يقدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكونجرس، رؤيته بشأن الولايات المتحدة والعالم، بعد الارتباك الذي أحدثه على الساحة السياسة والدولية مع بدء ولايته الثانية تحت شعار "أميركا أولاً"، وفي ظل عزمه على بسط سيطرته على مختلف مؤسسات الدولة.
وبعد أكثر من شهر على تنصيبه، يلقي ترامب خطابه الأول أمام الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض، عند الساعة 21:00 (02:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء) في مبنى الكابيتول في واشنطن.
وأمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، من المتوقع أن يعرض ترامب التدابير التي اتخذها خلال أول 43 يوماً من تولّيه منصبه، وتلك التي يعتزم اتخاذها خلال الأيام الـ1419 المتبقية من ولايته.
وقال السناتور الجمهوري تومي توبرفيل إنّه يتوقّع أن يقوم ترامب بـ"تسليط الضوء على الانتصارات التي حققتها إدارته حتى الآن" وتقديم "خطّة للسنوات الأربع المقبلة".
وأضاف أن "الأمر المؤكد" هو أن هذا الخطاب "سيكون مختلفاً تماماً عن المهزلة التي اضطررنا إلى تحمّلها على مدى الأعوام الأربعة الماضية في ظل رئاسة (جو) بايدن".
واعتمد الرئيس الأميركي أسلوباً قاسياً في التعامل مع حلفاء بلاده، فلوح بضم كندا بالقوة الاقتصادية إذا لزم الأمر، وادعى أن الاتحاد الأوروبي أُنشئ لـ"الإضرار" ببلاده.
وليست المشادة الكلامية التي جرت الجمعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والتي انتقد خلالها ترامب نظيره بشدة وهدّد "بالتخلي" عن كييف في حربها ضد روسيا، إلا أحدث مثال على التحوّل في النهج على رأس القوة الأولى في العالم.
يلقي ترامب الثلاثاء خطابه أمام جمهور يدعم بغالبيته أجندته، إذ يسيطر الجمهوريون منذ الانتخابات التي جرت في نوفمبر، على مجلس النواب ومجلس الشيوخ، ناهيك عن ترسيخ المحافظين في المحكمة العليا بعدما عين ترامب ثلاثة من قضاتها خلال ولايته الأولى.
في نهاية يناير، أرسل الرئيس الجمهوري لمجلس النواب مايك جونسون رسالة دعا فيها دونالد ترامب لإلقاء هذا الخطاب وعرض "رؤيته التي تحمل عنوان أميركا أولاً بشأن مستقبلنا التشريعي"، مؤكداً في الرسالة أن "العصر الذهبي لأميركا بدأ".
وعلى الرغم من رغبة البيت الأبيض المعلنة في توسيع صلاحيات السلطة التنفيذية، وبالتالي تقليص السلطة التشريعية للكونغرس، لم يُسمع إلى الآن أي صوت معارض في صفوف البرلمانيين اليمينيين.
وأحكم ترامب قبضته على الحزب الجمهوري منذ انتصاره في انتخابات 2024، فيما يبدي قليلون استعداداً للمجازفة بخسارة مقاعدهم في حال عارضوا الرئيس وقاعدته الانتخابية.
ورغم ذلك، وفقاً لمجموعة من استطلاعات الرأي أجراها موقع fivethirtyeight، فإنّ أغلبية ضئيلة من الأميركيين تعبّر عن رأي غير مواتٍ تجاه الرئيس الأميركي، على خلفية مخاوف من تسارع التضخّم.
في المقابل، يكافح الديمقراطيون لإسماع أصواتهم في مواجهة الموجة الإعلامية والسياسية الهائلة التي فرضها حضور الرئيس الجمهوري. وستحاول عضو مجلس الشيوخ الجديدة عن ولاية ميشيجان إليسا سلوتكين، نقل هذا الصوت المعارض من خلال تقديمها الرد التقليدي على خطاب الرئيس.