قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، إن عدد مراكز التصميم الإلكتروني في مصر زادت بنسبة 45%، وذلك منذ عام 2023 رغم التحديات العالمية.
جاء ذلك خلال افتتاح وزير الاتصالات، اليوم الخميس، قمة التحالف العالمي لأشباه الموصلات (GSA) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي عقدت في المتحف المصري الكبير، بحضور وزير الاستثمار الأردني المهندس مثنى غرايبة، وجودى شيلتون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتحالف العالمي لأشباه الموصلات (GSA)، وقيادات أكثر من 100 شركة عالمية ومحلية متخصصة في مجالات أشباه الموصلات وتصميم وتصنيع الإلكترونيات.
وأضاف وزير الاتصالات، أن مصر على مدار 5 سنوات ماضية شهدت طفرة في تصنيع الهواتف المحمولة، حيث اختارت 6 شركات عالمية مصر كمركز للإنتاج والتجميع، بقيمة مضافة محلية أكثر من 40% مع العمل على زيادة هذه النسبة.
وأوضح وزير الاتصالات أنه توجد أكثر من 180 شركة متعددة الجنسيات تقيم مراكز تعهيد وتصدر خدماتها من مصر لعملائها حول العالم؛ مشيرًا إلى أن الوزارة تستهدف خلال العام المالي الحالي تدريب 500 ألف متدرب، والتي يتم تصميمها بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل.
وأكد حرص الدولة على توفير البيئة الداعمة لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في صناعة الإلكترونيات؛ مضيفًا أنه تم تأسيس مركز للبحث والتطوير في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذي يستضيف شركات التصميم الإلكتروني، كذلك تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية كأول جامعة متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في إفريقيا؛ مشيرًا إلى أنه تم استثمار 3.5 مليار دولار في تطوير البنية التحتية الرقمية مما جعل مصر الأسرع في الإنترنت الثابت في القارة الإفريقية والثانية في تنافسية التكلفة.
وأشار وزير الاتصالات إلى الدور المحوري الذي يقوم به التحالف العالمي لأشباه الموصلات (GSA) في تشكيل هذا القطاع؛ معربًا عن سعادته لاستضافة هذه القمة للمرة الثانية بعد استضافة القمة الأولى للتحالف العالمي لأشباه الموصلات في عام 2023.
وأوضح جهود مصر لبناء مجتمع رقمي متكامل على مدار السنوات السبع الماضية، من خلال استراتيجيات تستهدف تهيئة بيئة داعمة للابتكار، وجذب الاستثمار، وتحقيق الاستفادة المثلى من التحول إلى الاقتصاد الرقمي؛ وذلك ارتكازًا على 3 محاور رئيسية وهي (الابتكار، والقدرة على التوسع وجذب المزيد من الاستثمارات لهذه الصناعة في مصر، والنظام البيئي التكنولوجي).
وأضاف أن توافر قاعدة من الشباب المؤهل يمثل أحد المزايا التنافسية لمصر التي تعزز من قدرتها في مجال تصميم أشباه الموصلات، وخدمة الأسواق العالمية، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للتعهيد وتصدير الخدمات الرقمية.
وأوضح أنه توجد أكثر من 80 شركة في مجال البحث والتطوير الهندسي تصدر خدمات تكنولوجية عالية القيمة من مصر عبر عشرات الآلاف من المهندسين المتخصصين؛ مشيرًا إلى تميز مصر في مجال أشباه الموصلات خاصة البرمجيات المدمجة للسيارات.
من جانبها.. قالت جودى شيلتون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتحالف العالمي لأشباه الموصلات، إن التحالف يمثل شركات أشباه الموصلات حول العالم ويعزز التعاون العالمي في هذه الصناعة التي تعد القلب النابض لجميع التقنيات المستقبلية، مشيرة إلى أن انعقاد قمة معنية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يأتي انطلاقًا من أهميتها الكبيرة، سواء من حيث المواهب، أو التكنولوجيا والابتكار، أو الاستثمار، فضلًا عن موقعها الاستراتيجي.
وأضافت أنه من المتوقع أن تصل إيرادات صناعة أشباه الموصلات إلى تريليون دولار في السوق العالمي بحلول عام 2030، مما يؤكد دورها المحوري في الابتكار خاصة وأنه يتم الاعتماد عليها في كافة جوانب الحياة من الهواتف والساعات الذكية إلى السيارات والحوسبة المتقدمة، كما أن الذكاء الاصطناعي يقوم بالكامل على تقنيات أشباه الموصلات.
وأشارت إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحظى بفرص هائلة، لا سيما بفضل سكانها الشباب، وهو عامل تنافسي مهم مقارنة بمناطق أخرى مثل أوروبا أو بعض أجزاء آسيا التي تواجه تحديات ديموغرافية، مضيفة أن هناك مستقبلًا واعدا للمنطقة في هذه الصناعة.
وتتناول جلسات القمة أبرز المستجدات في صناعة أشباه الموصلات، مع التركيز على الاتجاهات المستقبلية للصناعة، بما في ذلك تصميم الرقائق، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والحوسبة الكمومية، والأنظمة المدمجة في السيارات.
كما تتناول النقاشات التحديات التي تواجه القطاع، مثل إدارة سلاسل التوريد، واستثمارات رأس المال المخاطر بالشركات الناشئة، وفرص الشراكة بين الشركات العالمية والإقليمية والمحلية، مع تسليط الضوء على إمكانات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كقوى صاعدة في تصميم وتطوير أشباه الموصلات.
وفي سياق متصل، شارك الدكتور عمرو طلعت، في جلسة حوارية، بمشاركة وزير الاستثمار الأردني المهندس مثنى غرايبة، وأدارت الجلسة جودى شيلتون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتحالف العالمي لأشباه الموصلات.
وأكد الدكتور عمرو طلعت- خلال الجلسة الحوارية- أن مصر لديها العديد من المقومات التنافسية في صناعة الإلكترونيات أبرزها توافر البنية التحتية الرقمية القوية والتكلفة التنافسية وتوافر الكوادر؛ موضحًا حرص الدولة على تنمية صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع إيلاء اهتمام بصناعة أشباه الموصلات؛ مشيرًا إلى الجهود المبذولة لتوفير مبادرات متنوعة لبناء القدرات في مختلف التخصصات التكنولوجية لمختلف المراحل العمرية مع التركيز على برامج التدريب من أجل التوظيف بالتعاون مع الشركات مع التركيز على إعداد جيل من المؤهلين للعمل في صناعة تصميم وتصنيع الإلكترونيات.
من جانبه، أشار المهندس مثنى غرايبة إلى أن صناعة الإلكترونيات تتسم بالاستدامة كما أنها تنافسية؛ موضحًا أن أبرز عناصر التنافسية في هذه الصناعة تتمثل في السياسات المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية، وبناء القدرات، والتكلفة التنافسية، والبنية التحتية الرقمية، والحوافز المقدمة للشركات.