الإثنين 24 فبراير 2025

عرب وعالم

مسئولة بالأمم المتحدة: 3 سنوات من الحرب في أوكرانيا بين الألم والفقد يقابلهما تضامن وأمل

  • 24-2-2025 | 14:54

أوكرانيا

طباعة
  • دار الهلال

أكدت المسؤولة الأممية في منظمة اليونيسف "ناتاليا داتشنكو"، أن يوم 24 فبراير يوم لا أتمنى أن أتذكره، حيث استيقظ ملايين الأشخاص في أوكرانيا على صوت الانفجارات، كانت هذه الانفجارات قريبة جدا لبعض الناس لدرجة أنهم شعروا كما لو أن شرارة الحرب قد انطلقت خارج نوافذهم مباشرة.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، مرت ثلاث سنوات على اندلاع الحرب، ولا تزال أوكرانيا على مرمى هجمات شبه يومية. ويعيش موظفو الأمم المتحدة في أوكرانيا هذه الحرب جنبا إلى جنب مع بقية السكان، وقد حظيت قدرتهم على مساعدة الآخرين بتقدير كبير وأصبحت بمثابة شريان حياة خلال هذه الأوقات العصيبة.

وقالت "ناتاليا داتشنكو"، مع اشتداد أوار الحرب، أصدرت قيادة اليونيسف تعليمات للموظفين بإعطاء الأولوية لسلامتهم وسلامة عائلاتهم قبل استئناف عملهم، وتم إجلاء "ناتاليا" إلى لفيف مع عائلتها و12 شخصا آخرين محشورين في مقصورة قطار صغيرة.

وذكرت المسؤولة الأممية، أن "ليودميلا كوفالتشوك"، وهي موظفة في مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أوكرانيا، تعيش بالقرب من مطار كييف - أحد الأهداف الأولى للحرب. وتروى قصتها بالقول: "استيقظنا عند الساعة الخامسة صباحا على صوت الانفجارات. كان الأمر صادما. على الرغم من أننا سمعنا تحذيرات من غزو وشيك، لم نصدق أنه يحدث بالفعل".

وبعد ثلاث سنوات، تعترف "ليودميلا" بأن الإرهاق قد نال منها، لكن الحياة والعمل مستمران. تحتاج النساء في أوكرانيا إلى دعم الأمم المتحدة - النفسي والقانوني واللوجستي والمالي. العديد من النساء الأوكرانيات يعلن الأطفال بمفردهن، ويبحثن عن وظائف لإعالة أسرهن، ويتنقلن باستمرار للحفاظ على سلامتهن.

من جانبها ،قالت "ليودميلا": "حوالي 70 ألف امرأة أوكرانية يخدمن في الجيش. هذه المجموعة لديها احتياجات فريدة تتطلب دعما خاصا".

بدورها تروي "أناستازيا كلاشنيك"، وهي موظفة أخرى في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، كانت تعيش في زابوروجيا لكنها انتقلت قبل عامين مع عائلتها إلى كييف. وتتذكر بالقول: "بعد 24 فبراير 2022، توقف أطفالي عن الذهاب إلى دور الحضانة والمدرسة، وفقد زوجي وظيفته - الشركة الأجنبية التي كان يعمل بها أوقفت عملياتها على الفور وغادرت البلاد".

ولكن مع ذلك، زاد عبء العمل بشكل ملحوظ على عاتق "أناستازيا". بوصفها موظفة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ظلت تعمل منذ عام 2017 مسؤولة عن المساعدات الطارئة التي تقدمها الهيئة في أوكرانيا، مع التركيز على النساء في منطقتي لوهانسك ودونيتسك. بعد عام 2022، أجبرت العديد من هؤلاء النساء على الفرار من منازلهن.

وأشارت "أناستازيا كلاشنيك"، إلى أنه بالنسبة لهؤلاء وغيرهن من النساء الأوكرانيات المحتاجات، أنشأت هيئة الأمم المتحدة للمرأة - بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية - ما يسمى بـ "المساحات الآمنة". تقدم هذه المراكز دعما تمس الحاجة إليه، الأمر الذي يوفر للنساء إمكانية التواصل وتبادل الخبرات والتعافي.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، حتى فبراير 2025، تم تأكيد مقتل أكثر من 12,600 مدني وإصابة أكثر من 29,000 آخرين، من بينهم ما لا يقل عن 2,400 طفلا.

وفقا لمكتب (أوتشا) يعيش الملايين في خوف مستمر، بينما يواجه أولئك الموجودون في المناطق المحتلة قيودا شديدة ومحدودية في الوصول إلى المساعدات الإنسانية. ويكبر جيل كامل من الأوكرانيين في ظلال الحرب. الهجمات المتواصلة على البنية التحتية تعمق الأزمة. تضرر أو دُمِّر أكثر من 10% من المساكن في أوكرانيا، مما ترك ما لا يقل عن مليوني أسرة بدون مأوى مناسب. تم استهداف أكثر من 3,600 مدرسة وجامعة، مما أجبر مئات الآلاف من الأطفال على التعلم عن بعد.

أكدت المسؤولات الأمميات أنه في خضم هذه المأساة، هناك متسع للأمل، الأمل في التضامن الذي أظهرته الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى. إنهم مستمرون في المساعدة. لم يأتوا لشهر أو شهرين فقط - بل بقوا هنا لسنوات. والآن، هم يتحدثون عن إعادة الإعمار.

وذكرت المسؤولات الأمميات أن اليوم، يبحث العديد من الأوكرانيين عن "استراتيجيات البقاء" الخاصة بهم. أحد أكبر التحديات التي يمكن مواجهتها هو العبء النفسي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة