الثلاثاء 25 فبراير 2025

ثقافة

«التحولات الدولية والإقليمية الراهنة وتأثيراتها في مصر والمنطقة العربية» في ندوة بمكتبة الإسكندرية

  • 25-2-2025 | 16:14

ا

طباعة
  • همت مصطفى

نظمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، ندوة بعنوان « التحولات الدولية والإقليمية الراهنة وتأثيراتها في مصر والمنطقة العربية»، وذلك بحضور كل من الأستاذ الدكتور أحمد زايد ، مدير مكتبة الإسكندرية والدكتور محمد كمال، مدير معهد الدراسات والبحوث العربية.

تحولات عميقة

وأدار اللقاء اللواء الدكتور أحمد الشربيني; مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، وقال إن هناك تحولات عميقة تجري على المستوى الدولي والإقليمي، وهوالامر الذي يضع دول الإقليم ومن بينها مصر أمام تحديات كبيرة ومخاطر خصوصًا في ظل وجود إدارة أمريكية جديدة تتعامل مع القضايا الراهنة بمنظور مختلف.

الدول الوطنية

وأشار «الشربيني» إلى أن هناك أزمة في الدولة الوطنية العربية، مما يضع تحديات أكبر على كاهل الدول الوطنية مثل مصر، لافتًا إلى أن مصر تقف بكل صلابة أمام التحديات التي تواجه المنطقة من أجل الحفاظ على مصالحها الوطنية.

وثمّن مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية الدعم الذي يوليه الشعب المصري للإدارة المصرية في مواجهة التحديات التي تواجهها الدولة، قائلًا: «الشعب المصري لديه حس وطني ووعي ويستطيع من خلاله اكتشاف المخاطر التي تواجه الدولة المصرية».

وقال الدكتور أحمد زايد: « إنه لا سبيل لفهم أي تغيرات في عالم السياسة والاقتصاد بدون فهم العالم الذي نعيش فيه، مشيرًا إلى أن الكثير من الدراسات تحدثت عن الأوضاع الحالية باعتباره عالم منفلت وغير منظم القواعد وتتوارى فيه العلاقات الاجتماعية بين الدول أمام الاتجاه نحو الفردانية».

وأوضح «زايد» أن العالم يتجه نحو اليمين المتطرف قبل أن يتحول إلى نظام شمولي، لافتًا إلى أن ترامب بسلوكياته وقراراته لا يختلف كثيرًا عن هتلر ولكن بشكل مقنع، فغالبية أفكاره تتسم بالشمولية.

وتطرق إلى فكرة الصراع ما بين السياسة والاقتصاد، قائلًا إنه ليس مستبعدًا أن نرى إيلون ماسك يحكم أميركا في الفترات المقبلة ضمن مشروع «الترامبية» العالمية.

 

وقال:« إن ظهور بعض الدول الأخرى والتكتلات المخالفة للنظام الأمريكي، يرجح فكرة أن يتحول العالم إلى نظام متعدد الأقطاب وطرح أفكار مختلفة ومناوئة للأفكار الأمريكية».

وأشار إلى أن أسس لعالم المعاصر تتآكل أمام نظام عالمي جديد، لافتًا إلى أن الإقليم يشهد تغيرات كبيرة يجب أن نضعها في الاعتبار خاصة حالة الفرقة وعدم الاتفاق بين دول الإقليم.

مواجهة التحديات

وأكد ضرورة وجود تكتل في الإقليم لمواجهة التحديات التي تواجهه، لافتًا إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلقت حالة تحول في المنطقة، مبينًا أن أهم ما جرى في المنطقة هو سقوط المنظومة الشيعية في المنطقة.

الإرباك السياسي

وأشار زايد إلى أن دول الإقليم تعاني من حالة «الإرباك السياسي» جعلت المزاج العام للمجتمعات متقلب وخلق حالة من السيولة في الاتجاهات والرأي العام.

وقال أن الشعوب سيكون لها دور كبير في تحديد مستقبل الدول وإعادة تشكيل الإقليم، مبينًا أن صراع النخب في الكثير من دول العالم لا يمكن أن يستمر في المستقبل.

 لحظة تحوّل في النظام الدولي والإقليمي

و قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إننا أمام لحظة تحوّل كبرى وغير مسبوقة في النظام الدولي والإقليمي، لافتًا إلى أن العالم أمام حالة «سيولة كبرى- وحالة لا يقين لأن النظام الدولي الذي اعتدنا عليه والذي أُنشيء بعد الحرب العالمية الثانية يضعف ويترنح في المقابل لم يظهر بديل بعد.

وأضاف: «أن هناك إرهاصات قد تحدث وقد لا تحدث، لعدم وجود نظام دولي جديد في الافق، مشيرًا إلى أن هذه الحالة تضع صنّاع القرار في العالم أمام تحديات كبرى».

وأوضح «كمال» أن النظام العالمي القائم وضعته الولايات المتحدة الأميركية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، مضيفًا أن هذا النظام بدأ يتغير خلال السنوات الماضية وهو ما أفرز وصول ترامب إلى السلطة.

أعباء قيادة العالم 

وأشار إلى أن الشعب الأمريكي يرى أنه ليس لديه الرغبة في تحمّل أعباء قيادة العالم وذلك من خلال الاتجاه إلى الانكفاء على الذات، مبينًا أن الإدارة الأمريكية الجديدة ترى أنها غير ملتزمة بأعباء قيادة العالم تحت ذريعة أن النظام العالمي الحالي لا يعود بالنفع على الشعب الأمريكي».

وتطرّق أستاذ العلوم السياسية إلى الحديث عن علاقة الولايات المتحدة بالمنظمات العالمية مثل منظمة التجارية العالمية ومنظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى أن هذه المنظمات الدولية تعرضت للضعف بسبب الموقف الأميركي منها ورغبته في إقصائها عن المشهد العالمي.

 

و تحدّث «كمال»عن صعود الدول الأخرى مثل الصين، وأوضح أن الخلاف الصيني الأميركي يتعلق بالمنافسة على التكنولوجيا وتطويرها وليس صراعًا على مناطق نفوذ».

وقال:« إن التحركات الصينية في مجال تمّلك التكنولوجيا يُفقد الغرب الميزة التي يمتلكها، ما يضعها أمام تحديات كبيرة تهدد مستقبلها، لافتًا إلى أن الصين أنفقت استثمارات ضخمة في مجال تطوير التكنولوجيا والصناعة ما يجعلها تدخل بقوة في مجال التكنولوجيات المتقدمة في كافة المجالات.

 

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحدث تغييرًا كبيرًا على المستوى العالمي وسيمتد تأثيره لما بعد رئاسته لأميركا، مبينًا أن ترامب يقوم بإعادة هيكلة النظام السياسي الأمريكي بشكل غير مسبوق.

 

وأوضح أن «ترامب» هيمن على كل شيء في البلاد وقضى على مفهوم الفصل بين السلطات الذى كان موجودا في البلاد، لافتا إلى غياب الرقابة والمحاسبة حاليًا في الولايات المتحدة.

وقال إن الأغلبية في الكونجرس الأمريكي حاليًا مؤمنة بالأفكار «الترامبية» وليس أفكار الحزب الذي تنتمي إليه، مشيرا إلى أن الهدف من هذه التحركات هو القضاء على المشروع الليبرالي الأمريكي من خلال تفكيك مؤسسات الدولة.

وفيما يتعلق بمستقبل غزة، رأى أستاذ العلوم السياسية، أن ترامب بدأ يتراجع عن مقترحه بتهجير سكان غزة باعتبارها فكرة غير قابلة للتنفيذ، لافتًا إلى أن ترامب دائما ما يفكر بمنطق مستثمرى العقارات ولا يعتمد في تفكيره على المؤسسات والقوانين الدولية.

وأشار إلى أن الدور المصري كان في غاية الأهمية بعد أن عبرت مصر عن رفضها للمخطط الأمريكي بشكل واضح وصريح، لافتًا إلى أن مصر تعمل على بلورة موقف عربي موحد تجاه هذه القضية.

وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط تمر بأسوأ مراحلها من تفكك وشقاق عبر انتشار الصراعات المسلحة في غالبية البلدان المحيطة بمصر، لافتًا إلى أن مصر أمامها عدة تحديات تتعلق بالتعامل مع هذه المخاطر من خلال لعب دور قيادي في المنطقة مع عدم التورط في صراعات فضلًا عن استمرار البناء في مشروع الدولة الوطنية بأبعاده المختلفة.

 

الاكثر قراءة