الجمعة 11 ابريل 2025

الجريمة

"سفاحو الإسكندرية".. تاريخ من الجرائم هز عروس البحر المتوسط

  • 14-2-2025 | 03:44

سفاح كرموز

طباعة
  • هويدا علي

على مدار قرن من الزمان، شهدت مدينة الإسكندرية جرائم مروعة نفذها سفاحون تركوا بصمة دامية في تاريخ الجريمة بمصر.

من عصابة ريا وسكينة التي روّعت النساء في عشرينيات القرن الماضي، إلى سفاح كرموز الذي استباح دماء الأبرياء في الخمسينيات، وصولًا إلى سفاح المعمورة في السنوات الأخيرة، تظل الإسكندرية شاهدة على أبشع الجرائم التي اهتز لها الرأي العام.

"ريا وسكينة".. أول سيدتين إلى حبل المشنقة في عام 1921، لم يكن أحد يظن أن سيدة تدعى ريا وشقيقتها سكينة ستقودان واحدة من أخطر العصابات التي تخصصت في خطف النساء وقتلهن لسرقة حليهن. بدأت العصابة نشاطها في منطقة اللبان وكرموز، حيث استدرجت النساء إلى منازلهن بحجة الضيافة، ثم تولى أزواجهن وأفراد العصابة خنق الضحية، ودفنها داخل المنازل بعد تجريدها من مصوغاتها الذهبية.

نقطة التحول في كشف الجرائم جاءت بالصدفة، عندما أرسلت فتاة تدعى فردوس الحبشية ملابسها إلى مكوجي قريب، لكنها اختفت بعد أن شوهدت برفقة ريا.

بلاغ من والدتها قاد الشرطة إلى منزل ريا، لتبدأ التحقيقات التي كشفت سلسلة من الجرائم المروعة.

في نهاية المحاكمة، صدر الحكم بالإعدام شنقًا على ريا وسكينة، وزوجيهما حسب الله وعبد العال، بالإضافة إلى شركائهم في الجريمة.

تم تنفيذ الأحكام في ديسمبر 1921، ليتم تسجيلهما في التاريخ كأول سيدتين تُعدمَان في مصر.

"سفاح كرموز".. الوسيم الذي تلاعب بأرواح النساء بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا، ظهرت قصة مرعبة أخرى في شوارع الإسكندرية، عندما بدأ السفاح سعد إسكندر عبد المسيح، المعروف بـ**"سفاح كرموز"**، جرائمه البشعة في حق النساء.

وُلد "سعد" عام 1911 في محافظة أسيوط، وترعرع وسط حياة من "الشقاوة والفهلوة"، ثم انتقل إلى الإسكندرية هربًا من ملاحقات الشرطة بعد قتله زوجته الأولى لسرقة مصوغاتها.

هناك، بدأ سلسلة من جرائم القتل استهدفت النساء وكبار السن، مستخدمًا وسامته في استدراج ضحاياه.

منطقة كرموز، التي تُعرف بأسواقها الشعبية وحركة التجارة النشطة، تحولت إلى مسرح دموي لجرائم السفاح.

كانت أبرز جرائمه قتل سيدة تدعى "بمبة" تبلغ من العمر 90 عامًا داخل منزلها، ثم محاولته قتل فتاة تدعى "قطقوطة" لأنها شاهدته أثناء ارتكاب الجريمة، لكنها أفلتت وأبلغت الشرطة، مما وضعه تحت المراقبة.

لم يكن القبض عليه بالأمر السهل، فقد كان السفاح يجيد الهروب عبر أسطح المنازل، ويمتلك معرفة واسعة بشوارع الإسكندرية، ما صعّب على رجال الشرطة الإمساك به.

لكن خطة محكمة وضعتها أجهزة الأمن بقيادة النقيب عبد الحميد محمود نجحت أخيرًا في الإيقاع به، حيث تم إرسال ضابط يرتدي جلبابًا صعيديًا إلى منطقة كرموز، ليقترب من السفاح بزعم شراء الحبوب، ويتم القبض عليه أثناء اللقاء.

في 25 فبراير 1953، نُفذ فيه حكم الإعدام، ليُسدل الستار على قصة "سفاح كرموز"، الذي زرع الرعب في قلوب أهل الإسكندرية لسنوات.

"سفاح المعمورة".. جريمة العصر في مكتب محامٍ وفي تطور جديد لمسلسل الجرائم، شهدت الإسكندرية في السنوات الأخيرة قضية أثارت صدمة واسعة، عندما تم العثور على جثتي سيدتين مدفونتين داخل مكتب محامٍ بمنطقة المعمورة، شرق المدينة.

بدأت القصة عندما تلقت مديرية أمن الإسكندرية بلاغًا من قسم شرطة المنتزه ثانٍ، يفيد بوجود جثتين داخل شقة بالدور الأرضي بجوار مدرسة مي زيادة.

تحقيقات الشرطة كشفت أن المتهم، وهو محامٍ شهير، استدرج الضحيتين بحجة تقديم المساعدة القانونية، ثم قام بقتلهما وإخفاء جثتيهما داخل مكتبه، معتقدًا أنه سيفلت من العقاب.

لكن بلاغًا من الجيران، الذين سمعوا أصوات مشاجرة وصراخ داخل المكتب، قاد الشرطة إلى اكتشاف الجريمة.

إعادة تمثيل الجريمة كشفت تفاصيل مروعة، حيث اعترف القاتل بفعلته، وتم حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق، مع استمرار البحث في ملابسات القضية. الإسكندرية.. مدينة الجمال التي لم تسلم من القتلة رغم كونها من أجمل مدن مصر، إلا أن الإسكندرية كانت ولا تزال مسرحًا للعديد من الجرائم التي هزت الرأي العام. من عصابة ريا وسكينة، إلى سفاح كرموز، وصولًا إلى سفاح المعمورة، تظل هذه الحوادث دليلًا على أن الشر يمكن أن يختبئ في أي زاوية، حتى في مدينة تُعرف بـ"عروس البحر المتوسط".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة