الأربعاء 19 فبراير 2025

عرب وعالم

أوكرانيا ترفض علنًا طلب الولايات المتحدة بنصف مواردها المعدنية مقابل الحماية

  • 16-2-2025 | 10:09

أوكرانيا

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض علنًا عرضًا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن نصف الموارد المعدنية للبلاد مقابل الحصول على الدعم الأمريكي، وفقًا لخمسة أشخاص مطلعين على الاقتراح أو لديهم معرفة مباشرة بالمحادثات.

وقالت الصحيفة في سياق تقرير إن الصفقة غير العادية كانت ستمنح الولايات المتحدة حصة بنسبة 50% في جميع الموارد المعدنية لأوكرانيا، بما في ذلك الجرافيت والليثيوم واليورانيوم، كتعويض عن الدعم الماضي والمستقبلي وتعزيز جهود كييف ضد روسيا، وفقًا لمسئولين أوروبيين تحدثوا إلى الصحيفة بشكل حصري ومسئول أوكراني وخبير طاقة مطلعان على الاقتراح أكدا أن إدارة ترامب سعت أيضًا إلى الاستفادة من موارد الطاقة الأوكرانية.

وتستمر المفاوضات، نقلًا عن مسئول أوكراني آخر ، تحدث إلى الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية المحادثات ، غير أن اتساع نطاق الاقتراح والمفاوضات المتوترة حوله توضحان الهوة متزايدة الاتساع بين كييف وواشنطن بشأن استمرار الدعم الأمريكي ونهاية الحرب المحتملة.

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن طلب الحصول على نصف المعادن الأوكرانية أُعلن يوم الأربعاء الماضي، عندما التقى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بالرئيس زيلينسكي في كييف، في أول زيارة يقوم بها مسئول من إدارة ترامب إلى أوكرانيا، بينما رفضت وزارة الخزانة التعليق على أي مفاوضات.

وبعد رؤية الاقتراح، قرر الأوكرانيون مراجعة التفاصيل وتقديم اقتراح مضاد عندما توجه زيلينسكي لحضور مؤتمر ميونخ للأمن يوم أمس الأول واجتمع مع نائب ترامب جيه دي فانس، وفقًا للمسئول.. مع ذلك، لم يتضح حتى الآن ما إذا كان قد تم تقديم اقتراح مضاد.

وأقر زيلينسكي، متحدثًا إلى الصحفيين في ميونخ أمس السبت، بأنه رفض اقتراحًا من إدارة ترامب لكنه لم يحدد شروط الاتفاق الجديد، بخلاف قوله إن الاقتراح لم يتضمن ضمانات أمنية من واشنطن.. وقال: "لا أرى هذا الارتباط في الوثيقة. في رأيي، الاقتراح لا يتضمن حمايتنا ومصالحنا".

وأضافت "نيويورك تايمز" تعليقًا على الأمر أن الضمان الأمني ​​هو المفتاح لدى الأوكرانيين نظرًا لأنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة وبريطانيا فشلتا في الوفاء بالتزاماتهما بحماية البلاد بموجب اتفاق تم توقيعه في نهاية الحرب الباردة، عندما تخلت أوكرانيا عن الأسلحة النووية الروسية على أراضيها.

وكان لدى الدبلوماسيين الأوروبيين اعتراض آخر حيث اشتكوا من أن المفاوضات تفوح منها رائحة الاستعمار، وهي حقبة استغلت فيها الدول الغربية الدول الأصغر أو الأضعف للحصول على السلع أو الموارد الأساسية.

وفي ميونخ، ظهرت فجوة مختلفة حول خطط إدارة ترامب لإنهاء الحرب بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين حيث قال العديد منهم إنهم كانوا أكثر ارتباكًا مما كانوا عليه قبل وصولهم.

وقال مسئول أوكراني وخبير في مجال الطاقة اطلعا على عرض بيسنت إنه لم يغطي نصف المعادن في أوكرانيا فحسب، بل شمل أيضًا موارد طبيعية أخرى مثل النفط والغاز. وكشف المسئول أيضًا أن الاقتراح أعطى الولايات المتحدة الحق في المطالبة بنصف أرباح أوكرانيا من استخراج الموارد وبيع تراخيص الاستخراج الجديدة.

وتابعت الصحيفة الأمريكية تقول إن الاستجابة لهذه المطالب من شأنها أن تحرم الحكومة الأوكرانية من ملايين الدولارات التي تحصل عليها من العائدات التي يتم استثمارها حاليًا بالكامل تقريبًا في الجهود العسكرية، ففي النصف الأول من العام الماضي، أعلنت شركة نفتوجاز، عملاق النفط والغاز المملوك للدولة في أوكرانيا، عن ربح تجاوز نصف مليار دولار.

وأبرزت "نيويورك تايمز" أن فكرة الاستفادة من الموارد المعدنية في أوكرانيا بدأت في التبلور في الصيف الماضي عندما قررت حكومة زيلينسكي، في محاولة لاستمالة نهج ترامب الموجه نحو الأعمال التجارية وخوفًا من أن يفي بتهديده بقطع المساعدات العسكرية والمالية عن أوكرانيا، طرح صفقة من شأنها أن تتاجر بشكل أساسي بالمعادن الأوكرانية الحيوية مقابل المساعدات الأمريكية.

وقدم الرئيس الأوكراني الفكرة إلى ترامب خلال اجتماع عُقد في سبتمبر في نيويورك إذ حصل الاقتراح على دعم من شخصيات سياسية مؤثرة، بمن في ذلك السناتور الجمهوري ليندسي جراهام. كما جاء ذلك بعد أن أبدى رجال أعمال أمريكيون، من بينهم رونالد لودر، وهو صديق ثري لترامب، اهتمامهم بالاستثمار في الموارد المعدنية في أوكرانيا.

وكانت كييف تؤكد دائمًا أن الوصول إلى مواردها الطبيعية سيأتي في مقابل ضمانات أمنية قوية من واشنطن. لكن أحد المسئولين الأوكرانيين قال إن الاقتراح الأخير لم يتضمن مثل هذا الالتزام، بل وضع الوصول إلى موارد أوكرانيا كدفعة متأخرة للمساعدات العسكرية والمالية الأمريكية السابقة.

يُشار إلى أن أوكرانيا تمتلك 109 رواسب معدنية كبيرة، بما في ذلك تلك التي تحتوي على خامات التيتانيوم والليثيوم واليورانيوم، وفقًا لقائمة جمعتها مدرسة كييف للاقتصاد، بالإضافة إلى حقول النفط والغاز الطبيعي. ومع ذلك، فإن بعضها يقع في أراضٍ تحت الاحتلال الروسي بالفعل أو بالقرب من خط المواجهة، وهو ما يجعل قيمتها غير مؤكدة. وبصرف النظر عن الثروة، فإن أوكرانيا لديها احتياطيات كبيرة من المعادن، بما في ذلك احتياطيات كبيرة من اليورانيوم.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة