أكد وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، أن وحدة الأمة الإسلامية تحتاج إلى رؤية متكاملة تجمع بين العلم والفكر والثقافة، مشيرًا إلى أن الحوار العلمي والفكري هو مفتاح التقارب بين المسلمين.
وأوضح وزير الأوقاف - خلال مشاركته اليوم الأربعاء، في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي المنعقد في مملكة البحرين - أن الأمة الإسلامية تتشكل من 3 دوائر رئيسية، هي دائرة العلم التي تتناول الحقائق وتطرح الرؤى المختلفة، حيث تقوم على البحث والاستدلال والاشتباك الفكري بهدف استخراج حقائق العلوم والشريعة، مشيرًا إلى أن علماء الإسلام الكبار، رغم اختلافاتهم الفكرية، كانوا يتحاورون في إطار من المودة والاحترام .
وأضاف أن الوزارة الثانية هي: دائرة الفكر، وهي مساحة يشارك فيها المفكرون والعلماء والخطباء، وتعمل على نقل العلوم الدينية والفكرية إلى وعي الشعوب بأسلوب مستنير.
وأوضح أن الثانية هى دائرة الثقافة الشائعة وهي التي تُشكّل وعي الشعوب وتؤثر في سلوكها اليومي، مؤكدًا أنه على العلماء والمفكرين دور كبير في توجيه هذه الدائرة نحو القيم الإسلامية الصحيحة.
وشدد على أن رسالة المؤتمر الأساسية هي تعزيز الاتحاد والوحدة بين المسلمين، مشيرًا إلى أن العالم الإسلامي يواجه تحديات فكرية واجتماعية كبيرة، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثر على عقول الناس وتُغذي الصراعات والانقسامات، قائلا "إن شعوبنا تعيش في زمن تتجاذبها فيه الأهواء، وهي اليوم أحوج ما تكون إلى من يُنير عقولها، ويحفظ لها استقرارها وأمنها الفكري والاجتماعي".
ودعا الأزهري العلماء والمفكرين إلى تبني مشروع وثيقة جامعة تهدف إلى جمع شمل المسلمين وفق مبادئ تحفظ النفس، والعقل، والمال، والبيئة، وتدعو إلى إصلاح ذات البين، مشيرًا إلى أن هذه الوثيقة يمكن أن تكون بمثابة دستور أخلاقي للأمة الإسلامية، يرسخ قيم العدل، والعلم، والعمران، وحفظ الأوطان، وزيادة الإيمان.
واختتم الأزهري كلمته، قائلا إن الإسلام رسالة تدعو إلى البناء والتعمير، وليس إلى الفرقة والتناحر، مشيرًا إلى أن الله أراد أن يجمع المسلمين على الخير والهدى، مستلهمين مواريث النبوة وأخلاقها، داعيًا إلى العمل الجاد لبناء حضارة إسلامية معاصرة تقوم على العلم، والقيم، واحترام الإنسان.