الإثنين 3 مارس 2025

مقالات

حدث في الأول من رمضان لسنة 1385هـ

  • 3-3-2025 | 18:52
طباعة

مثل العمل الصالح الذى لا ينقطع خيره، تظل إذاعة القرآن الكريم عمل خالد الذكر “جمال عبد الناصر” الطيب الذى لا ينقطع خيره.


فاض الخير على ضفاف النيل عميما في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة1383 هـ الموافق 25 مارس لسنة 1964م، حيث بدأ الإرسال بإذاعة القرآن الكريم مرتلاً بقراءة (حفص عن عاصم) للشيخ محمود خليل الحصرى ليكون أول صوت يقدم القرآن كاملا بتسلسل السور والآيات كما أنزلها أمين الوحي جبريل “عليه السلام” على قلب سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.


وإذا كان الخليفة الراشد “أبو بكر الصديق” رضى الله عنه، هو أول من بدأ جمع القرآن الكريم فى مصحف وذلك بعد إلحاح من الفاروق “عمر بن الخطاب” رضى الله عنه، بعد استشهاد معظم حفظة القرآن فى حروب الردة.


وإذا كان الخليفة الراشد “عثمان بن عفان” رضى الله عنه، هو صاحب أول مصحف تم جمع وترتيب سور القرآن الكريم به، فإن “جمال عبد الناصر” غفر الله له، هو أول حاكم مسلم فى التاريخ يتم فى عهده جمع القرآن الكريم مسموعا (مرتلا ومجودا) فى ملايين الشرائط والأسطوانات بأصوات القراء المصريين. 


كان هذا إنجازا مذهلا لهذه الإذاعة الفريدة، حيث تحصلت الإذاعة الوليدة على نسخة لختمة كاملة بقراءة (ورش عن نافع) للشيخ محمود خليل الحصرى، وبدأت أيضاً إذاعتها بالتناوب مع الختمة التي كانت تذاع من قبل بقراءة حفص عن عاصم، وذلك ابتداء من 15 مارس 1965م.


و في الأول من رمضان لسنة 1385هـ الموافق للرابع والعشرين من ديسمبر لسنة 1965م بدأت خطوة ثانية تهدف إلى تحقيق التنويع في الأصوات التي تقدم التلاوة، فأنجزت الإذاعة المصرية مشروع تسجيل ثلاث ختمات مرتلة بقراءة حفص عن عاصم للقراء الثلاثة، الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوى، والشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد، وبعد ذلك وفي عام 1967م تم تسجيل ختمة مرتلة أخرى بصوت الشيخ محمود علي البنا، وهكذا اكتملت الرسالة التى اضطلعت بها هذه الإذاعة التى لو لم يكن لها صنيعا غير جمع القران مسموعا (مرتلا ومجودا) لحفظ لها مكانتها فى جبل الخير الذى ارتقته بمنهج وسطي.

الاكثر قراءة