ولد “محمد علي باشا" في مدينة "قولة" التابعة لمحافظة "مقدونيا" شمال اليونان عام 1769, لأسرة ألبانية. كان لأبيه سبعة عشر ولدا لم يعش منهم سواه. تزوج من امرأة غنية وجميلة تدعى "أمينة هانم" وكان له ثلاثة ذكور وابنتان.
حين أرسلت الدولة العثمانية جيشا إلى مصر لتحريرها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية وحين قرر رئيس الكتيبة العودة أصبح "محمد علي باشا" هو قائد الكتيبة.
لقب بعزيز مصر وهو مؤسس "دولة مصر الحديثة" وحاكمها منذ عام 1805 إلى 1848 ليكسر العادة العثمانية التي لم تكن تترك واليا على مصر لأكثر من عامين. تمكن من اعتلاء عرش مصر بعد أن ثار الشعب على "خورشيد باشا" فبايعه أعيان البلد ليكون واليا عليهم بقيادة "عمر مكرم" نقيب الأشراف. وأمام الأمر الواقع أصدر السلطان العثماني "سليم الثالث" فرمانا سلطانيا بعزل “خورشيد باشا" وتولية "محمد علي باشا" واليا عثمانيا على مصر.
خاض "محمد علي" في بداية فترة حكمه حربا داخلية ضد المماليك والانجليز إلى أن خضعت له مصر بالكامل، ثم خاض حروبا بالوكالة عن الدولة العلية في جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في "المورة", وقام بتوسع دولته جنوبا بضمه للسودان . وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت "محمد علي" وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها.
خلال فترة حكم "محمد علي"، استطاع أن ينهض بمصر عسكريا وتعليميا وصناعيا وزراعيا وتجاريا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة.
من أبرز أعماله في فترة الحكم, التخلص من القيادة الشعبية بقيادة "عمر مكرم" مستغلا انقسام علماء الأزهر حول من يتولى الإشراف على أوقاف الأزهر.
ورغم هزيمته للمماليك إلا انهم ظلوا يشكلون خطرا عليه, فأعلن "محمد علي" عن احتفال في القلعة بمناسبة إلباس إبنه "طوسون" خلعة قيادة الحملة على "الوهابيين" وحدد له الأول من مارس عام 1811، وأرسل يدعو الأعيان والعلماء من المماليك لحضور الاحتفال ولبى المماليك الدعوة, وما أن وصل المماليك إلى طريق صخري منحدر يؤدي إلى باب العزب المقرر أن تخرج منه الحملة، حتى أغلق الباب فتكدست خيولهم بفعل الانحدار ثم فوجئوا بسيل من الرصاص انطلق من الصخور على جانبي الطريق ومن خلفهم. وراح ضحية هذه المكيدة 470 مملوكا. ومن ثم بدأ الجنود في مهاجمة بيوت المماليك وراح ضحية ذلك مايقرب من 1000 مملوك.
كان "محمد علي باشا" مريضا بمرض "الزحار" وفي أواخر أيامه اشتدت عليه الشيخوخة فعزله أبناؤه وتولى "إبراهيم باشا" إدارة الدولة , توفي في قصر "رأس التين" بالأسكندرية في الثاني من شهر أغسطس عام 1849.