تصادف اليوم ذكرى ميلاد هاينريش رودولف هيرتز، الذي ولد في 22 فبراير 1857، كان فيزيائيًا ألمانيًا بارزًا، اشتهر بإثباته التجريبي لوجود الموجات الكهرومغناطيسية، مما مهد الطريق لتطوير تقنيات الاتصالات اللاسلكية مثل الراديو والتلفزيون.
وُلد هيرتز في هامبورغ، ألمانيا، لعائلة مثقفة؛ والده غوستاف فرديناند هيرتز كان محاميًا وعضوًا في مجلس الشيوخ، ووالدته آنا إليزابيث بفيفيركورن كانت ابنة فيزيائي، أظهر هيرتز منذ صغره موهبة في العلوم واللغات، حيث درس اللغات اللاتينية واليونانية والعربية.
بدأ تعليمه في مدرسة الدكتور فيتشارد لانغ في هامبورغ، ثم انتقل لدراسة الهندسة في فرانكفورت، لكنه سرعان ما تحول إلى الفيزياء. التحق بجامعة ميونيخ ثم جامعة برلين، حيث حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1880 تحت إشراف هيرمان فون هيلمهولتز.
بعد حصوله على الدكتوراه، عمل هيرتز محاضرًا في الفيزياء النظرية في جامعة كيل. في عام 1885، عُيّن أستاذًا للفيزياء في معهد كارلسروه للتكنولوجيا، خلال هذه الفترة، أجرى تجاربه الشهيرة التي أثبتت وجود الموجات الكهرومغناطيسية، مؤكدًا صحة نظرية جيمس كليرك ماكسويل، تمكن هيرتز من توليد ورصد هذه الموجات، وأظهر أنها تنتقل بسرعة الضوء وتخضع لظواهر الانعكاس والانكسار والاستقطاب، مما أثبت أن الضوء نفسه شكل من أشكال الموجات الكهرومغناطيسية.
بالإضافة إلى ذلك، اكتشف هيرتز التأثير الكهروضوئي في عام 1887، ملاحظًا أن تعرّض المعادن للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى انبعاث شحنات كهربائية منها، هذا الاكتشاف كان أساسًا لتطوير ميكانيكا الكم لاحقًا.
تزوج هيرتز من إليزابيث دول في عام 1886، وأنجبا ابنتين: جوانا وماتيلد، التي أصبحت عالمة أحياء بارزة، في عام 1889، انتقل هيرتز إلى جامعة بون كأستاذ للفيزياء ومدير لمعهد الفيزياء، في سنواته الأخيرة، عانى من مشاكل صحية، وتوفي في بون عام 1894 عن عمر يناهز 36 عامًا.
تكريمًا لإسهاماته العلمية، أُطلق اسم "هيرتز" على وحدة التردد (Hz) في عام 1930، كما سُميت فوهة قمرية باسمه، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات العلمية والأكاديمية حول العالم، تُعد اكتشافات هيرتز الأساس الذي بُنيت عليه تقنيات الاتصالات الحديثة، مثل الراديو والتلفزيون والاتصالات اللاسلكية.