يواصل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة تنفيذ مشروعات تنموية متكاملة، ضمن خطته لاستصلاح وزراعة 4.5 مليون فدان جديدة بحلول عام 2027، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية، وتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين، مع تصدير الفائض لدعم الاقتصاد الوطني.
ويعد مشروع "الدلتا الجديدة" أحد أبرز هذه المشروعات، حيث يمتد على مساحة 2.2 مليون فدان، ليكون أكبر مشروع استصلاح زراعي في تاريخ البلاد، في إطار استراتيجية الدولة للتوسع الزراعي وزيادة الإنتاج.
مشروع الصوامع
حرصًا على تحقيق التنمية المتكاملة، ينفذ جهاز مستقبل مصر مشروعًا ضخماً لإنشاء صوامع حديثة لتخزين الحبوب، إلى جانب مشروعات أخرى تشمل ثلاجات لحفظ المنتجات الزراعية، ومجمعات صناعية لإضافة قيمة للمنتجات الزراعية، وتطوير منظومة التحول الرقمي للقطاع الزراعي.
وفي هذا السياق، نجح الجهاز في تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الصوامع الضخم بالمنطقة الصناعية التابعة لمشروع مستقبل مصر، بإجمالي 100 صومعة، توفر طاقة تخزينية تبلغ 500 ألف طن، وذلك باستخدام أحدث التقنيات العالمية في تخزين الحبوب.
وتتميز الصوامع بقدرتها على استيعاب 5 آلاف طن لكل صومعة، بارتفاع 72 قدمًا، كما أنها مزودة بأجهزة متطورة لتنقية الحبوب من الشوائب والآفات الزراعية، بالإضافة إلى برج تجفيف حديث، يتم استخدامه لأول مرة لتقليل نسبة رطوبة الحبوب.
مضاعفة الطاقة التخزينية إلى 2 مليون طن
يستهدف جهاز مستقبل مصر التوسع في المشروع ليشمل 300 صومعة جديدة في "الدلتا الجديدة"، ليصل إجمالي السعة التخزينية إلى 2 مليون طن، وذلك بالشراكة مع كبرى شركات الصوامع الصينية، ويأتي هذا التوسع بهدف تأمين الاحتياجات الاستراتيجية من المحاصيل الزراعية الأساسية، وتحسين كفاءة التخزين لتقليل الفاقد وضمان جودة المحاصيل، ودعم خطة الدولة لزيادة الطاقة التخزينية من 2.1 مليون طن إلى 5.3 مليون طن، وأيضا يستهدف المشروع الحفاظ على رصيد استراتيجي آمن من القمح والحبوب، وتقليل الهدر والتلف.
توطين صناعة الصوامع في مصر
لا يقتصر المشروع على التخزين فحسب، بل يسهم في توطين صناعة الصوامع، حيث تعمل شركة "فامسون" الصينية - إحدى أكبر الشركات العالمية في هذا المجال - على إنشاء مصنع جديد في منطقة العين السخنة، بهدف تصنيع الصوامع محليًا بنسبة 50%، مع استخدام 80% مكون محلي، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد، ويوفر النقد الأجنبي، كما يفتح المجال أمام تصدير الصوامع المصرية للأسواق الدولية، وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في هذا القطاع الحيوي.
منطقة صناعية متكاملة لدعم الإنتاج والتصدير
تمثل الصوامع جزءًا من المنطقة الصناعية بمشروع "الدلتا الجديدة"، والتي تمتد على مساحة 1000 فدان، وتضم مصانع متنوعة تشمل:
- مصانع للعلف والبصل والثوم المجفف، والخضروات والفواكه المجمدة، والبطاطس النصف مقلية.
- إنتاج السكر، النشا، والجلوكوز، وغيرها من الصناعات الغذائية.
- سوق لوجيستي ضخم على مساحة 550 فدانًا، يستهدف تداول أكثر من 20 مليون طن من الحاصلات الزراعية سنويًا، ليصبح الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
نحو مستقبل زراعي مستدام
يمثل مشروع صوامع الدلتا الجديدة خطوة مهمة في تحقيق الأمن الغذائي المصري، وتقليل فاتورة الاستيراد، وزيادة القدرة التخزينية للحبوب، ضمن استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وتعزيز قدرة البلاد على مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.