الخميس 10 ابريل 2025

الجريمة

الرومانسية في ورطة.. محطات تاريخية صبغت ذكرى عيد الحب بالدماء

  • 14-2-2025 | 11:44

عيد الحب

طباعة
  • هويدا علي

بينما يحتفل الملايين حول العالم بعيد الحب في الرابع عشر من فبراير كل عام، يظل هذا التاريخ مرتبطًا بعدة أحداث مأساوية، من بينها مذبحة عيد الحب في شيكاغو عام 1929، التي وقعت في أوج صراع عصابات المافيا الأمريكية، إلى مجزرة مدرسة مارجوري ستونمان دوجلاس عام 2018، حيث أودى مسلح بحياة سبعة عشر شخصًا، مما جعله أحد أكثر الأيام دموية في تاريخ الولايات المتحدة.

في صباح الرابع عشر من فبراير عام 1929، شهدت مدينة شيكاغو الأمريكية واحدة من أشهر عمليات التصفية بين عصابات المافيا، عُرفت بمذبحة عيد الحب، حيث قُتل سبعة من رجال جورج باغز موران، زعيم العصابة الأيرلندية الأمريكية، على يد رجال يُعتقد أنهم تابعون لزعيم المافيا الشهير آل كابوني. جاء ذلك في سياق الصراعات الدموية للسيطرة على تجارة الكحول غير المشروعة خلال فترة حظر الكحوليات في الولايات المتحدة. عُثر على الضحايا في مرآب سيارات، بعد أن تم اصطفافهم على الحائط وإعدامهم بدم بارد، في حادثة لا تزال حتى اليوم ترمز إلى العنف الدموي الذي صاحب تجارة الممنوعات في أوائل القرن العشرين.

في مشهد أكثر حداثة لكنه لا يقل مأساوية، وقعت في الرابع عشر من فبراير عام 2018 واحدة من أبشع جرائم إطلاق النار في تاريخ الولايات المتحدة، عندما فتح الشاب نيكولاس كروز، وهو طالب سابق، النار داخل مدرسة مارجوري ستونمان دوجلاس الثانوية في ولاية فلوريدا، مما أسفر عن مقتل سبعة عشر شخصًا، بينهم أربعة عشر طالبًا وثلاثة مدرسين. المتهم، الذي كان يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا وقت الجريمة، أقر لاحقًا بذنبه في المحكمة، ويواجه حكمًا محتملاً بالإعدام. أثارت المذبحة موجة من الغضب في الولايات المتحدة، وأعادت الجدل حول قوانين حيازة الأسلحة وأهمية الصحة العقلية في البلاد.

يرجع الاحتفال بعيد الحب إلى القديس فالنتين، الذي يُقال إنه كان يبارك زيجات العشاق سرًا في الإمبراطورية الرومانية، عندما منعها الإمبراطور كلاوديوس الثاني خوفًا من تأثيرها على قدرات الجنود في الحروب. تم إعدامه في الرابع عشر من فبراير عام مئتين وسبعين ميلادية، ليصبح هذا التاريخ فيما بعد رمزًا للحب، رغم ارتباطه المتكرر بالمجازر الدموية.

من مذبحة العصابات في شيكاغو، إلى جريمة المدرسة الثانوية في فلوريدا، يظل الرابع عشر من فبراير تاريخًا يحمل في طياته وجهين متناقضين؛ أحدهما للحب والرومانسية، والآخر للعنف والدماء، مما يجعله يومًا محفوفًا بالتناقضات في ذاكرة التاريخ.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة