أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، امكانية الاستفادة من قاعدة بيانات مبادرات ومشروعات الصحة العامة "100 مليون صحة" في مشروع الجينوم المصري، مشيرًا إلى أن المشروع سيساهم في تحسين منظومة الصحة العامة والرعاية الصحية، وتخفيض تكلفة الرعاية الطبية، ورسم خطط وقائية تحمي المصريين من الأمراض والأوبئة غير المتوقعة، وعلاج الأمراض المستعصية، وتطبيق الوراثة الدوائية في العلاج.
جاء ذلك خلال الاجتماع الرابع لمجلس إدارة المشروع القومي للجينوم المرجعي للمصريين وقدماء المصريين، الذي ترأسه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، والدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ونائب رئيس المجلس.
ونوه الدكتور خالد عبد الغفار إلى الإعلان رسميًا عن نجاح الملف المصري لأول مرة في الحصول على دعم المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض النادرة والوقاية منها، مضيفًا أنه جاري العمل على عرض ما تم إنجازه في المشروع خلال مؤتمر الصحة والسكان القادم.
من جانبه، أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنفيذ هذا المشروع القومي لما له من فوائد صحية وبحثية تعود بالنفع على المصريين، مشيرًا إلى النجاحات التي حققها المشروع على مدار ثلاث سنوات بفضل الدعم غير المسبوق من القيادة السياسية.
وأشاد بجهود أعضاء اللجان العلمية للمشروع التي تضم نخبة متميزة من العلماء والخبرات الوطنية، داعيًا إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المشروع من خلال تنظيم ندوات تعريفية بالجامعات لتوسيع فرص التطوع والمشاركة، مما يسهم في الوصول إلى نتائج علمية دقيقة تخدم الأهداف البحثية والتطبيقية للمشروع.
وأكد الدكتور أشرف صبحي أن وزارة الشباب والرياضة تعمل على إدخال أحدث الوسائل العلمية في المجال الرياضي لمواكبة التطورات العالمية في علوم الرياضة والتدريب، مشيرًا إلى أن مشروع الجينوم الرياضي يمثل نقلة نوعية في تطوير الرياضة المصرية، حيث يتيح فهمًا أعمق للخصائص الجينية للرياضيين، مما يساعد في تصميم برامج تدريبية متخصصة تتناسب مع قدراتهم الفسيولوجية، ويقلل من احتمالات الإصابة، ويرفع من معدلات الإنجاز الرياضي.
وأوضح أن التجربة بدأت منذ عام 2016 من خلال أخذ عينات من الرياضيين المصريين، إلى أن جاءت فكرة المشروع القومي، لافتًا إلى ما تميزت به مصر على مدار التاريخ بالعديد من الألعاب الرياضية التي اتسمت بوجود عنصر القوة علي المستوى البدني.
وأضاف: "استكملنا دراستنا من خلال أخذنا نماذج لأبطالنا العالميين ومنهم أبطالنا الأولمبيين، ثم تم الربط بين مشروع الجينوم الرياضي واللجنة العلمية العليا بوزارة الشباب والرياضة؛ لاتاحة دراسة أعمق وفهم الخصائص الجينية للرياضيين المصريين".
وأوضح الدكتور أشرف صبحي أن وزارة الشباب والرياضة تعمل على إدخال أحدث الوسائل العلمية في المجال الرياضي، بما يواكب التطورات العالمية في علوم الرياضة والتدريب، مؤكدًا أن مشروع الجينوم الرياضي يعد نقلة نوعية في مجال تطوير الرياضة المصرية، حيث يتيح فهمًا أعمق للخصائص الجينية للرياضيين، مما يساعد في تصميم برامج تدريبية متخصصة تتناسب مع قدراتهم الفسيولوجية، ويقلل من احتمالات الإصابة، ويرفع من معدلات الإنجاز الرياضي.
فيما أشاد الدكتور محمد عوض تاج الدين بالمشروع، مؤكدًا أنه يعكس القدرات البحثية المصرية في مجال الوراثة والأمراض النادرة، مشيرًا إلى أهمية المشروع بمشاركة وزارة الصحة والتعليم العالي والمبادرات الرئاسية التي أبرزت مدى الاهتمام بالأمراض النادرة.
وأضاف أن المشروع حقق نتائج مهمة للغاية بمشاركة قسم الوراثة بجامعة عين شمس، وأن نتائجه ستظهر بشكل ملموس في المستقبل.
وأوضحت الدكتورة جينا الفقي أن المشروع يستفيد من بنك المعرفة المصري، مشيدةً باليوم التعريفي الذي تم تنظيمه في كلية طب القصر العيني، داعية كافة الجامعات لتنظيم أيام تعريفية بالمشروع لتعزيز الوعي المجتمعي، مما يسهم في تحقيق أهدافه البحثية والتطبيقية.
كما استعرضت ما تم إنجازه خلال السنوات الثلاث الماضية وعرضت اللجان المنبثقة عن المشروع.
وخلال الاجتماع، استعرض اللواء طبيب خالد عامر، رئيس مركز البحوث الطبية والطب التجديدي والباحث الرئيسي للمشروع، المحاور الأربعة التي يتضمنها المشروع، والتي تشمل الجينوم السكاني، الذي يعتمد على بناء قاعدة بيانات للجين المصري، والجين المرضي، الذي يشمل دراسة الأمراض النادرة والأمراض الشائعة غير السارية والأمراض المعدية والأورام، مع التركيز على أورام الكبد، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع "تنميط طفرات السلالة المنشئة لسرطان الخلايا الكبدية في شريحة من المصريين باستخدام تسلسل الجيل القادم"، والمحور الثالث المتعلق بجينوم القدماء المصريين، وأخيرًا الجينوم الرياضي الذي يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات للرياضيين المصريين العالميين الحاليين والسابقين، كما استعرض الخطوات التي تم اتخاذها في المشروع والنتائج التي تم نشر أبحاث بشأنها، مشيرًا إلى أنه تم جمع 3000 عينة من كافة المحافظات.
كما قدم عرضًا لوحدة البنك الحيوي «Bio Bank»، الذي يهدف إلى جمع وحفظ وتوصيف وتوثيق نتائج عينات الاختبارات المعملية المختلفة، التي تُجرى في المعاهد والمراكز البحثية، حيث تم إعداد قاعدة بيانات للمصادر الوراثية طبقًا للقواعد الدولية.
وقدمت الدكتورة نيفين سليمان، رئيس اللجنة العلمية لمشروع الجينوم، عرضًا استعرضت فيه تطورات المشروع وخاصة فيما يتعلق بالأمراض النادرة خلال 12 اجتماعًا للجنة العلمية، مشيرة إلى تنظيم يوم تعريفي في كلية طب القصر العيني، والمشاركة في مؤتمر صحة أفريقيا 2023-2024، وكذلك مؤتمر معهد الأورام القومي بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى إصدار النشرة الربع سنوية لمشروع الجينوم بالتعاون مع بنك المعرفة المصري.