الجمعة 21 فبراير 2025

تحقيقات

تحركات مصر نحو إعادة إعمار قطاع غزة في وجه مخططات التهجير الإسرائيلية

  • 18-2-2025 | 16:14

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

 تعتزم إسرائيل إنشاء وكالة خاصة من أجل ما زعمت أنه "المغادرة الطوعية" لأهالي غزة، بعد دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهجير أهالي القطاع، وبالمقابل، تمضي مصر قدمًا في تحركاتها الرامية لإعادة إعمار القطاع الفلسطيني، دون تهجير سكانه بشكل يقطع الطريق على هذه المخططات.

الدفع نحو التهجير 

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الاثنين، بأن "بلاده تعتزم إنشاء وكالة خاصة من أجل المغادرة الطوعية لسكان غزة"، وذلك مع إبداء إسرائيل التزامها بالمقترح الأمريكي بالسيطرة على القطاع الفلسطيني وتهجير سكانه. 

وتشمل هذه العملية مساعدات واسعة النطاق تسمح لأي مقيم في غزة يرغب في الهجرة إلى دولة ثالثة بالحصول على دعم يشمل ترتيبات مغادرة خاصة عبر البحر والجو والبر، من بين أمور أخرى، حسب "كاتس". 

جاء ذلك في أعقاب تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأمريكي ترامب المتعلقة بتهجير أهالي قطاع غزة.

والأحد، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إسرائيل تحاول إخراج فلسطينيي القطاع من منطقة القتال، معتبرًا أن خطة ترامب للاستيلاء على القطاع وتهجير مواطنيه هي الوحيدة القابلة للنجاح.

وأكد أن رؤية ترامب الرامية إلى تهجير عدد كبير من الفلسطينيين في قطاع غزة وتحويله إلى ما أسماه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط" لم تكن مفاجئة، حيث ناقشها الطرفان قبل إعلانها، موضحًا أنها "تحمل تغييرًا كبيرًا لإسرائيل".

كما عاود نتنياهو تصريحاته هذا أمس الاثنين قائلًا: "أنا ملتزم بخطة الرئيس الأمريكي ترامب لتحقيق غزة مختلفة"، وفق قوله.

مصر.. جهود نحو إعادة الإعمار

على الجهة المقابلة، واصلت مصر تحركاتها الرامية إلى قطع الطريق على المخططات الأمريكية الإسرائيلية التي تستهدف تهجير الفلسطينيين، وذلك عبر التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية لبلورة تصور متكامل لتحقيق التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة في إطار برنامج شامل متعدد المراحل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.

الرؤية المصرية بدأت تحركاتها تظهر على الساحة، حيث بدأ اليوم الثلاثاء دخول معدات إعادة الإعمار إلى القطاع الفلسطيني لرفع مخلفات الهدم والتدمير، وذلك عبر الجانب المصري من معبر رفح.

وهو ما عده مراقبون تحركًا يأتي في سياق قطع الطريق على التهجير الذي يدعو إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحجة أن التعمير لا يحصل إلا عبره، حيث ترتكز الرؤية المصرية على تنفيذ برامج ومشروعات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بوجود أبناء الشعب الفلسطيني على أرضهم.

وفي هذا السياق، أكدت مصر دعمها الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في وطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

مصر شددت على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواءً كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار، وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

وفي ذات الإطار، تعتزم مصر استضافة مؤتمر دولي بالتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية حول إعادة الإعمار في قطاع غزة.

الاكثر قراءة