الخميس 13 فبراير 2025

توك شو

محمد مهنا: "لا أدري" كانت رد كبار الفقهاء أحيانًا على بعض الفتاوى

  • 13-2-2025 | 20:16

الدكتور محمد مهنا

طباعة

قال الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن الجهل في بعض الأحيان يكمن في المبالغة في الإجابة عن كل شيء أو التظاهر بالإحاطة بكل الأمور، مشيرًا إلى أن هذا النوع من التصنع يظهر بوضوح فيمن يحاول دائمًا الإجابة عن كل ما يُسأل، رغم أن القرآن الكريم أشار إلى أن العلم الذي أوتيه الناس قليل، كما قال تعالى: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا".

وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر، ببرنامج "الطريق إلي الله"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الإجابة عن كل شيء قد تكون نوعًا من التكلف، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا، حيث قال "أنا وبراء من التكلف"، لافتا إلى أن العلماء الكبار مثل سيدنا الغزالي وغيره من السلف كانوا يتحاشون أن يفتي أحدهم في أمر لا يعلم فيه، بل كانوا يوجهون السائل إلى غيرهم خشية من أن يضلوا في الفتوى، ويقولون: "لا أدري".

وأشار إلى أن العلماء إذا أخطأوا في الإجابة، فإنهم يتعرضون للضرر والجهل، معتبرًا أن "ثلثي العلم في لا أدري"، وتلك قاعدة مهمة في فهم العلم وتقدير الموقف، كما ذكر مثال الإمام مالك الذي أجاب عن ثلاث مسائل فقط من أصل 32 سئل عنها، وقال عن باقي المسائل "لا أدري"، وهذا كان من تواضعه وحرصه على أن يكون الجواب دقيقًا وعادلًا.

وأكد أن الإجابة عن كل سؤال قد تضر أحيانًا إذا كانت غير لائقة للسائل أو لم تكن في مكانها، حيث قد تسبب الحيرة أو الانكار، وبهذا المعنى، أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها"، مشددًا على ضرورة أن تكون الفتوى أو الإجابة في مكانها الصحيح ومع من يفقهها ويقدّرها.

وشدد على أن يتحلى الجميع بالتواضع، فلا نعرض إجابات في موضوعات لا نفقهها تمامًا، وأن نعترف بحدود علمنا وأن القول "لا أدري" هو من أسمى درجات الحكمة في العلم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة