14-2-2025 | 15:46
ناصر جابر
على مدى تاريخه الطويل شهد الوسط الفنى علاقات حب ورومانسية لم تكلل فقط بالزواج والأبناء وتكوين أسرة سعيدة، بل نتج عنها أعمال فنية صارت علامات مضيئة وبارزة فى تاريخنا الفنى وقوة مصر الناعمة، أو العكس ولد الحب بينهم وأرسل شعاعه إلى قلوبهم عندما اشتركوا معا فى أعمال فنية ناجحة، سواء كان ذلك فى السينما مثل أنور وجدى وليلى مراد ونور الشريف وبوسى وعمر الشريف وفاتن حمامة ومحمود ياسين وشهيرة وشادية وصلاح ذو الفقار، أو فى عالم الأغنية مثل الملحن والموسيقار الأسطورة عن جدارة بليغ حمدى ووردة، وفيروز وعاصى الرحباني، وكروان الشرق فايزة أحمد والملحن محمد سلطان.. وكذلك في المسرح والإذاعة.
أنور وجدى وليلى مراد
من علاقات الحب والزواج الخالدة فى تاريخ السينما المصرية هى علاقة الحب الكبيرة بين الفنانة ليلى مراد والفنان أنور وجدى، ففى 17 يوليو 1945، وجه أنور وجدى الذى كان يخوض تجربة الإخراج الأولى الدعوة إلى جميع أفراد أسرة فيلم “ليلى بنت الفقراء” لحضور تصوير المشهد الأخير بالفيلم، وهو عبارة عن حفل زفاف بطل العمل أنور وجدى على بطلته ليلى مراد وفقا للسيناريو الذى كتبه المخرج كمال سليم قبل رحيله كما دعا أنور الصحافة الفنية لحضور هذا الحدث الذى تعامل معه الجميع على أنه حدث فنى محض ولكن أنور وجدى فاجأ الكل بعد أن انتهى من تصوير المشهد الذى ارتدت فيه ليلى فستان الزفاف بأنه عقد قرانه عليها بالفعل قبل يومين، وأنهما قد أسسا عش الزوجية فى شقتهما بعمارة الإيموبيليا ويعد فيلم “حبيب الروح” من كلاسيكيات السينما المصرية التى جسدت الحب على الشاشة الفضية بعد أن كانت خيوطه قد نسجت فى الواقع بعيدا عن الشاشة.
نور الشريف وبوسى
بدأت قصة حب نور الشريف وبوسى خلال بروفات مسلسل «القاهرة والناس»، ورغم رفض أسرة بوسى طلب نور يد ابنتهم، خوفاً مما كان يتردد عن الانفصال السريع لزواج الفنانين، إلا أن نور وسّط عدداً من أصدقائه، ووافق أهلها خصوصاً مع تصميمها على نور، وتزوجا عام 1972، وشكلا ثنائياً ناجحاً فى الحياة والفن طوال 33 عاماً، حيث أنجبا ابنتيهما «مى» و«سارة»، وأسسا شركة إنتاج فنى مشتركة، وتعاونا فى عدد من الأفلام المهمة، منها «حبيبى دائماً» الذى أصبح علامة مسجلة فى تاريخ الأفلام الرومانسية و«آخر الرجال المحترمين» و«الحكم آخر الجلسة» و«زمن حاتم زهران» و«كروانة» و«العاشقان”.
عمر الشريف وفاتن حمامة
ولدت قصة حب عمر الشريف لفاتن حمامة إحدى أيقونات الحب والرومانسية فى السينما المصرية، أثناء تصوير فيلم “صراع فى الوادى” عام 1955 فقد صدرت مجلة “الكواكب” لتحمل تفاصيل زواج النجمين عمر الشريف وفاتن حمامة، هذا الزواج الذى توج قصة حب عبرا عنه فى الأفلام التى جمعتهما معا وخاصة فيلم “نهر الحب”، الذى تتشابه أحداثه مع الأحداث الحقيقية لقصة الحب بينهما حيث جمع الحب بين فاتن والشريف عندما كانت مرتبطة بزوجها عز الدين ذو الفقار وبعد الانفصال تحقق حلم الحبيبين وضمهما عش الزوجية وأصبحت قصة الحب بين الاثنين في الواقع تتجسد ملامحها على الشاشة الفضية من خلال الأفلام التى اشتركا فى بطولتها معا من أهمها فيلم “النهر الخالد”.
شادية وصلاح ذو الفقار
أحمد ومنى فى فيلم “أغلى من حياتى” علامة من علامات الرومانسية فى كلاسيكيات السينما ، أو صلاح ذو الفقار وشادية وعلى الرغم من أن ذو الفقار لم يكن هو أول إنسان فى حياة شادية كما لم تكن شادية هى الإنسانة الأولى في حياة ذوالفقار، إلا أن الحب بدأ يغزو قلبيهما منذ عام 1964، وظلت قصة حب ذو الفقار وشادية غير معلنة للناس إلا عندما قدما معا فيلم “أغلى من حياتى” عام 1965، وهو الفيلم الذى شهد اللقاء الثانى بينهما، وهو فيلم شديد الرومانسية يروى قصة شاب وفتاة تحول الظروف دون زواجهما، ويسير كل منهما فى طريقه الى أن يتزوج المهندس الشاب ويشتهر فى مجاله وتصبح له أسرة وأبناء، وبعد سنين طويلة يلتقى بفتاته الأولى التى لم تتزوج غيره رغم طول السنين، ولم يكن حبها مات فى قلبه أيضا، فيتزوجها سرا، ويسكنها الشارع الخلفى، ويدوم الحال سنين طويلة، ولا يكشف السر إلا ابنه الأكبر لحظة وفاة أبيه وقد صورت المشاهد الخارجية للفيلم فى مطروح، على شاطئ البحر وتحت الأشجار فى جزيرة النباتات بأسوان، حيث البحر والخضرة والزهور والجو الساحر الخلاب مما شجع على أن تتحول مشاهد الغرام بين بطلى الفيلم إلى حقيقة.
حسين فهمى ميرفت أمين
بين أحضان الخضرة والجمال وجبال بيروت الساحرة نشأ الحب بين النجم حسين فهمى وميرفت أمين عام 1975 أثناء تصوير فيلم “ نغم فى حياتى” بطولة الموسيقار فريد الأطرش، ومن إخراج هنرى بركات وفى نهاية السبعينيات قاما ببطولة فيلم “مكالمة بعد منتصف الليل” مع المخرج حلمى رفلة، وتضمن الفيلم مشهد زفاف لبطلى العمل، وقد اختلط التمثيل بالواقع فى هذا المشهد، حيث تزوج بالفعل حسين فهمى وميرفت أمين فى تلك الليلة بعد الانتهاء من تصوير المشهد، واستمر زواج حسين فهمى وميرفت أمين حتى نهاية الثمانينيات، وقد أثمر زواجهما عن ابنة وحيدة هى منة حسين فهمى.
محمود ياسين وشهيرة
تمثل قصة حبهما وزواجهما واحدة من أشهر القصص وأنجحها فى الوسط الفنى، حيث استمر زواجهما لأطول فترة من 1970 وحتى الآن، وأثمر زواجهما عن ابنتهما «رانيا» التى تزوجت من الفنان محمد رياض، والمؤلف عمرو محمود ياسين، وكان محمود تعرف على شهيرة أثناء قيامه ببطولة مسرحية «جيفارا» فى الوقت الذى كانت هى فيه تدرس التمثيل فى السنة الأولى من معهد التمثيل، ورغم أن غالبية الفنانات من مختلف الأجيال قمن بالبطولة النسائية فى أفلام محمود ياسين، إلا أن تعاونه مع شهيرة اقتصر على أفلام ومسلسلات قليلة، منها: «الجلسة سرية» و«اليقين» و«ليل وخونة» و«عودة الهارب» و«نواعم».
فؤاد المهندس وشويكار
الثنائى الثانى الأشهر فى تاريخ السينما المصرية فهما الفنان فؤاد المهندس وشويكار اللذان شكلا ثنائياً كوميدياً فى السينما والمسرح.
فريد شوقى وهدى سلطان
بدأ التعارف بين الفنان فريد شوقى وهدى سلطان فى فيلم «ست الحسن»، ويعد أول أفلام هدى سلطان السينمائية، نشأت بعدها علاقة صداقة قوية وتحولت بعد ذلك إلى حب، وخلال تصوير فيلم «حكم القوى» تزوجا فى اليوم الأخير من تصوير الفيلم، وأثمر زواجهما عن ابنتين هما مها وناهد، استمر زوجهما 15 عاماً، حتى قرر فريد السفر للخارج لتحقيق حلم العالمية، وهنا انتهت علاقتهما بانفصال، وظل فريد وهدى يكنان الاحترام لبعضيهما.
سمير ودلال
كون سمير غانم ودلال عبدالعزيز، ثنائياً رائعاً، وتناغما خلال الأعمال السينمائية، والمسرحية ومن أهمها: «أنا لايص وأخويا هايص» و«فارس وبني خيبان» و«أهلا يا دكتور”.
أحمد حلمى ومنى زكى
يشكل الثنائي أحد أشهر الأزواج فى الوسط الفنى، حيث بدأت قصة الحب بإعجاب، ورغم أن «منى» كانت تبادل «أحمد» مشاعر رقيقة لكن لم يعترف أحدهما للآخر، وظل الحب تحت مسمى الصداقة، لكن بعد مرور وقت طويل يعترف «حلمى» لـ«منى» بحبه عندما تم ترشيحها لفيلم “أفريكانو”، واستغل «حلمى» فرصة سفر منى لتصوير فيلم «أفريكانو» واتصل بها وقال لها: «أنا بحبك وعايز أتقدملك» ولكنها لم تبدِ أية دهشة، وطلبت منه أن ينتظرها لتعود من سفرها حتى تخبر والدها بالأمر، وتزوجا عام 2004 وما زالت قصة الحب قائمة حتى الآن.
فيروز والرحبانى
تعرفت المطربة فيروز على عاصى الرحبانى فى بدايتها الفنية، وتحديداً فى إذاعة بيروت، عندما كانت فى فرقة الكورس، وتم اختبارها من قبل عاصى، وذكرت فى أكثر من حوار تليفزيونى وصحفى لها، أنها لم تستلطفه فى البداية، ولكن مع الوقت وقعت فى غرامه.
بعد خمس سنوات تم الزواج وأصبح من أهم الزيجات فى تاريخ الوسط الفنى العربى، وأثمر مئات الروائع الخالدة فى ذاكرة الطرب، ومنها أغنيات: «أنا لحبيبى»، و«نسم علينا الهوا»، و«آخر أيام الصيفية»، و«أحلى ليالى المنى»، و«حبك ليالى الهنا»، وتعاونا في عدد من المسرحيات والأوبريتات.
وردة وبليغ
جمعت قصة حب كبيرة بين الفنانة وردة والموسيقار بليغ حمدى، توجت بالزواج عام 1972، ورغم أن زواجهما استمر ستة أعوام فقط، إلا أن بليغ قدم لها خلالها ألحاناً يعتبرها المؤرخون بمثابة التاريخ الفنى الحقيقى بالنسبة لها، وتنوعت بين عاطفية ووطنية، ومنها: «العيون السود»، و«على الربابة»، و«ليل يا ليالى»، و«ليالينا»، و«احضنوا الأيام»، و«ولاد الحلال»، و«حنين»، و«وحشتونى»، و«اشترونى»، و«حكايتى مع الزمان»، و«خليك هنا»، و«دندنة»، و«لو سألوك»، و«مالى»، وأغنيات مسلسل «أوراق الورد»، وكان آخر تعاون بينهما أغنية «بودعك» عام 1993.
فايزة وسلطان
بدأت قصة حب المطربة فايزة أحمد والموسيقار محمد سلطان، عندما التقيا مصادفة فى منزل فريد الأطرش، وكانت وقتها فى أوج شهرتها، وسلطان عازف عود ومغنٍّ وملحن بسيط، وبعد لقائهما الأول بستة أشهر، التقيا مصادفة ثانية وتناولا الغداء.
بعد فترة، أسمعته أغنية «هان الود» لعبد الوهاب، وكانت ستذاع لأول مرة فى التليفزيون، وطلبت منه أن يلحن لها أغنية، وبعدما كثرت الشائعات حولهما، تزوجا عام 1963، وأنجبت التوأم عمرو وطارق، واستمر زواجهما 17 عاماً، قدما خلالها أغنيات عديدة ناجحة، منها: «رسالة من امرأة»، و«أيوه تعبنى هواك»، و«أحبه كثيراً»، و«بكرة تعرف»، و«خليكوا شاهدين»، و«خلينا ننسى»، و«صعبان علينا»، و«صوت الحب»، و«غريب يا زمان»، و«نقطة الضعف”.
وأجمل ما فى قصص الحب والزواج بين الفنانين أن الحب والمشاعر الصادقة التى جمعت بين قلوبهم كانت دافعا وسببا فى النجاح الفنى والجماهيرى، والتى كما حبهم عاش على مر الزمان فإن أعمالهم الفنية سوف تعيش يتعلم منها كل الأجيال الحالية والقادمة .