أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط مبادرة إقليمية رئيسية تهدف إلى تسريع وتيرة العمل في مجال الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان.
وأوضح المكتب الإقليمي - فى بيان له اليوم - أن هذه المبادرة تستند إلى تعزيز التدخلات المسندة بالبينات، وتقليل الأضرار، وتوسيع نطاق العلاج على مستوى المجتمعات المحلية.
ولتعزيز هذا المسار، سيتم عقد حوار بشأن السياسات في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 26 إلى 28 فبراير 2025، بمشاركة جهات حكومية ووكالات أممية ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات أكاديمية، بهدف توجيه الجهود الجماعية لتطبيق المبادرة في بلدان الإقليم.
وحددت المبادرة الإقليمية تدخلات استراتيجية تستهدف تحسين إتاحة العلاج وخدمات الدعم للسكان المتضررين، مع حماية حقوق الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات وتعزيزها.
وتشمل هذه التدخلات تنسيق الجهود بين قطاعات الصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم وإنفاذ القانون، بهدف ضمان حصول مزيد من الأفراد على الرعاية التي يحتاجونها، وتخفيف العبء الاجتماعي والاقتصادي لهذه الأزمة المتفاقمة
وأوضح المكتب الإقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية أنه وفقا لتقرير المخدرات العالمي لعام 2024 الصادر عن الأمم المتحدة، شهد عام 2022 تعاطي نحو 292 مليون شخص للمخدرات، يمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما نسبة 5.6% منهم.
وتكشف هذه الأرقام عن العبء الاقتصادي الثقيل لتعاطي المخدرات، الذي يصل إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض الدول، بما في ذلك التكاليف الصحية والخسائر الإنتاجية والارتباط بالجريمة.
وأشار المكتب الاقليمى إلى أن الوضع في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط يدق ناقوس الخطر، حيث تصل نسبة المتعاطين إلى 6.7% من السكان، متجاوزة المتوسط العالمي. وينتشر تعاطي الأفيون بشكل واسع في أفغانستان وإيران وقطر، بينما يتفاقم سوء استعمال الأدوية المصروفة بوصفة طبية في العراق وليبيا وسوريا.
وأضاف أنه منذ عام 1990، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات ناجمة عن تعاطي المخدرات في الإقليم، ليصل إلى 3.4 مليون شخص بحلول عام 2019. وارتبط هذا الارتفاع الحاد بازدياد معدلات الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد C بين متعاطي المخدرات، حيث يُظهر الإقليم معدلات تفوق المتوسط العالمي.
ولفت إلى أنه رغم العواقب الصحية والاجتماعية الجسيمة، فإن فجوة علاجية واضحة تُلقي بظلالها على الإقليم، حيث يتلقى شخص واحد فقط من كل 13 مصابًا باضطرابات تعاطي المخدرات العلاج اللازم، مقارنة بشخص واحد من كل 11 عالميًا. ويعزى ذلك إلى نقص الخدمات الصحية والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالإدمان.