نظمت وزارة التنمية المحلية محاضرتين حول "دور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد في التنبؤ بالأزمات وإدارتها" و"حوكمة إدارة الأزمات والمخاطر والطوارئ"، في إطار النسخة الرابعة من دورة تدريب الكوادر الإفريقية، التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية والشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة.
وذكرت الوزارة- في بيان، اليوم /الخميس/- أن البرنامج التدريبي شهد مشاركة 26 كادرًا من 22 دولة إفريقية، تضمن 17 محاضرة مكثفة قدمت على مدار خمسة أيام، بمشاركة نخبة من الخبراء الوطنيين والدوليين، بالإضافة إلى قيادات من وزارة التنمية المحلية والوزارات المعنية، إلى جانب دبلوماسيين وممثلين عن وكالات وهيئات الأمم المتحدة المتخصصة، فضلاً عن خبراء من الصين، مما أتاح فرصًا متميزة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بما يحقق الاستفادة القصوى للجميع.
وألقت النائبة الدكتورة غادة علي عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، محاضرة تحت عنوان "حوكمة إدارة الأزمات والمخاطر والطوارئ"، وذلك في ختام فعاليات اليوم الخامس من الدورة التدريبية الرابعة للكوادر الإفريقية، حيث أكدت خلال المحاضرة أن الهدف من خلال هذه الدورة تعميق الدور المصري والإفريقي كخط دفاع رئيسي للمواجهة والتصدي للأزمات، مشيرة إلى أن الحوكمة هي جزء لا يتجزأ من إطار جميع أنشطة الرقابة وتظهر الحوكمة كمشاركة تنفيذية رسمية ودعامًا للضوابط وأنشطة الرقابة وتساعد سياستها في إرساء الحوكمة، كما تعد الحوكمة هي الترتيبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإدارية والقانونية وغيرها من الموضوعات لضمان تحديد النتائج المقصودة لأصحاب المصلحة.
وأوضحت النائبة غادة علي أن تعريف إدارة الأزمات بأنها نهج استراتيجي للمنظمات لتحديد الأحداث الحرجة والاستجابة لها والتهديدات غير المتوقعة التي قد تؤثر علي الأشخاص أو الممتلكات، مشيرة إلى أهمية إعطاء الأولوية لإدارة الأزمات حتى تتمكن المؤسسات للتحول من التدابير التفاعلية إلى التدابير الاستباقية، مما يضمن السلامة والاستمرارية مع حماية الأصول ويتضمن هذا تشكيل فريق مخصص لإدارة الأزمات واختبار الخطة بانتظام بدعم من التقنيات مثل إدارة الأحداث الحرجة، كما تتضمن إدارة الأزمات الاستعداد للأحداث غير المتوقعة والمزعجة التي تهدد استقرار المنظمة أو سمعتها أو وجودها والاستجابة لها والتعافي منها، وهي تشمل سلسلة من الإجراءات الاستراتيجية المصممة للتخفيف من التأثير السلبي للأزمة وضمان قدرة المنظمة علي التكيف ومواصلة العمل.
كما سلطت الضوء علي أهمية إدارة الأزمات فهي تزود المنظمات بالقدرة على التعامل مع المواقف المعاكسة بكفاءة بحيث يكون خطر حدوث عواقب وخيمة منخفضًا إلى حد ما وتضمن أولاً: أفضل ممارسات إدارة الأزمات في استعداد المنظمات بشكل أفضل من خلال خطة للأزمات تكون أكثر مرونة وقدرة علي التكيف وبالتالي تكون مجهزة بشكل أفضل في أوقات الشدائد، وثانيًا: حماية السمعة بالاستجابة السريعة والملائمة التي يمكن أن تنقذ صورة المنظمة وثقة أصحاب المصلحة، ثالثًا: تخصيص الموارد حيث أن الإدارة السليمة تضمن تخصيص الموارد للأماكن التي تحتاج إليها أكثر أثناء الأزمة، رابعا: الامتثال في العديد من الصناعات حيث توجد عمليات إدارة الأزمات التي تتطلب الامتثال للقواعد التنظيمية وهناك العديد من المزايا التي تعود على أي منظمة من التركيز على إدارة.
واختتمت الدكتورة غادة علي، محاضرتها بالإشارة إلى أنواع الأزمات المختلفة، مؤكدة أن الأزمات تختلف من حيث نوعها وكل منها تفرض تحديات مختلفة على المنظمة وقد يكون فهم نوع الأزمة التي تحدث أمراً مهماً في المساعدة علي تطوير آليات استجابة محددة وتشمل الأزمات المالية، السمعة، والصحة العامة والخروقات السيبرانية.
كما ألقى الدكتور بلال الليثي، مدير عام إدارة بيانات رصد الأرض بوكالة الفضاء المصرية، محاضرة بعنوان "دور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد في التنبؤ بالأزمات وإدارتها"، وخلال المحاضرة استعرض د. بلال الليثي أنشطة مراقبة الأرض عبر الأقمار الصناعية، مستعرضاً الأجيال المختلفة من الأقمار الصناعية المصرية التي تم إطلاقها.
وسلط الليثي الضوء على فرص التدريب التي توفرها وكالة الفضاء المصرية للدول الإفريقية، حيث قدمت الوكالة "EGSA" تدربياً متخصصاً لمدة أسبوع لـ 16 متخصصًا من ثماني دول إفريقية مختلفة، مشيرا إلى وجود منصة "Cube" الفضائية التعليمية، التي تتيح للطلاب الجامعيين فرصة التدريب العملي على بناء واختبار وتشغيل أنظمة الأقمار الصناعية الفرعية، وتستفيد من هذا البرنامج 26 جامعة مختلفة.
وأوضح أن قسم الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في الوكالة يُعد مركزًا متخصصًا تم إنشاؤه بخبرة واسعة في تشغيل الأقمار الصناعية ومعالجة بيانات الصور.
وخلال المحاضرة، تطرق مدير عام إدارة بيانات رصد الأرض إلى الدور الحيوي للاستشعار عن بعد في إدارة الكوارث، حيث يعد أداة أساسية لجمع البيانات بسرعة، مما يتيح اتخاذ قرارات فورية استنادًا إلى المعلومات الدقيقة، كما يتيح تغطية مساحات واسعة، بما في ذلك المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها، إلى جانب قدرته على التحليل متعدد الأطياف، الذي يكشف التغيرات في الأرض والمياه والغلاف الجوي، موضحًا أن الاستشعار عن بعد يساهم في تتبع التغيرات الزمنية لتقييم أنماط الكوارث والمخاطر، لافتًا إلى أن أبرز فوائده تشمل الإنذار المبكر، والرصد المستمر، وتقييم الأضرار، والاستجابة السريعة، ومراقبة المناخ والبيئة.