذه الرحلة في صور ترصد بشكل غير مباشر لواقع ومشكلات المرأة العربية، وكذلك الفيلم المغربي "آية والبحر" والذي يرصد مشكلات العاملات بالمنازل، مشيرة إلى أن المرأة العربية تحتاج لمثل هذه النوعية من الأعمال الفنية التي تتطرق لمشكلاتها بصورة سهلة ولكنها تلقى الضوء الأحمر عليها وتلفت الانتباه إليها.

وإذا كان المهرجان قد عنى بتقديم مثل هذه النوعيات المميزة من الأعمال الفنية التي ترصد لواقع ومشكلات المرأة عربيا ودوليا، فلم ينس أن يتطرق لمن نجحن في صناعة وتقديم هذه المشكلات بصورة فنية متميزة، ومن هنا جاء تكريمه للنجمة المصرية نجلاء فتحي، وهو التكريم الذي شارك في الاحتفاء به نيابة عنها عدد كبير من النجوم والفنانين الذين شاركوا في حضور فعاليات المهرجان منهم فاروق الفيشاوي وبوسي ويسرا وغيرهم، وعنه وعن حضورها للمهرجان تشير الفنانة لبلبلة، إلى أن حضورها جاء للمشاركة في هذا الحدث الذي يعد فريدا من نوعه ويرصد لقضية حاول الكثيرون التطرق إليها ألا وهي كيفية معالجة قضايا المرأة بشكل فني يضيف لهذه القضايا ويلعب دورا حقيقيا في عالجها، وكما تقول: بالرغم من أن البعض منا كنجوم وفنانين قد نجحوا في هذا وتطرقوا لبعض هذه القضايا بصورة ناجحة سواء فيما يتعلق بمشكلات المرأة المطلقة أو العاملة أو التي تتعرض لأي صورة من صور العنف لكننا بحاجة إلى المزيد بل وإلى اهتمام أكبر في هذا الإطار.

أما عن تكريم النجمة الجميلة نجلاء فتحي فهو أمر بسيط أمام رحلة طويلة من العطاء التي أمتعتنا فيها بأعمال تحسب للمرأة المصرية وتشكل إضافة حقيقية لها فنيا ومجتمعيا.

غضافة وحافز

وعن تكريم المهرجان لها تشير النجمة الرومانية كريستينا فلوتور إلى أنه قد سبق تكريمها من قبل في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2012، ولكن تكريمها من مهرجان مصري وعربي يعد إضافة مختلفة لها بل وحافزا لتقديم المزيد من الأعمال الفنية العالمية التي تعنى بالمرأة.

منتدى نوت

وعلى هامش فعاليات المهرجان ومن خلال منتدى "نوت" والذي رأسته المبدعة د. عزة كامل مديرةمركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية "اكت" تم إطلاق حملة الوشاح الأبيض لكي يرتديه ضيوف المهرجان كتعهد شخصي منهم بعدم ممارسة العنف ضد المرأة أو الصمت إزائه.

وأشارت د. "كامل" فإن الهدف الأساسي للمنتدى جاء ليركز على مد جسور التواصل بين فعاليات المهرجان والمنظمات النسوية ومنظمات المجتمع المدني التي تعمل في مجال قضايا وحقوق المرأة خاصة تلك التي تتعلق بمناهضة العنف ضد المرأة، مع إلقاء الضوء على الأعمال الفنية التي ترصد هذه القضايا وحث المعنيين بصناعة العمل الفني على تقديمها بما يشكل إضافة حقيقية لواقع المرأة.

ناقش منتدى "نوت" من خلال فعالياته الإعلام ودوره في تناول قضايا العنف ضد النساء، والتمييز والعنف الممارس ضد المرأة في الحياة العامة والخاصة، هذا بجانب دور العديد من منظمات المجتمع المدني في مناهضة العنف ضد النساء وغيرها.

ندوات وورش

جاءت ندوات وورش المهرجان بشكل عام لتلقى الضوء على دور بعض الأعمال الفنية العربية والدولية في التطرق لواقع وقضايا المرأة، هذا بجانب كيفية الحفاظ على تراث الأعمال الفنية التي لعبت دورا في تحقيق ذلك.

من جهة أخرى كان للمجلس القومي للمرأة وكعادته وجود ملموس بكافة أنشطة المهرجان، حيث رأت د. مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة أن التقاء أعمال فنية تعنى بقضايا المرأة من مختلف أرجاء العالم على أرض الحضارة أسوان من خلال المهرجان، ومن أجل هدف واحد وهو إعلاء مكانة المرأة والتعبير عن قضاياها يعد رسالة سامية، لذا حرص المجلس على توقيع بروتوكول مع إدارة المهرجان لتقديم كافة أوجه الدعم له، هذا بجانب حضوره ومشاركته بقوة في كافة ندواته وأنشطته.