أكد الدكتور محمد عبدالهادي، الخبير الاقتصادي، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسبانيا تشهد تطورًا ملحوظًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 نحو 3.1 مليار دولار، مقارنة بـ3.2 مليار دولار في عام 2023، مسجلًا تراجعًا طفيفًا بنسبة 3.1%، إلا أن هذا التراجع لا يعكس ضعف التعاون، حيث كان حجم التبادل في عام 2022 حوالي 1.9 مليار يورو، مما يبرز النمو المستمر للعلاقات التجارية بين البلدين.
وأضاف عبدالهادي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن مصر تصدر إلى إسبانيا العديد من المنتجات الزراعية، مثل البرتقال والموالح والطماطم والفاصوليا والتمور، إلى جانب المنتجات الصناعية كالأثاث والمواد البلاستيكية وبعض المنتجات الكيماوية، بالإضافة إلى الملابس والمنسوجات التي تحظى بطلب متزايد في الأسواق الأوروبية. في المقابل، تستورد مصر من إسبانيا سلعًا متنوعة، أبرزها الآلات والمعدات الزراعية والتجهيزات الصناعية، والمركبات وقطع غيار السيارات، إلى جانب المنتجات الكيميائية والصناعات الدوائية، ما يعكس تنوع التعاون التجاري بين البلدين.
وأوضح عبدالهادي أن إسبانيا تُعد من أبرز الشركاء التجاريين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، حيث يمثل التعاون معها بوابة رئيسية للنفاذ إلى الأسواق الأوروبية. وتحرص مصر على تعزيز هذا التعاون لعدة أسباب، منها أن إسبانيا تعد واحدة من أكبر اقتصادات الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتيح لمصر فرصًا أوسع لتصدير منتجاتها الزراعية والصناعية والمنسوجات إلى الأسواق الأوروبية.
وتابع أن إسبانيا تمتلك خبرات كبيرة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، وتسعى مصر للاستفادة منها في تطوير مشروعاتها الخاصة بالبنية التحتية والطاقة النظيفة.
وأشار عبدالهادي إلى أن التعاون بين البلدين يمتد أيضًا إلى قطاع السياحة، حيث تمتلك إسبانيا تجربة ناجحة في إدارة المواقع السياحية، وهو ما يمكن أن تستفيد منه مصر في تطوير قطاعها السياحي، لا سيما في مجال التسويق وإدارة الوجهات السياحية.
واستكمل أن إسبانيا كونها عضوًا في الاتحاد الأوروبي، تتيح لمصر فرصًا للحصول على تمويل ومساعدات لدعم مشروعات التنمية الاقتصادية، حيث حصلت مصر بالفعل على اعتمادات بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2024، لدعم المشروعات التنموية المختلفة.
وأكد أن التعاون المصري الإسباني يشمل أيضًا قطاع الطاقة المتجددة، حيث تعد إسبانيا من الدول الرائدة عالميًا في مجال الطاقة الشمسية والرياح، وهو ما تسعى مصر للاستفادة منه، خاصة في ظل المشروعات الضخمة مثل "محطة بنبان للطاقة الشمسية".
وشدد على أن تعزيز الشراكة بين البلدين يمثل فرصة واعدة لدعم التنمية الاقتصادية، وجذب المزيد من الاستثمارات، وتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتجارة والاستثمار في المنطقة.