نجمان في سماء الإبداع في مجالي الأدب والفن، جمعهما تاريخ الميلاد، حيث ولدت قيثارة الغناء ليلى مراد في 17 فبراير 1918م، وهي من أشهر المغنيات والممثلات في الوطن العربي في القرن العشرين، وولد صالح مرسي الأديب والروائي المصري ورائد الأدب الجاسوسي العربي، في17 فبراير 1929م، فيما رحل عن عالمنا 24 أغسطس 1996 في حين رحلت ليلى مراد عن عالمنا في 21 نوفمبر 1995.
وفي رحلة مفعمة بالأحاسيس تجمع بين عبق الميلاد وسحر الإبداع، يأخذنا الكاتب والمفكر صالح مرسي إلى أعماق حياة واحدة من أعظم أيقونات الفن العربي، ليلى مراد، من خلال صفحات سيرتها الذاتية، التي حملت عنوان «ليلى مراد»، ويعيد «مرسي» لنا ذكريات مشحونة بالحنين والدهشة، حيث تتلاقى لحظات البدايات المتواضعة مع وميض النجومية لتشكّل لوحة فنية تجمع بين تاريخ الميلاد وإبداع الروح.
ألف صالح مرسي العديد من الروايات والكتب وأيضا أصدرت له مذكرات قام بكتابتها في السبعينيات وهي «مذكرات ليلى مراد»، جسد صالح مرسي من خلال هذه المذكرات أسرار وحياة ليلى مراد، وكان هذا العمل المبدع من إصدارات دار الهلال.
ويقدم صالح مرسي في هذا العمل الأدبي سردًا يفوق مجرد عرض للوقائع؛ فهو ينحت بالكلمات صورة حية لمشوار ليلى مراد، تبدأ من لحظة ولادتها التي حملت بذور الإبداع، مرورًا بمراحل النضال والتحديات، وصولاً إلى تتويجها كأيقونة فنية خلدها الزمن، وبينما يستحضر الكاتب تفاصيل تلك الأيام التي كانت تتخللها أحلام الشباب وتطلعات المستقبل، يكشف عن عمق الصراعات الشخصية والاجتماعية التي صاغت شخصية الفنانة، وجعلت منها رمزًا للإبداع والتجدد.
وهذه السيرة الذاتية ليست مجرد سجل تاريخي، بل هي جسراً يربط بين الماضي والحاضر، ينبض بالحياة والأمل لكل من يبحث عن الإلهام والجمال. ففي كل كلمة ينطقها مرسي، نجد لمحات من ولادة فكر جديد، ورسالة خالدة تؤكد أن الفن الحقيقي يولد من رحم التجارب والآلام ويتحول إلى شعلة تنير دروب الأجيال. وبهذا العمل، يعيد لنا صالح مرسي ذكرى ليلى مراد التي، رغم مرور الزمن، لا تزال تضيء سماء الفن بعبقها الذي لا يزول.
وجاء في كتاب «ليلى مراد»
طفلة تنمو في بيت يسهر فيه كل ليلة مجموعة من شباب الفن « رياض السنباطي»، « القصبجي»، «سيد شطا »، « داود حسني»، « وزكريا أحمد»، وفي بعض الأحيان كان يأتي حبيبها ومعشوقها وحلم أحلامها جميعا، مطرب شاب خلب الألباب اسمه «محــمد عبد الوهاب » في هذه التربة، نمت ليلى مراد! هي لا تذكر غير أن الذي تذكره جيدا، أنهم أوقفوها فوق مائدة صغيرة وسألوها عن الأغنية التي تحب أن تغنيها فقالت: «يا جارة الوادي»، وبدأ العزف، العود مع القانون، وانسال صوت ليلى يجيد ويجود، وكانت دهشة الأب شديدة، انتهت من الأغنية فسألوها عن أغنية أخرى، فاختارت دور «ياما بنيت قصر الأماني»، كان ذهول الجميع فوق كل تصور ، كان هذا الدور الذي أداه « عبد الوهاب » من أصعب الأدوار في الغناء، كان يحتاج إلى تمرس وفهم كما كان يحتاج إلى مران... لكن ليلى أدته. كانت هذه هي البداية الحقيقية لمطربة من أحلى وأجمل مطربات السينما العربية في تاريخها كله، ففي تلك الليلة ولدت فكرة احتراف ليلى للغناء، حتى كان يوم من أيام الربيع عام 1932، عندما فتح مسرح رمسيس ستاره عن حفل أحيته فتاة لا يتعدى عمرها أربعة عشر عامًا، ابنة لمطرب كان ذات يوم شهيرًا، وكان اسمها «ليلى مراد».
من السيرة الذاتية إلى الدراما على الشاشة
وتحول كتاب صالح مرسي ليلى مراد إلى مسلسل «أنا قلبي دليلي» والذي يتعرض للسيرة الذاتية للمطربة المصرية «ليلى مراد»، عنوان المسلسل هو عنوان إحدى أشهر أغاني ليلى مراد، و العمل استند على قصة صالح مرسي، وسيناريو وحوار مجدي صابر، وإخراج المخرج السوري محمد زهير رجب، وإنتاج إسماعيل كتكت، و تم تصوير المسلسل في مدينة الإنتاج الإعلامي بالقاهرة.
موضوع المسلسل
يبدأ المسلسل باكتشاف زكي مراد للمواهب الغنائية لابنته «ليلى» ابنة الأربعة عشر ربيعا بعد ضياع أمواله وشهرته، فيبدأ بتدريبها ويشاور المطرب محمد عبد الوهاب بإمكانية نجاحها فأشار عليه باستمرار تدريبها.
واستمرت بالتدريب يساعده في ذلك الملحن داود حسني ونجحت حتى قامت بالتمثيل أمام محمد عبد الوهاب بباكورة أفلامها يحيا الحب. ينفي المسلسل تعاونها مع إسرائيل وحتى تعاطفها معها، بل ويظهر المسلسل استنادا على أبحاث كاتب القصة أنها تقوم بتأييد القضايا الوطنية المصرية وذلك حتى إعلان إسلامها بسبب حبها لسماع الأذان.
فريق مسلسل«أنا قلبي دليلي»
الأدوار الرئيسية ..الممثلة السورية صفاء سلطان بدور ليلى مراد، ويقوم الفنان أحمد فلوكس بدور أنور وجدي، وقدم دور والد ليلى مراد الفنان عزت أبو عوف.، ورامز أمير الفنان منير مراد وشارك في المسلسل نخبة من فناني ونجوم الوطن العربي أحمد راتب ، هالة فاخر، تهاني راشد، صلاح رشوان، عبد الرحمن أبو زهرة، صبري عبد المنعم، أمير كرارة، هند عاكف، عبد العزيز مخيون، نهاد نور ، أميرة هاني، أمل رزق، والمسلسل سيناريو وحوار مجدي صابر، وإخراج الفنان السوري محمد زهير رجب.