الأربعاء 19 فبراير 2025

عرب وعالم

"واشنطن بوست": تجميد التمويل الأمريكي العالمي يُعرّض برامج مكافحة الإرهاب للخطر

  • 16-2-2025 | 11:11

الولايات المتحدة

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم /الأحد/، أن تجميد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمساعدات الخارجية الأمريكية؛ يهدد البرامج التي تهدف إلى مكافحة صانعي القنابل في حركة الشباب المتطرفة واحتواء انتشار تنظيم القاعدة في غرب إفريقيا وتأمين سجناء تنظيم داعش الارهابي في الشرق الأوسط، وفقًا لمسئولين وعمال إغاثة أمريكيين.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير - أن ترامب أوقف، بعد ساعات من توليه منصبه الشهر الماضي، برامج المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا ووقع على أمر تنفيذي ينص على أن "صناعة المساعدات الخارجية والبيروقراطية لا تتماشى مع المصالح الأمريكية" بل و"تؤدي إلى زعزعة استقرار السلام العالمي".

لكن أربعة مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين، تحدثوا إلى الصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم يخشون انتقام الحكومة في واشنطن، قالوا إن العديد من البرامج المتأثرة صُممت خصيصًا للرد على التهديدات الأمنية الوطنية وأن تعليقها قد يعرض أمريكا وحلفائها الدوليين للخطر.

وتنفق الولايات المتحدة ما يقرب من 10 مليارات دولار سنويًا على المساعدات الأمنية الخارجية ويذهب أكثر من نصف هذا المبلغ إلى دول حليفة مثل إسرائيل وأوكرانيا واللتين حصلتا على إعفاءات من تجميد الإنفاق. في الوقت نفسه، شهد شركاء الأمن الأمريكيون الآخرون في أفريقيا والشرق الأوسط، الذين يتلقون حصة أصغر بكثير من ميزانية المساعدات الخارجية، توقف برامج أمنية حيوية.

ومن الأمور المثيرة للقلق بشكل خاص، حسبما أبرزت "واشنطن بوست" - برنامج المساعدة في مكافحة الإرهاب، الذي أنفقت عليه الولايات المتحدة 264 مليون دولار في عام 2023؛ لتحسين قدرة الحلفاء على الاستجابة للتهديدات المتطرفة في حين تكافح برامج أخرى الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والمخدرات وتعزز إنفاذ القانون المحلي بينما تم تعليق جميع هذه البرامج تقريبًا الآن.

وقال أحد مسئولو الأمن الأمريكيون السابقون: "إن كل ما نقدمه للشركاء من تدريب ومعدات إلى نصائح عامة هو بحكم التعريف مساعدات أجنبية، والتي أصبحوا يعتمدون عليها في دعم العمليات التي فرضناها من أجل "الحفاظ على أمن أمريكا!".

وفي الصومال، على سبيل المثال، حيث دعمت واشنطن الحكومة في معركتها طويلة الأمد مع حركة الشباب، وهي جماعة متمردة قوية متحالفة مع تنظيم القاعدة، قال مسئول دفاعي أمريكي - للصحيفة - إن الإغلاق المفاجئ أدى إلى مخاطر أمنية لبعض المئات من القوات الأمريكية المتمركزة هناك.

وأضاف المسئول أن "المقاولين المسئولين عن بناء وصيانة القواعد للقوات الخاصة الصومالية التي دربتها الولايات المتحدة، والمعروفة باسم (داناب)، غادروا فجأة لدرجة أن الجنود الأمريكيين اضطروا إلى التسرع في تعويض النقص. وترك ما يقرب من 400 خريج من (داناب) خارج قاعدة عسكرية أمريكية بدون أي إمدادات من الطعام أو الوقود أو الكهرباء".

وتابع المسئول الدفاعي الأمريكي إن شركة مقاولات خاصة أخرى، تقوم بعمليات إجلاء طبي للجنود الصوماليين الجرحى، كان لديها أفراد في منطقة قتال نائية عندما صدر أمر وقف العمل. ولم يتضح ما إذا كان سيتم تعويضهم عن رحلة العودة أو أي عمليات إجلاء طبي لاحقة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت "واشنطن بوست" أن تجميد التمويل أثر - أيضًا - على المختبرات التي تدعمها الولايات المتحدة في مقديشو وغاروي بالصومال، والتي تقوم بتحليل المقذوفات والحمض النووي والقنابل وغيرها من الأدلة.

وقال المقدم محمد محمود أحمد، رئيس فريق الطب الشرعي في قسم التحقيقات الجنائية، إن مختبر مقديشو قدم بصمات الأصابع وبيانات مسرح الجريمة الأخرى إلى الإنتربول ومكتب التحقيقات الفيدرالي، مضيفا أن المختبر عمل - في العام الماضي - على نحو 120 قضية إرهابية، "لكن جل هذا النشاط انهار في غضون شهر واحد. لقد غادر مرشدونا، وانتهت تراخيص تكنولوجيا المعلومات لدينا".

وقال خبير أمني عمل على نطاق واسع في الصومال بصراحة: إذا توقفت جميع الأموال الأمريكية إلى الأبد، فإن هذه الحرب الراهنة ضد الشباب ستنتهي بسرعة كبيرة"، فيما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن مسلحي الشباب نفذوا بالفعل هجمات مميتة على مر السنين في كينيا المجاورة، وهي حليف قوي آخر للولايات المتحدة.. ففي عام 2020، اجتاح مسلحون قاعدة عسكرية في جزيرة ماندا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين. وقُتل مئات الأشخاص في عام 2013 خلال حصار استمر لأيام في مركز ويست جيت التجاري في نيروبي وتوفي 21 آخرون في هجوم عام 2019 على فندق راقي في العاصمة.
وفي شمال الصومال، حيث بنى تنظيم داعش مركزًا عملياتيًا وماليًا، تخوض القوات المحلية هجومًا دمويًا يهدف إلى إزاحة المسلحين لكنها لم تتمكن من تأمين الدعم الغربي.

وفي تقرير صدر هذا الشهر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة مختصة في شئون تنظيمي داعش والقاعدة، أُفيد أن التهديد الذي تشكله المجموعتان "لم يتضاءل"، وأن كل منهما استمرت في تحويل تركيزها إلى أفريقيا. وأشار التقرير أيضًا إلى أن حركة الشباب كانت تطور علاقة "معاملاتية أو انتهازية" مع الحوثيين في اليمن، الذين استهدف مقاتلوهم ممرات الشحن العالمية.

وكينيا هي عادة أكبر متلقٍ للمساعدات في مكافحة الإرهاب في إفريقيا؛ حيث يساعد الدعم الأمريكي الشرطة الكينية في تأمين الحدود المسامية التي يبلغ طولها 430 ميلاً مع الصومال ومواجهة تهديد العبوات الناسفة البدائية، التي قتلت المئات من قوات الأمن. وقال المسئول الأمني ​​الأمريكي السابق إن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز قدراتها في مجال حماية المدنيين والاستجابة للهجمات الإرهابية.

وأشار إلى برنامج حدودي حاسم، تم تعليقه الآن، يستخدم طائرات بدون طيار قدمتها الولايات المتحدة لمراقبة المسلحين واكتشافهم ومنعهم. ووفقا لتقرير صدر عن الشرطة الكينية استعرضته صحيفة "واشنطن بوست"؛ سمحت الطائرات بدون طيار للقوات الكينية باكتشاف مخابئ للمياه في صهاريج مخبأة في مناطق نائية من قبل حركة الشباب. وفي مناسبة أخرى، قال التقرير إن دورية عطلت رجالا حاولوا زرع قنبلة. كما تم تعليق برنامج لمكافحة العبوات الناسفة المرتجلة، بما في ذلك إنشاء قاعدة بيانات للكشف عن الأنماط في بناء القنابل وتحديد صانعي القنابل جنائيًا وجمع الأدلة للمحاكمات.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة