ذكرت مجلة لوبوان الفرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بذل جهودا حثيثة، دون جدوى كما اتضح بعد ذلك، لمنع نشوب حرب بين روسيا من جهة وأوكرانيا وأوروبا من جهة أخرى. وكذلك يعمل إيمانويل ماكرون على منع وقوع الأسوأ في مواجهة ترامب اليوم فهو يسعى إلى إصلاح الأمور بين الولايات المتحدة من جهة وأوكرانيا وأوروبا من جهة أخرى .
وأضافت الصحيفة أن المواجهتين مختلفتان للغاية في مقابل جمود ردود أفعال بوتين ونظرته غير المعبرة هناك غطرسة ترامب، وعدم احترامه للحقائق، والوعود، والمعاهدات، وسعيه لزيادة المكاسب كرجل أعمال. ولكن نفس السؤال: كيف نتحدث مع هؤلاء الرجال الذين، كل منهم بطريقته الخاصة، المهيمنون، ويريدون أن يكونوا زعماء العالم.
كيف نتحدث مع ترامب الذي تحول من حليف إلى صديق لبوتين؟ بوتين يجعل أوكرانيا هي المعتدية، وترامب لا ينكر ذلك. لقد وصف بوتين أوكرانيا بأنها دولة فاسدة، ورئيسها دكتاتور وترامب يؤكد ذلك بسهولة. إن ترامب يجعل من أوروبا قارة تفقد قيمها، إن لم تكن في طور الانحطاط، فهذا أيضا ما يعتقده بوتين.
لذا فإن هذين الرجلين، يتحدان ضد تكامل وقوة أوروبا، وهو حلم روسي قديم، أو الانفصال عن القارة، وهي خطة أمريكية جديدة.
وعشية لقاء الرئيس الأمريكي، قالت المجلة يجب أن نقول لأنفسنا إن الرئيس الفرنسي مسلح بصورة ضعيفة جداً، ولا يمثل سوى بداية رد الفعل من الأوروبيين الذين ما زالوا منقسمين. نقول لأنفسنا إن التذكير بكل ما كان عليه التاريخ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بكل ما بناه العالم، بكل قيمته، لتزويد نفسه بالقواعد الأولية للتعايش، حتى لو كان حذرًا ومسلحًا، سوف يتم تجاهله بسهولة. نقول لأنفسنا إن إيمانويل ماكرون يحتاج إلى حجج تاريخية وعقلانية ودبلوماسية وجيوسياسية أقل من دليل تعليم نفسي جيد لتحليل الشخصيات.
في الواقع، يجب عليه أيضًا التأكيد على عدة ملفات حسبما ترى المجلة مثل خطر روسيا على أوروبا وفرنسا، والصحوة الاستراتيجية الأوروبية الضرورية، والقرض المشترك لتزويد نفسها بقدرات دفاعية تصل إلى الهدف، وإعداد الرأي العام للمجهود الحربي، مع الأخذ في الاعتبار بعض خطوات فك الارتباط الأمريكي في أوروبا، وهذه التطورات الطويلة، احتفظ بها ماكرون لجميع ممثلي الأحزاب السياسية. كما دق ناقوس الخطر، بجدية، على شبكات التواصل الاجتماعي. وسيكون التقارب الروسي الأمريكي بمثابة ذروة هذا الخطر المتزايد.
لكن من أجل لقائه مع ترامب، أعد ماكرون، الذي يدعي أنه يعرف ترامب جيدا، سلاحا أكثر بساطة مثل تأكيده لترامب "لا يمكنك أن تكون ضعيفا في مواجهة بوتين. هذا ليس أنت". وتخشى المجلة أن يمارس ماكرون التباهي الدبلوماسي، فيبالغ في قدرته على ايقاع رئيس أقوى دول في العالم في فخ التملق. بل إننا نقول إن ترامب، بعد إبلاغه بالخطبة، سيكون قادراً على إلغاء الاجتماع الذي يعرف عنه كل شيء بالفعل.
لكن من يدري؟ ربما في الواقع هذه هي الحجة الوحيدة والأفضل لدفع ترامب إلى ممارسة قدر أكبر من الفطنة. بل يمكن تملقه، مواجهته بالصورة التي سيتركها في التاريخ، ومن ثم تهنئته على حيله. ويرى ماكرون أيضاً في "عدم اليقين" الذي يخلقه مزاج ترامب عنصراً من المرجح أن يزعج بوتين الخائف من الوقوع في فخ.
واختتمت المجلة بالقول أنه ليس هناك حجة مضادة أفضل من تحذير ترامب من أن يكون ضعيفاً في مواجهة بوتين، أو أن ينخدع ببوتين، أو أن يكون أول رئيس أمريكي يعمل لصالح روسيا. وقدمت المجلة اقتراحاً صغيراً: ماذا لو وعدناه بجائزة نوبل للسلام كهدية، لكي نجعله يشعر بمشاعر أفضل بشأن أوكرانيا وأوروبا؟ إنه حلمه العزيز فقد أعطتها هيئة المحلفين في ستوكهولم لأوباما عند انتخابه قبل أن يتمكن من فعل أي شيء.