الإثنين 3 مارس 2025

مقالات

أصوات من السماء


  • 3-3-2025 | 18:50

محمود السعدني

طباعة
  • محمود السعدني

أحسنت القناة الأولى التليفزيونية بقصر قراءة قرآن المغرب على المرحوم الشيخ محمد رفعت فلا أحد في قامة الشيخ رفعت ولا في منزلته، ولا اعتراض على الشيخ رفعت حتى لو اشترك في الاستفتاء إخواننا الأقباط لأن الشيخ رفعت رحمه الله كان موضع حب واحترام الاقباط أيضاً.


وكدت أقترح استغلال أصوات العظماء من المقرئين الذين انتقلوا إلى رحمة الله في كل الساعات المخصصة لقراءة القرآن أو إنشاد التواشيح خصوصاً في فترة الفجر التي تسبق الصلاة، لان الأصوات التي نسمعها في تلك الفترة لا تصلح للقراءة وليست مخلوقة لها. إنما هم احترفوا التلاوة مصادفة، ولدينا كثير من أصوات المشايخ العظام الذين انتقلوا إلى رحمة الله الشيخ أحمد ندا والشيخ على محمود والشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ أبوالعينين شعيشع والشيخ منصور الشامي الدمنهوري، والشيخ البهتيمي والشيخ عبدالرحمن الدروي والشيخ هريدي الشوربجي والشيخ طه الفشني والشيخ محمود البنا والشيخ عبدالحكم والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفي إسماعيل .


وهؤلاء العمالقة وغيرهم لم يفارقوا الدنيا لأن أصواتهم محفوظة وخالدة ويمكن استغلالها في أي وقت والاستمتاع بها لأنه قبل ظهور التليفزيون كانت الإذاعة تذيع نصف ساعة قبل المغرب وكانت تذيع قرآن الفجر وتذيع أيضاً التواشيح ولكن المنشدين كانوا من نوع الشيخ محمد الفيومي ولكن منشدي هذه الأيام لا يستحقون الظهور خلف الميكروفونات أو أمام الكاميرات، الفن الجميل اختفى باختفاء المشايخ الكبار وكان آخر منشد عظيم هو الشيخ محمد عمران وقد مات فجأة منذ سنوات وسبقه الشيخ سيد النقشبندي يرحمه الله ولقد رأيت بعض منشدي هذه الأيام وبعضهم قصير القامة وكفيف ولا يصلح إلا للظهور في السيرك إنه حظ سيئ أن يحتشد الكبار في عصر واحد وفي فترة واحدة ثم نستيقظ فجأة فلا نجد حولنا أحدا مع أن كل شيخ من الكبار كان بوسعه أن يزين عصرا بأكمله ولكن هكذا الحياة إنها كالأرض تنتج أحيانا إنتاجا طيبا وأحيانا ترفض إنتاجه وقد يستمر ذلك لفترة طويلة من الزمان.


ونسمع أحيانا عن ظهور صوت جديد مثل صوت الكروان ثم نفاجأ بأنه لا شيء على الإطلاق.


وفي الخمسينيات جاء الشيخ عبدالباسط ليحيي حفلا دينيا في مسجد السيدة زينب وبعدها أحيا ليالي المآتم في شارع الموسكي ثم انفجر بعدها في أنحاء العالم الإسلامي.


رحم الله أصحاب المواهب الفذة الذين جددوا شباب الإسلام ولم يقتنوا ثروة إلا حب الناس لهم وإيمانهم بفنهم الرفيع .. العظيم.

الاكثر قراءة