حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن الأزمة الأمنية الحالية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية تحرم 330 ألف طفل إضافي في مقاطعتي كيفو الشمالية والجنوبية من التعليم مع مخاطر عدم عودة الكثيرين منهم إلى المدارس على الإطلاق.
ودعت "يونيسف"، في بيان اليوم /الثلاثاء/، إلى اتخاذ تدابير طارئة لإنقاذ مئات الآلاف من الأطفال الذين لم يواصلوا العملية التعليمية في ظل تصاعد العنف والنزوح في شرق الكونغو الديمقراطية.
وحذر ممثل منظمة "يونيسف" بالإنابة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، جان فرانسوا باس، من أن "الوضع كارثي بالنسبة لهؤلاء الأطفال (النازحين)"، موضحًا أنه على الرغم من أن المدارس في جوما، الواقعة تحت سيطرة حركة "23 مارس"، أعادت فتح أبوابها في 10 فبراير الجاري؛ إلا أن عددا قليلا جدا من الطلاب استأنفوا الدراسة حيث يخشى العديد من ذوي الطلاب من الوضع الأمني ويرونه لا يزال خطيرا للغاية.
وقال: "على مدار العامين الماضيين، استثمرنا الكثير في إقامة منشآت للتعليم في مواقع النازحين حول جوما، لكنها الآن صارت فارغة تقريبا. ونشعر بقلق شديد من أن هؤلاء الأطفال الذين نزحوا عدة مرات لن يعودوا أبدا إلى المدارس".
وذكر أن اليونيسف تدعم استمرارية التعليم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، من خلال التعاون مع شركائها، لإنشاء مقار تعليمية مؤقتة وتوزيع المواد المدرسية، مشيرا إلى أنها تدرس أيضا بث برامج تعليمية عبر البث الإذاعي من أجل الوصول للأطفال النازحين عن ديارهم والأكثر تهميشا.
وشدد على أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ستتخذ تدابير للتوعية بالأخطار المتعلقة بالألغام والذخائر غير المنفجرة حول جوما وداخل المدارس أو بالقرب منها.
وذكر بيان اليونيسف أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة طلبت 52 مليون دولار، كجزء من نداءها الإنساني العالمي، من أجل تلبية الاحتياجات التعليمية العاجلة لـ 480 ألف طفل. كما دعت يونيسف جميع أطراف النزاع إلى احترام المدارس والمؤسسات الأساسية المدنية، وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والكف فورا عن استخدام جميع المؤسسات التعليمية للأغراض العسكرية.
وأشارت إلى أن نظام التعليم في شرق الكونغو الديمقراطية كان بالفعل تحت ضغط هائل؛ خاصة بسبب ارتفاع عدد النازحين حيث اضطر أكثر من 6.5 مليون شخص، بينهم 2.6 مليون طفل، إلى الفرار من منازلهم في هذه المنطقة.
جدير بالذكر أنه منذ بداية العام الجاري، أدت الاشتباكات العنيفة بين الجيش الكونغولي وحركة 23 مارس إلى إغلاق أكثر من 2500 مدرسة وأماكن تعليمية في مقاطعتي كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية، بما في ذلك الموجودة في مخيمات النازحين.
وبلغ عدد الأطفال المحرومين من التعليم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا 1.6 مليون طفل بسبب إغلاق المدارس أو تدميرها أو تحويلها إلى ملاجئ.