أثارت دراسة جديدة مخاوف الكثيرين في ولاية فلوريدا الأمريكية، بعدما كشفت أن أنظمة الصرف الصحي تعج بكائنات الحياة البرية، ومنها المخلوقات الخطيرة.
وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة Urban Naturalist، فإن التماسيح والراكون وعشرات الأنواع الأخرى تستغل هذه الأنفاق الجوفية كمسارات للتنقل عبر المدينة.
ومع تزايد التحضر السريع، تجد الحيوانات نفسها مضطرة للتكيف مع بيئات تغيرت بفعل الإنسان، ما دفع الباحثين إلى استكشاف هذه الظاهرة غير المتوقعة.
وأجرى الباحثون دراستهم في مقاطعة ألاتشوا بفلوريدا، حيث استخدموا مصائد الكاميرات لرصد الحيوانات التي تعيش في أنظمة الصرف الصحي المتصلة.
وأسفرت النتائج عن اكتشاف 35 نوعا من الفقاريات، من بينها البرمائيات والزواحف والطيور، التي تتخذ من هذه الممرات شبكة للتنقل وتجنب المخاطر.
وأوضح آلان إيفوري، الباحث المشارك من جامعة فلوريدا: "لقد فوجئنا بالعدد الكبير للحيوانات التي تعيش في هذه الأنفاق".
وكان من أبرز الاكتشافات وجود 7 أنواع من الزواحف، من بينها التمساح الأمريكي (Alligator mississippiensis) الذي تم رصده في معظم المواقع التي شملتها الدراسة.
وأظهرت البيانات أن التماسيح، إلى جانب السلاحف صفراء البطن (Yellow-bellied Slider)، تستخدم أنابيب الصرف كممرات للانتقال بين البرك المائية.
وتشير الدراسة إلى أن العديد من الحيوانات تعتمد على أنفاق الصرف الصحي لتجنب الطرق المزدحمة وتقليل مخاطر المواجهة مع البشر. ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن بعض الحيوانات الصغيرة قد تنجرف إلى هذه الأنفاق عند حدوث العواصف، ما يدفعها للبقاء هناك بحثا عن مخرج آمن.
وكشفت التحليلات أن معظم ملاحظات التماسيح تضمنت مشاهد لحيوانات تسبح بين البرك عبر القنوات الجوفية، ما يقلل من حاجتها لعبور الطرق. كما رصدت الدراسة انتشارا واسعا للراكون والخفافيش الصغيرة داخل هذه الأنظمة، ما يشير إلى تكيفها مع البيئة الجوفية.
وإلى جانب التماسيح والراكون، وثّقت الدراسة وجود الأبوسوم والأرماديلو والقطط والجرذان السوداء والسناجب، ومجموعة متنوعة من الطيور والضفادع، ما يسلط الضوء على التنوع البيولوجي المدهش في هذه الأنفاق.